حميدة أبو هميلة تكتب : ليالي أوجيني..السودا

لم يخرج أحد من صناع مسلسل “ليالي أوجيني” حتى الآن ليؤكد أن المسلسل الغارق في نعومة ولياقة ولباقة وإحساس بديع قفز فوق التريند وظل واقفا ولم ينزل أبدا.. ياللكارثة، كيف سيقنعون الناس بأن المسلسل نجح إذن، لا مسلسلات مهمة أبدا دون إشعال مواقع التواصل الاجتماعي، ودون لزمات متناثرة في كوميكس هنا وهناك. الأبطال عاشوا ليالي سوداء حزينة من المؤكد، بعد أن تغاضوا عن فكرة ارسال بيانات تثبت بالأرقام والحجج والمستندات تفردهم وتفوقهم، إنهم قوم لازالوا يعيشون في الأربعينيات على الأرجح!

نرشح لك : حميدة أبو هميلة تكتب: إعلانات رمضان ٢٠١٨.. نسأل الله العافية

مسلسل “ليالي أوجيني” حقق نجحا على الهادي، تدريجيا تسلسل إلى المشاهدين، وبات طقسا رمضانيا يوميا، دون صراعات ومطاردات وصراخ ومبالغات كارتوينة.

كان هناك إنجازا حقيقيا أيضا لم ينجح غيرهم به، “ليالي أوجيني” مسلسل بلا بوتكس أوفيلر، بلا شفاه توشك أن تنفجر وخدود مثل البالونات، حيث اكتفت نجماته بالاجراءات التجميلية البسيطة التي تجعلهم أقرب لصورة نساء تلك الحقبة الزمنية، وإن كان هناك بعض لطشات الحقن، فقد حرص طاقم المكياج على اخفاء أثارها ولم يجرح الأمر عين مشاهدي العمل الذي يشبه اللوحة الرائقة.

لم يسلم مسلسل “ليالي أوجيني” من هنات واضحة للكل، فالعمل ترك المتفرجين أكثر من عشر حلقات بلا أحداث بمعنى الكلمة، كان يغرق في الهمسات بلا طائل ويدور في دوائر مفرغة، ثم فجأة تذكروا أن هناك قصة يجب “تقفيلها” وبدأوا أخيرا في التحريك البطئ، ولكنه مقبول وفقا لطبيعة العمل، تشعر أنهم كانوا يوفرون الأحداث حتى الحلقات الأخيرة ولم يكن مهما لديهم أن يضعوا “حشوا ومطا”، هي أفة الدراما التليفزيوينة كلها على أية حال، والحقيقة أن سماء عبد الخالق وإنجي القاسم يثبتان مجددا أنهم ثنائي منسجم، ومزاجهما في الكتابة يعجب الجمهور.

وبعيدا عن الصورة المثالية والإضاءة التي وقفت في المنطقة الأسلم بين العتمة المبالغ فيها والسطوع المرهق، والأزياء المبهرة، وحركة الكاميرا، وكل هذا يقف عليه المخرج هاني خليفة، فإن طاقم التمثيل في العمل يعتبر الأقوى والأكثر توفيقا وتميزا في موسم رمضان 2018، الذي كان بدروه موسما ضعيفا ومرتبكا وحققت فيه الدراما خساشر فنية ومادية كثيرة.

والمؤكد أن أسماء أبو اليزيد ونادين ومراد مكرم وإنجي المقدم ومريم الخشت وبطرس غالي وليلى عز العرب وخالد كمال يتقدمون كثيرا على  ظافر العابدين وكارمن بصيبص، أما أمينة خليل فتقدمت كثيرا بالمقارنة بأدوارها السابقة، بينما ظافر يتراجع أشواطا إلى الوراء.