مروى جوهر تكتب: هذا الرجل أحبه (3).. أحمد مظهر

هو نموذج للرجل كما تحب أن تلقاه حواء وتعيش معه ما تبقى لها في الحياة، بدأ حياته الفنية سنة 1951 إلى أن قرر سنة 1965 ترك حياته العسكرية واحتراف الفن، منذ أن احترفه وهو يمارسه بنفس روح الانضباط والولاء كما لو أنه جيش ثانِ، لا يتهاون في البحث وراء كواليس أدواره،  ولا يتراجع مهما كانت صعوبة التجربة، لذلك فقد مثل وأنتج وأخرج عالم ثرى مليء بالتجارب الإنسانية، وكثير من الشخصيات التي قام بأدائها وأثرت في جمهوره العريض.

نرشح لك : مروى جوهر تكتب: هذا الرجل أحبه (2).. سيدنا يونس

لا أعتقد أن الشخصيات التي يقوم بتشخيصها الفنان لا تُمثل ولو جزء من الألف من شخصيته الحقيقية، لذلك في منطقة اللا وعى كدت أخلط بينه و”الناصر صلاح الدين” وبين “الباشا الأرستقراطي” أو “اللص الظريف”.. ملامح العبقرى “أحمد حافظ مظهر”  وطريقته فى الحركة والأداء التى قال عنها النقاد أنها تعطى الدور أبعادا يصعب على ممثل آخر أن يعطيها له لشدة تميزها.

نرشح لك : مروى جوهر تكتب: هذا الرجل أحبه (١).. محمد علي كلاي

تحدثت عنه الفتيات عبر مواقع السوشيال ميديا بعد وفاته بحب أنيق وتمنى بعضهن مقابلة شبيهه، وكأن كل منهن تتمنى رجلا بأخلاقه ورُقيه، حتى وإن لم يعرفوه حقيقة. الجزء الهام الذي فقدناه ولن يعود في نسبة كبيرة من “رجال” زمننا، فارس الأخلاق الذي عندما سألته المذيعة في آخر حوار له لماذا تُلقب السيدة “فاتن حمامة” أو “نادية لطفى” وغيرهن بلقب “الست”؟ قال فى اندهاش: “لأنهم ستات وده أقل وصف يتوصفوا به”، وعلق: “أن لفظ ست هي تاج يتوجها، وإن زمان كانوا بيلقبوا الست بالهانم، وإن مفيش بلد اسمها مُذكر، إنما مؤنث لأنها تاج”.

لكن ماذا عن تجربته الشخصية التى لا تقل أهمية ومصداقية عن كل ما سبق؟ فاجأنا الفارس عندما سأله المذيع طارق حبيب في حوار قديم عن الحب فأجاب: “الحب خدعة من خدع الطبيعة لكي يُنجب الإنسان” لكنه عاد وسأله عن المرأة فأجاب: “هى الأم والزوجة والحياة”.

مع ذلك بقيت كلماته وأخلاقه ونظرته للمرأة شيء نقي وجميل من زمن بعيد،  سألتني صديقة وهي من مُعجبات الفنان القدير “تفتكري ممكن يرجع الزمن ده؟ هل ممكن نلاقى أحمد مظهر تاني؟ رجل بمعنى الكلمة مش مجرد صنف في البطاقة؟” نظرت إليها وابتسمت خيبة أملي في وضوح، وعلقت سريعاً كما قال المغني المعاصر “لأ.. لأ “.

 

نرشح لك :  مواعيد عرض أبو عمر المصري #مسلسلات_رمضان_2018

للأسف لن يتكرر مرة أخرى، لست متشائمة ولكن واقعية بالدرجة التي تسمح لي أن أنظر حولي لنظرة الرجال الآن، جولة سريعة على صفحات السوشيال ميديا تعكس العلاقة بين الرجل والمرأة الآن، وكأننا قد تأخرنا عن التحضر أجيالا ورجعنا للخلف بثبات.

كوني طموحة يا صديقتي لكن ليس إلى حد الفارس، فقط عليكى أن تنظرى كل يوم في المرآة وتتذكري أنكِ “ست” أي “هانم”.

 

أحمد مظهر“..  رحمة من الله وسلاماً إليك.