أحمد عبد الصمد يكتب: مهمة خاصة (3).. أبناء سيناء في مواجهة الإرهاب

عندما أطلت الحاجة سلوى حفيدة الشيخ علي الهرش، كبير مشايخ سيناء خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، وأخذت تسترسل فى الحديث عن بطولات جدها فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.. كيف خدع العدو الإسرائيلي وأحرجة أمام العالم ليعلن أن سيناء مصرية، وأن أهالي سيناء مصريون حتى النخاع.

هنا وفِي تلك اللحظة تحديدا، قفزت إلى ذهني سريعا صورة الحاجة ناجية الكاشف، تلك السيدة السيناوية التى تخطت من العمر ستين عاما، قابلتها في سوق العريش أثناء مهمتي كمراسل حربي في شمال سيناء، ليست نفس الملامح، ولكنه نفس الصمود والإصرار والعزيمة في التصدي للإرهاب من أجل مستقبل مشرق أكثر أمانا لأحفادها.

نرشح لك: أحمد عبد الصمد يكتب: مهمة خاصة (2).. الحياة في العريش والشيخ زويد

“تيجي إيه تضحياتنا جنب اللي الجيش والشرطة بيعملوه، كلنا يا بني لازم نستحمل علشان ننضف الأرض دب من الإرهاب”.. ربما هي كلمات قليلة من سيدة بسيطة، ولكنها تحمل في صوتها إيمان وعزيمة.

“إحنا شوفنا أيام خوف ورعب، مش خوف على نفسنا، كنا سيبنا البلد ورحنا حتة تانية، ءرض الله واسعة، بس أرضنا تروح مننا! أقول لولادي إيه وولاد ولادي لما يكبروا”.. سيدة قررت التأقلم مع الوضع الحالي لما تمر به سيناء من ظروف استثنائية فرضت على بعض المناطق بأرض الفيروز من أجل تضيق الخناق على العناصر الإرهابية.

حينها تركت الحاجة ناجية تشترب من السوق ما تريد، وذهبت إلى أحد المقاهي. سألت صاحب المقهى عن الحال، فوجدته يجيبنى “أنت شايف إيه؟!”، وقبل أن أجيب .. قال: “اللي مجاش هنا من سنتين يا باشا، مش هيقدر النعمة اللي إحنا فيها، جدودنا زمان عاشوا وقت الحرب هنا وحاربوا، والزمن دار واهو احنا كما دورنا نستحمل ونساعد القوات المسلحة بس المرة دي بقى إحنا عاوزينها تعمر”.

ظروف معيشية ذات طبيعة خاصة فرضتها حرب على الاٍرهاب تستخدم القوات المسلحة فيها القوة الغاشمة من أجل القضاء على الاٍرهاب واقتلاع جذوره مِن أرض سيناء، وإن كان على الجانب الآخر معركة للبناء والتنمية لم تنس فيها المواطن البسيط وحمايته من جشع تجار استغلوا الأوضاع الراهنة ورفعوا الأسعار فما كان للقوات المسلحة إلا أن تتدخل لضبط الأسواق من خلال توفير السلع المجانية واُخرى مخفضة.

نرشح لك: أحمد عبد الصمد يكتب: مهمة خاصة (1).. الليلة الأولى بسيناء

عندما أطلت الحاجة سلوى بالحديث أدركت القاسم المشترك بين أبناء سيناء؛ فكل منهم يدرك أنه في مهمة على أرض سيناء.. في عيونهم تحد وفي صوتهم عزيمة، يدركون جيدا أن عليهم دورا ثابتا في حماية الوطن .. هي أرض الفيروز حقا، تحوي كنوزا في رمالها ومعادن أصيلة في أبنائها…