مينا عادل جيد يكتب: محمد صلاح ينهي عصر الفهلوة

 (١)

ما اخبيش عليك انا أكره مباريات كرة القدم، ويكمن سبب كرهي لها في أن القهوة بتبقى زحمة اليوم ده، مما يُضعف من اهتمام القهوجي بتلبية طلباتي المتكررة التي أحب أن تقدم لي على الشعرة وفي ميعادها بالضبط، وأمس كنت اجلس على المقهى منزوي في «ركنة» كده أشاهد عشرات المشجعين المصريين واللي له واللي مالهوش فيها وهم يتابعون مبارة في الدوري الإنجليزي ويشجعون ابن بلدهم الذي يعرف كيف «يزغزغ» قلوب عشاقه جديدا، ويحترف كيف يجعل بلدياته يتباهون ويتفشخرون ويتعنطزون به في كل مكان.

(2)

ما زلت لا أجرؤ أن أطلق على نفسي لقب باحث بالمفهوم الأكاديمي أو العلمي لهذا المصطلح، ولكن يمكنني أن أطلق على نفسي لقب «مدعبساتي» يعني بالبلدي بدعبس في الكتب والناس على إجابات لأسئلتي أو نظريات تساعدني في فهم سلوك الناس في المجتمع الجديد اللي هو «الفيس بوك»، وبما إني مدعبساتي في مجتمع الفيس بوك فأنا بحاول أكون مراقب جيد لانفعالات وسلوكيات مستخدمي هذا المجتمع الأزرق الجديد الذي يعد أهم حاجة في الأيام الزرقة دي كمان.

(3)

ما أطولش عليك، قول طول، وجدت تحول كبير في تفكير المصريين ظهر مع أن أصبح محمد صلاح «تريند» وحديث العالم، كانت بوستات المصريين قبله نوعين: بوستات تنمية بشرية تعتمد في الأساس على الشعارات العبيطة التي تملائك أمل حنان وأمر عذاب وأحلى عذاب، ولكن بدون روشتة حقيقية لطريق النجاح والشفاء من الفشل والتي تقول لك  نصيحة الأستاذ غسان مطر الغالية إلى الكائن البرتقاني حزلقوم “أعمل الصح” … آه برضه طب أعمل إيه!؟ مفيش إجابة.

نرشح لك : عمر طاهر يكتب: 10 استخدامات لـ محمد صلاح

ونوع بوستات تاني سعى إلى استخراج أي افيه أو ضحكة من خلال نشر الطاقة السلبية وعمل مقارنات غير ناضجة وغير منطقية بين كل ما هو مصري فاشل وكل ما هو غربي ناجح، واحتقار لكل ما هو بلدي وبيعرف يتكلم بلدي ويشم الورد البلدي ويعيش الحلم العصري.. وأنا وأنت في نفس حيرة أنغام وهي “بين البينين لا هي قريبة ولا بعيدة ولا نهارها باين له عنين”.

(4)

ثم ظهر «صلاح»، والصلاح في اللغة هو الاستقامة والسلامة من العيب، وابننا بما يرضي الله ماشي في طريق مستقيم نحو التطوير والتألق دائما، ويعمل دائما على السلامة من العيب، يتعلم جيدا من أخطاء الآخريين ولا يكررها ولذلك تجمع المصريين عليه، وهنا نرجع لمرجوعنا – ظهر نوع بوستات جديد في المجتمع الأزرق يقدم لك روشتة جديدة فك شفرتها صلاح، علاج جديد من اختراعه هو ببساطة أن خير وسلة للنجاح هي العمل وتطوير ذاتك وتثقيل موهبتك بالمعرفة والشقى والعرق وسيب الباقي على الله وعلى الناس والاتنين ماخيبوش ظن حد قبل كده.

هذه البوستات الجديدة للمصريين تعكس وعي جديد وهو أن محمد صلاح – أبن جيلنا بالمناسبة – جاء لينهي «عصر الفهلوة» وينتصر لقيمة العمل والتطوير، جاء صلاح ليؤكد لك أنك لو كنت تعتمد على «كارت من عمو» أو «مكالمة من خالو» أو على «النفاق كخير وسيلة للصعود»، فخلاص، صلاح جاء ليؤكد لك الآن يمكنك أن تبهر كوكب الأرض بالعمل ثم العمل والمعرفة وبشقاك وتعبك، وتطويرك من مهاراتك وإيمانك الشديد بنفسك وإيمان الناس بك، جاء صلاح ليؤكد أن «السهولة فخ»، «وزمن الفهلوة بح».