أحمد فرغلي رضوان يكتب: مشاهدات (2).. صدارة اليوتيوب أم صدارة الشارع!

منذ سنوات قليلة مضت وأصبح نجوم الدراما يقيسون النجاح بكم المشاهدات عبر “يوتيوب” وصفحات وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن بشكل لافت أشتد الصراع هذا الموسم بين النجوم وشركات الإنتاج بالحديث عن الأعلى مشاهدة، فالجميع يرى أنه حقق ملايين المشاهدات التي تجعله يتصدر! وبدأت “حرب” الأرقام مبكرًا وكل مسلسل يحاول إقناع المشاهدين أنه الأول.

نسوا أن هناك رأي الشارع وهذا يكون “مسموعًا” للجميع وحدث في سنوات سابقة، فمنذ عشرات السنين وتوجد ظاهرة المقاهي في ريف مصر، حيث من العادات تجمع الجماهير عقب الإفطار لمشاهدة مسلسل ما نجح في لفت أنظارهم، والظاهرة أيضًا ممتدة للقاهرة خاصة المناطق الشعبية.

لكن أقول ومع حلول نصف شهر رمضان لا يوجد مسلسل “جمع” المشاهدين في الشارع بشكل لافت حتى الآن ! الناس تشاهد وتتجول بين عدد من المسلسلات ومنهم من كان خارج الترشيحات أصلا قبل انطلاق الموسم مثل مسلسل “أيوب”، والذي كسب تعاطف الجمهور، ممكن أن نقول المستويات متقاربة هذا الموسم.

كنت أجلس في “كافيه” داخل مول ووجدت مجموعة من الفتيات يتحدثن عن مسلسلات بعينها “نحو ثلاث مسلسلات” دار حولهم الحوار والمفاجأة أن من بين تلك الأعمال من هو بعيد عن صراع أرقام اليوتيوب التي يتم تداولها!

طريق “محفوظ” يأخذنا إلى لبنان

كنت أنتظر مسلسل “طريق” للمخرجة رشا شربتجي لكونه مأخوذًا عن قصة لأديبنا العالمي نجيب محفوظ، وحققت نجاحًا عندما تحولت للسينما، القصة درامية مؤثرة وبها صراع طبقي وحب وخيانة وتحدي، عناصر تساعد لنجاح أي عمل فني، لكن شعرت “بملل” في تسلسل الحلقات الأولى ربما القصة الأصلية تصلح أكثر للسينما أحداثها قليلة على دراما 30 حلقة، وهي أكبر مشكلة واجهت صناع العمل في البداية، ولذلك حاولوا إدخال خيوط درامية وشخصيات جديدة على الأحداث، وهي صعوبة تواجه كاتب سيناريو يستند لقصة أدبية يخشى الخروج عن روح “النص الأدبي” وشخصياته.

العمل منذ الحلقة السابعة بدأ إيقاعه يكون أفضل، ولكن لا أعرف لماذا تأخر الارتباط بين جابر وأميرة كل هذه الفترة فالعلاقة بين الزوجين مختلفي الثقافة والطبقة الاجتماعية تسمح بوجود أحداث جيدة بدلا من التمهيد لبدء العلاقة حتى منتصف الحلقات! كان الجمهور متشوقًا أن يشاهد قصة الحب والزواج بين جابر وأميرة وتصاعد الأحداث والصراع بينهما “مثل الفيلم”، ولكن أن نصل إلى منتصف الحلقات ولا يزال التمهيد مستمر للحدث الرئيسي، لا أعرف هل سيكون هناك طرف نسائي أخر له دور مؤثر في حياة “جابر” حتى نهايته “المؤلمة” مثلما لعبت نبيلة عبيد في الفيلم أمام نجلاء فتحي فكان الصراع “مشوقًا” جدًا، أم أن “قيود” البطولة فرضت التغيير، سنرى “طريق” الشريدة أميرة بومصلح إلى أين سيأخذها.

أقنعني جدا الفنان عابد فهد في تجسيد شخصية “جابر” وهو هنا تاجر مواشي بتفاصيل تجعلك تصدق أنه هذا الرجل “العشوائي” في التعامل، حتى وهو يتعثر في كتابة اسمه وأميرة تكتشف مدى جهله! أما نادين نجيم فقدمت شخصية”أميرة” بشكل جيد حتى الآن، وربما تقدم أداءً أفضل في الحلقات القادمة بعدما تتحول شخصيتها.

طايع.. الصعيد الجديد ولكن!

يحسب لمسلسل “طايع” أنه حاول الخروج من “الصورة” النمطية المكررة عن الصعيد في الدراما، العمل يقف وراءه صناع سينما في الأساس تبادلا مواقعهم ما بين التأليف والإخراج المؤلفين “آل دياب”، لهم تجارب ناجحة عن عالم الصعيد في السينما. أما المخرج عمرو سلامة فيخوض تجربته الأولى مع الدراما ووضح التفاهم الكبير بين فريق العمل.

ولكن جاءت الفكرة التي جمعت ما بين “الثأر وتجارة الآثار” تقليدية ومكررة، وهي أن يتورط شاب “متعلم” من أبناء الصعيد في قضية ثأر وبسببها يتورط مع الشرطة ومهربي الآثار، ويبدو أن الأفكار عن الدراما الصعيدية توقفت عند تلك النقطة! فشخصية “طايع” لا تختلف كثيرًا عن شخصية البدري بدار! وكعادة معظم المسلسلات الحلقات الأولى بها “سذاجة” في سيناريو الأحداث وتعقيدات كثيرة لقضية “الثأر” أزعجت الجمهور وبدى أن “طايع” رجل “فيه شيء لله” يخرج من كل مأزق بمعجزة إلهية! وكأنه من الأساطير!

يبذل عمرو يوسف مجهودًا في تقديم الشخصية وهو تحدي له في تجسيد شخصية صعبة، رغم أنه لم يتقن اللهجة كما هو الحال لمعظم النجوم الذين يجسدون الشخصيات الصعيدية، وأيضًا “الشكل” والملابس كان يجب أن يكون طايع مثل باقي الرجال بـ”الجلباب” طوال الأحداث، ومن حسنات المسلسل الصورة و”كادرات” المخرج عمرو سلامة الجديدة لعالم الصعيد، وأيضا فتح ملف مافيا الآثار العالمية والمرتبطة أحيانا بدول! وكشف تفاصيل جديدة عنه.

عمرو عبد الجليل من أفضل ممثلي هذا الموسم قدم شخصية “حربي” بشكل رائع، ومتمكن من اللهجة وتفاصيل الشخصية، ومعه الشاب الصغير “مفاجأة” العمل أحمد داش وكذلك صبا مبارك، ممكن أن نقول عنصر التمثيل من أفضل عناصر العمل على الإطلاق مع الحوار.

رسائل:

نجيب محفوظ: الله يرحمك..أعمالك تصلح لكل زمان ومكان.

عوالم خفية: يحسب للرقابة “تمرير” هذا العمل، والمفاجأت لا تزال لم تنته عن وقائع فساد “حقيقية” حدثت بالفعل.

بشرى: كأني أشاهدها لأول مرة

ليالي أوجيني: للمسلسل من اسمه نصيب فعلا “المشاهد” طويلة مثل ليالي الصيف!

نسر الصعيد: تستحق المركز الأول ..في الأخطاء!

أسماء أبو اليزيد: للعام الثاني تؤكد أنها من سلالة الموهوبين.

أيتن عامر: برافو.

أحمد داش: أنت ممثل “واعر” مش “طايع”.

حنان مطاوع وريهام عبدالغفور وروجينا : أبطال جميع الأدوار.

ميرنا نورالدين: “سمكة” شهادة ميلاد حاولي تستغليها.

سيد رجب: وجودك بمثابة جناحي “نسر الصعيد”.

غادة عبد الرازق: عودة للأداء القوي بعد غياب.

سوسن بدر: أفتقدها في مسلسلات هذا العام.

تامر محسن: حتى في الإعلانات.. أنت مخرج موهوب.

ربع رومي: مصطفى خاطر مع محمد سلام وبيومي فؤاد ..أثبت أن في الاتحاد قوة.

سك على أخواتك: لم تستطع أن تغرد منفردًا وكان يجب أن تستعين برفقاء المسرح.

حسن الرداد وإيمي: ثنائي موهوب.. كان يجب الاكتفاء بالسينما معا، استنزاف الظهور الدرامي ليس في صالحكم جماهيريا!

مخرجي الدراما: محدودي الرؤية بشكل لافت هذا العام! لا أعرف هل هذا هو حدود موهبتهم؟ أم التسرع في إنجاز العمل وعدم التحضير بشكل جيد؟

نرشح لك: أحمد فرغلي رضوان يكتب: مشاهدات (1)