مصطفى حمدي يكتب: خلينا نشوفك (6).. مجدي عبد الغني كوميديان رمضان الأول!!

لا شك أن مجدي عبد الغني تفوق على كل كوميديانات دراما رمضان بلا منازع، ففي الوقت الذي يواصل فيه علي ربيع سخافته، ويحاول مصطفى خاطر فرض حضوره بربع رومي، وينازع أحمد أمين بقمصانه وتي شيرتاته الملونة في الوصية، يخطف مجدي عبد الغني الأنظار مفجرًا الضحكات بقصة استبعاده من السفر إلى روسيا بسبب استيلائه على قطع من ملابس المنتخب!

مجدي عبد الغني كسب كثيرا بعد اعتزاله من قصة هدفه في هولندا ربما أكثر مما كسبه في الملاعب، حتى لو تطلب الأمر أن يسخر من تكراره للقصة ولكنها دجاجة تبيض ذهبا، هو نموذج عملي لكيفية استثمار نجاح وحيد في حياتك لتعيش على حسه طول العمر؛ إعلانات لا تتوقف، برامج هنا وهناك، ظهور خاص في الأفلام والمسلسلات… نافس مجدي عبد الغني بيومي فؤاد ونجح في أن يضرب أرقامه القياسية في الظهور على الشاشة، وأخيرًا كان عضو اتحاد الكرة الوحيد الذي سافر إلى روسيا وشارك في تقديم برنامج كوميدي هو “رامز تحت الصفر” وطبعًا لا شك أن الحساب كان بـ”الأخضر” كما يحب مجدي دائمًا.

نرشح لك – مصطفى حمدي يكتب: خلينا نشوفك (5).. لماذا نحب دراما الانتقام؟

يملك مجدي عبد الغني الشهير بالبلدوز جلدًا سميكًا يقي نفسه من الجلدات والانتقادات والسخرية التي يتعرض لها من حين لآخر، حينما كان لاعبا في الأهلي هاجمه الجمهور فالتقط أقرب “مقشة” بجوار الدكة وتوجه بها إلى الجماهير ليضربها، ومن يومها وأصبح لقب ” مجدي مقشة” –السري- ملازمًا له في مدرجات الدرجة الثالثة، وهو لا يخجل من ذلك تمامًا كما لم يخجل من قبل عندما خلع البنطلون لأعضاء اتحاد الكره في عهد سمير زاهر اعتراضا على قرار لم يعجبه.

ردًا على قرار إبعاده من “فسحة” روسيا خرج مجدي عبد الغني بقلب ميت ليعلن أنه سيفضح كل أعضاء الاتحاد، وتقمص شخصية مرتضى منصور عندما قال أنه يملك مستندات تدين الكل فتراجع “الكل” فجأة عن منعه من السفر وقالوا يسافر بس الحساب بعد العودة من المونديال، وأغلب الظن أن اتحاد الكرة يخطط للتضحية بمجدي بعد هذا القرار ولا شك أنه سيجعله كبش فداء لأي فضيحة كروية واردة في روسيا، إنها مدرسة مصرية أصيلة في الإدارة تقوم على نظرية ” بص العصفورة”.

لا يعترف مجدي عبد الغني بالخطأ، فالرجل ذهب إلى مخازن اتحاد الكرة وأخذ مجموعة من ملابس المنتخب له ولأصدقائه، وعندما رفض أمين المخازن شتمه مجدي وأهانه وأخذ ما أراد من منطلق أنا صاحب بيت، تعامل مجدي مع الموقف بفلسفة العاملين في الحكومة، فمال الحكومة دائمًا ملوش صاحب، مال سايب من حق أي مسئول أن يضع يده عليه، فما بالك باتحاد الكرة الذي صعدنا في عهده لكأس العالم بعد 28 عامًا من الأحلام والكوابيس، الاتحاد اتحادنا والمنتخب منتخبنا واللبس لبسنا يا عم، هذا ما فكر فيه مجدي وقتها ولهذا برر فعلته قائلًا : “هو أنا قتلت حد لا سمح الله؟!”.

يملك مجدي ما يجعل أعضاء اتحاد الكرة خائفين منه، ولكن طريقة تهديده الفجة حولت القضية إلى مشهد كوميدي لا يقل عبثية عن “حنة” المنتخب التي أحيتها شركتي بريزنتيشن وwe  في ستاد القاهرة تحت مسمى تدريب المنتخب المفتوح، استقدموا نبطشي “ماتشات” يقلد عصام الشوالي، ثم خرجت علينا دمية تمساح كالتي نراها في افتتاح محلات “أبو 2 ونص” وقالوا لنا إنها تميمة المنتخب، ولا أعرف من الذي اختار التميمة والشعار وألوان الأوتوبيس المبمبي المسخسخ على ألوان الراعي، ولا الطائرة الموف العجيبة، ولا أعرف أيضا من اختار للمنتخب تصميمات ملابس من موديلات أديداس لعام 2017 وليس 2018!

كل شيء في رحلة المونديال يشبه الكوميديا السوداء، ولا شيء يبشر بنتائج مشرفة هناك، الاستثناء الوحيد في هذه الحالة العبثية هو محمد صلاح الذي وقف خلال تدريب المنتخب مندهشًا مما يراه ولسان حالة يقول: “أنا إيه اللي جابني هنا”، الشخص الوحيد المواكب للحدث في هذه المنظومة “الساذجة الفاسدة” هو “المو” والذي قال في تصريحاته الأخيرة لصحيفة ماركا الإسبانية: “طموحي الشخصي ألا أذهب إلى روسيا كي ألعب ثلاثة مباريات وأعود، أحلم بأبعد من ذلك” ، صلاح يحلم بالمجد ولكن للأسف المنظومة كلها تحلم بالسبوبة حتى لو كانت تي شيرت ببلاش!