كايروكي وعم غريب: القلب اشتكى

محمد حسن الصيفي

جلست متأملاً مشهد “لاتراجع ولا استسلام” “بس دي اتهرست كتير قبل كده”، وأنا أشاهد الكليب الدعائي الذي طرحه فريق كايروكي منذ ثلاثة أسابيع لأحد شركات الشوكولاتة العالمية بعنوان “القلب اشتكى”.

شاهدت الكليب الذي حصد ما يقترب من ثلاثة ملايين ونصف مشاهدة حتى الآن، وتخيَلت فريق الحملة الدعائية الذي فكر في جعل فريق كايروكي كأبطال لتلك الحملة، وتذكرت أن نجاح الأفكار في مصر يأتي لكونها “مهروسة” مثلما قال محمد شاهين لماجد الكدواني في الفيلم.

نرشح لك.. أمير عيد: نرفض استغلال كايروكي في السياسة

قبل الكليب

نفهم أن الكلمات قد تأتي خفيفة لحملة دعائية ترويجية لمنتج شوكولاتة، لكن إلى أين تأخذنا الخفة؟!

نحن طيرنا في الجو من شدة الخفة ولم يعد هناك كلمات حقيقية في الوسط الفني، فلا كلمات أغاني ولا حملات دعائية جيدة إلا فيما ندر

يكفيك أن الكليب يبدأ بالمقطع:

القلب يا ناس اشتكى محتاج هشتكة محتاج حبة سعادة وكفاية كدة بقى

خدنا إيه من التفكير غير اللألأة ما كفاية يا ناس غتاتة و بلاش فذلكة !

نحن وصلنا لمرحلة “ريّان يا فجل” في الكلمات أو تخطيناها

جوّ الكليب

يبدأ الكليب بموسيقى الألعاب الإلكترونية والتي تعمل إحداها على شاشة صغيرة متصلة بأسلاك بجسد المريض “أمير عيد” المحتاج للهشتكة.

ينزع الأسلاك ويغلق أزرار قميصه ويقرر الثورة والتمرد ليبدأ الرحلة

ولا أدري أكانت إجادة كاملة من “الميك آب أرتست” أم أن أمير عيد بالفعل مريض “شفاه الله وعفاه حتى يظهر أمير عيد بهذا الوجه الشاحب والجسد النحيل؟!

عموما هو أصدق في الكليب

في كل الأحوال وصلت الفكرة، الرجل سوف يتمرد على الألم والمرض ويخوض معركة الهشتكة المرهقة.

ورحلة الهشتكة تبدء بارتداء أمير عيد نظارته الشمس عند دخول أحد النوادي الليلية !

 

يبدأ بعدها باستكمال السير بطريقته الكاجوال العدمية المعتادة غير مبال أو مكترث لينتقل على مسرح الديسكو ليستكمل الغناء

“الدنيا بتجري والعداد عمّال بيعد\والأوقات الحلوة بس هي اللي بتتحسب

الأيام كلها إعادة تشبه بعضها بزيادة والسعادة في البساطة خدلك شوكولاتة !

يخرج الكليب من الأجواء الليلية ليصور لنا فرحة مجموعة من الشباب والفتيات بأحد السيارات الفارهة الإسبور بفتحة سقف، وينتقل المشهد حيث يخلع أمير عيد نظارته التي ظهر بدونها فترة على المسرح !

ليقوم مجموعة من الشباب باستعراض النظارات مع بعضهم بأحد محال النظارات الشمس الفخمة وبلغت بإحداهن الفرحة بشكل مستبد حتى فغر فاها كما نرى !

ينتقل الكادر لحرب الألعاب اللذيذة بصحبة الكلمات:

إمسك في الدنيا ولوّش\وإن شا الله ما حد حوّش\ما تخليش الحزن يشوّش\وأوعى تجيب ورا وتتهوش\القصة هتبقى حقيقة لو متصدقة\عيش كل دقيقة العمر مش بعزقة !

بعدها ينتقل عيد ليركب سيارة “بكابينة” وعليها اسم الشركة الشهيرة بعد أن انتهى من مهمة الهشتكة بينما ينطلق الكليب لفلاش باك سريع لكل أحداث الكليب بين غناء أمير في الملهى الليلي ومشاهد النظارات والقفز واللعب وبهذا ينتهي الكليب !

عن الكلمات فهي ضعيفة للحد الذي لا يصلح معه نقاش فالكلمات لا أتصور أن أمير عيد أو غيره جلس ليكتبها على ورق وقرأها مرة أخرى فوجدها رائعة ومناسبة لحملة دعائية !

أما عن فكرة الكليب فهي متناقضة مع كلماته “السعادة في البساطة”، ومن أين تأتي البساطة في المولات والكومباوندات والشوكولاتات باهظة الثمن !

الغريب أن فريق كايروكي يتبنى موقفًا سياسيًا في العديد من القضايا، يبدو هذا الموقف واضحًا في الأغنيات التي قاموا بطرحها خلال خمسة ألبومات آخرها كان نقطة بيضاء، وفيه على سبيل المثال أغنية “عم غريب” وفيها يقول”اللقمة يادوبك بتكفي بطلوع الروح”

وما فهمته من سياق “عم غريب” وكذلك “القلب يا ناس اشتكى” المتشابهتان في عدد المشاهدات “ما يقارب ثلاثة ملايين ونصف” المتنافرتان في المضمون، أنه على حسابات عم غريب الذي عمل لمدة خمسة وثلاثين عامًا ومع هذا اللقمة يادوب بتكفي فبحسبة بسيطة أنه من الواضح أن راتب عم غريب لن يتجاوز ألف ونصف أو ألفي جنيه وهو ما يكفي لشراء عدد قليل من “الشوكولاتة” التي تجلب السعادة لمن يأكلها !

ولا عتاب على أن راتب عم غريب لا يكفي لسد احتياجاته واحتياجات أهل بيته من الشوكولاته فهذه ظروفه أعانه الله عليها، لكني أوجه عتابا لفريق كايروكي الذي يعلم مدى احتياج عم غريب ومن هو مثله “لحبة هشتكة” ومع ذلك لم يعزمه لحضور أو تصوير الكليب برفقتهم وبالمرة ينول من الحب جانب !