أندرو محسن يكتب: في الحلقة السابقة (3).."بالحجم العائلي" الفخراني يعود إلى بابا عبده

منذ عام 2010 توقف الفنان يحيى الفخراني عن تقديم مسلسل سنويًا في رمضان، ليكتفي بتقديم مسلسل واحد كل عامين، هكذا تابعنا ”شيخ العرب همام“ 2010 ثم ”الخواجة عبد القادر“ 2012 و”دهشة“ 2014 وأخيرًا ”ونوس“ 2016، والآن نتابع ”بالحجم العائلي“، الذي يمكن بعد مرور 10 حلقات إلقاء نظرة عامة عليه:

نرشح لك: أندرو محسن يكتب: في الحلقة السابقة (2).. محاولات للتغيير

1– القاسم المشترك في الأعمال الثلاثة السابقة للفخراني كان السيناريست عبد الرحيم كمال، والمخرج شادي الفخراني، حيث قدما معًا عملين شديدا التميز في البداية، وجاء العمل الثالث أقل في المستوى الفني، وإن كان أعلى في الإقبال الجماهيري.

2– كعادة الفخراني، يحب أن يجرب في كل فترة العمل مع كتاب ومخرجين مختلفين، هذه المرة تعامل مع السيناريت محمد رجاء. “رجاء” قدم في العامين السابقين مسلسلي ”فوق مستوى الشبهات“ الذي كان بمثابة إعادة انطلاق للفنانة يسرا، ومن بعده ”الحساب يجمع“ الذي حافظ فيه على نفس المستوى المميز، وكان واحدًا من أفضل أعمال رمضان الماضي.

3– منذ الحلقة الأولى نتعرف على الشخصية الرئيسية، السفير السابق نادر (يحيى الفخراني) الذي يُدير منتجعًا في مرسى علم، ويكرس حياته للطبخ وإدارة المكان، ويعاني من جفاء زوجته وأبنائه، هذه الفكرة البسيطة جدًا اتضحت كما اتضح شكل العلاقات بينه وبين أبنائه الأربعة وزوجته.

4– للأسف حتى الحلقة العاشرة لم يحدث أي تطور يُذكر في ما قدمته الحلقة الأولى بالفعل، لا زلنا ندور في فلك الأب الذي يسعى لإقامة علاقة أقوى مع أبنائه، مشاهد طويلة في كل حلقة تعتمد على الحوار بين نادر وزوجته أو أحد أبنائه، وجميعها تدور حول نفس الموضوع في الغالب، وتحمل نفس العتاب من نادر لهم.

5– على مستوى الخطوط الفرعية تأتي الأزمات الخاصة بالأبناء، كان من الممكن أن تكون هذه الخطوط الفرعية نقطة اختلاف للمسلسل، لكن ما قُدم هو نفس المشكلات العائلية الموجودة في الكثير جدًا من المسلسلات، الابن مراد (عمر يوسف) قاسي وجاف في معاملة زوجته، الابنة هدى (يسرا اللوزي) تعاني من مشكلات مادية مع زوجها، والابن إيهاب (عمرو صالح) ضعيف الشخصية الذي لا يستطيع تحديد أهدافه ولديه هو الآخر مشكلات مع زوجته.

نرشح لك: أبرز 10 شخصيات في “بالحجم العائلي”

6– الأبناء الثلاثة مشكلاتهم متشابهة إلى حد ما، فجميعها تخص الزوج أو الزوجة، وما زاد من عدم القدرة على الشعور بالاختلاف هو أن الشخصيات أغلبها أحادي البعد، فلكل شخصية علامة مميزة، هذا قاسي، وهذه مادية، وهكذا، ربما يمكن تجاوز الأمر لو كنا نتابع الشخصيات في فيلم مدته محدودة، لكن كان لدى المؤلف 30 حلقة ليؤسس شخصياته بشكل أفضل.

7– الاختلاف الوحيد الجديد كان ما يخص رانيا (ديانا هشام) وأزمتها، هي أم عزباء (Single Mother) وهو نموذج غير معتاد في مصر، وربما هي المرة الأولى التي نشاهده في أحد المسلسلات، ومع كونها الشخصية الأكثر عاطفية والأقرب للأب، كانت هي أفضل الشخصيات المكتوبة في المسلسل، وإن كان يؤخذ على السيناريو أيضًا إخفاء أمر طفلها حتى الحلقة الخامسة بشكل لم يكن منطقيًا.

8– عكس السيناريو وتأسيس الشخصيات، كان الحوار أفضل، ويحمل كوميديا جيدة ونابعة من الشخصيات، وغير متوقعة حتى إن الكوميديا في المسلسل تتفوق على بعض المسلسلات الكوميدية بالأساس. هذا باستثناء بعض العبارات التي يصعب أن تتماشى مع الشخصيات التي تقولها فمثلًا تقول ثريا (ميرفت أمين) لزوجة ابنها مهددة ”هاتي ورا“، أو أن يقول نادر نفسه متسائلًا عما يمكن أن يفعله لترضى عنه زوجته ”أقلعلها ملط؟“.

9– على مستوى الممثلين، يبقى الفخراني حاضرًا بقوة ومخلصًا للشخصية كما هي عادته، بينما يتفاوت مستوى الأداء من باقي الفريق، بين من هو بعيد عن الشخصية مثل عمرو حسن يوسف، ومن تؤدي بشكل مناسب للشخصية مثل ديانا هشام، أو ركين سعد صاحبة المشاهد القليلة لكنها تنجح في هذه المشاهد في ترك أثر جيد دائمًا، ورغم كثرة غضبها على زوجها، لكنها لا تبالغ في الانفعالات.

10– هالة خليل من المخرجات اللاتي لديهن تاريخ مميز في السينما، وهذا يظهر في المسلسل، هناك اهتمام واضح بالتكوينات وباختيار زوايا تستغل جيدًا المكان، وتنجح ببساطة في استيعاب العدد الكبير من الممثلين في الكادر الواحد وتوظيفهم بشكل جميل، وحتى مشاهد الطبخ تخرج بشكل ممتع، لكن تراجع مستوى بعض الممثلين هو أمر تُسأل عليه هي قبل أي شخص آخر، والبطء في إيقاع الحلقات أمر تتشارك هي أيضًا في مسؤوليته.

11– عنصران شديدا التميز في المسلسل ولا يمكن تجاوزهما الأول هو تصميم الملابس لخالد عزام، اختيار ألوان الملابس الفاتحة للتماشى مع الأجواء الكوميدية والعائلية للمسلسل، وكذلك اختيار طراز ملابس واضح لكل شخصية هو من الأمور المميزة.

12– العنصر الثاني هو الديكور لفوزي العوامري، فالمكان هنا هو أحد أبطال العمل، ويظهر بوضوح التماهي بين الملابس والديكورات في معظم مشاهد المسلسل.

13– يُستثنى من تفصيلة الملابس شخصية فادي (أحمد مجدي) الذي يظهر منذ أولى الحلقات يرتدي بدلة بلون واحد لا يتغير في صورة غير منطقية على الإطلاق، في البداية يمكن القول أنها ملابس العمل، لكنه يظهر بها في أي توقيت خلال اليوم، ومن الصعب أن يكون يعمل خلال الأربع وعشرين ساعة.

14– يختلف المسلسل في كونه الوحيد الذي يطرح مشكلات اجتماعية في قالب كوميدي، وسط موسم يغلب عليه الأكشن والتشويق، وربما هذا ما شفع له لدى البعض، لكن ليس الاختلاف كافيًا لصناعة عمل جيد.

15– في عام 1979 ظهر الفخراني بدور أحد أبناء بابا عبده في ”أبنائي الأعزاء شكرًا“، ”بالحجم العائلي“ هو معالجة جديدة لنفس القضية، لكن يلعب الفخراني دور الأب هذه المرة، لكن هل ما قُدم في 79 يصلح لتقديمه بنفس الصورة تقريبًا في 2018؟

16– ملاحظة أخيرة، الشخصيات الثانوية في المسلسل، أكثر حضورًا من الكثير من الشخصيات الرئيسية، ويمكن النظر إلى د. خليل (رمزي العدل) وسلوى (كارولين خليل).