هشام المياني: محترفو التكفير لا يقرأون.. يكفرون فقط!

نقلا عن جريدة المقال

– إذا كان ما يكتب في هذه الجريدة خطأ أليست هذه فرصة لتدور مناقشة بناءة حولها يؤخذ منها ويرد عليها؟

– هل الأفضل أن يظل الدين حاضرا وتدور المناقشات حوله أم يكون طي النسيان ولا نتذكره إلا حينما تقع الكارثة؟

 

بداية فأنا ترددت منذ فترة كبيرة أن أكتب هذا المقال لعلمي أن هناك سيل من الاتهامات الجاهزة التي تنال كل من يقترب من تلك المنطقة التي يريدون تحريمها علينا رغم أن الله سبحانه وتعالى والرسول الكريم لم يحرما البحث والاجتهاد والنقاش.

ولكن اتخذت قرار كتابة هذا المقال اليوم لأن الأمور زادت عن حدها ولو أن كل من يملك كلمة يراها- على الأقل من وجهة نظره- حق أخفاها خوفا من الاتهامات، فسيستمر المزايدون ومن يهاجمون قبل أن يقرأوا في تصدر المشهد وسيظل لهم الصوت العالي الذي أودى بنا للحال المزري الذي نحن عليه الآن.

فرغم أن أول الوحي الذي نزل على رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم هو الأمر الإلهي “إقرأ” فإن الكثير ممن يتصدرون المشهد هذه الأيام باعتبارهم مدافعين عن الإسلام أو حاملي صك الإيمان والتكفير لا يقرأون.

نعم لا يقرأون ويهاجمون اعتمادا على السمع من غيرهم أو تماشيا وراء هوجة “فسيبوكية” أو “تويترية”.

فيوميا يتم على مواقع التواصل الاجتماعي عمل “شير” لعناوين مقالات تكتب في هذه الجريدة وتنهال الشتائم والسباب على كتابها ورئيس تحريرها ويتم تكفيرهم.

وأنا هنا لا أدافع عن الجريدة أو رئيس تحريرها فكل منهم لديه من القدرات اللامتناهية للدفاع عن أنفسهم، ورغم أنني لست من كتاب المقالات الخاصة بالشأن الديني وليس في تخصصي إلا أنني أتعجب ممن يهاجمون ويكفرون “عمياني” دون قراءة أو حتى مناقشة.

وللتوضيح أيضا فلست هنا أقول إن ما يكتب في هذه الجريدة عن الشأن الديني هو الصواب بعينه، ولكن ما أريده هو أن نتناقش بعقلانية.

وللتناقش بعقلانية دعني أقولها لك ببساطة، إذا كان ما يكتب في هذه الجريدة خطأ وفتنة وكفر ما تقول يا من لم تقرأ من الأساس، أليست هذه فرصة مناسبة ليرد عليهم من هم يملكون الصواب والعلم في وجهة نظرك؟

 

ووقتها تدور مناقشة بين الطرفين لا شك أنها ستثري عقولنا التي ستستطيع في النهاية أن تميز بين الصح والخطأ والمنطق واللامنطق.

 

أو على الأقل يكون الدين حاضرا في عقول الناس وفي المشهد دائما، وتدور مناقشات حوله بدلا من أن يكون الدين في طي النسيان ولا نتذكره إلا حينما تحدث فاجعة أو فتنة أو مصيبة أو صعود تنظيم إرهابي كداعش يدعي أنه حارس الإسلام والوصي عليه ومقيم حدوده ويشيع القتل بين الناس باسم الدين.

ستقول لي ولكن هكذا تريد أن تزعزع إيمان الناس، فأقول لك وهل إيمانك ضعيف لدرجة أنه سيتزعزع من مجموعة مقالات تراها أنت خاطئة؟

 

ستقول لي ولكن البسطاء لن يستطيعوا استيعاب هذا وستحدث في عقولهم بلبلة، فسأسألك ما الأفضل.. أن تحدث في عقولهم بلبلة تدفعهم لتنشيط تلك العقول أم تركها خاوية فريسة سهلة للمتطرفين؟

 

ثم من جعلك متحدثا بلسان البسطاء إذا كنت أنت غير مستوعب لكون الفكر يواجه بالفكر وليس بالتكفير أو المنع أو الإقصاء والبلاغات للنائب العام؟

 

وأطمئنك إلى أن بسطاء هذه الأمة عقولهم أكثر تفتحا ونضجا من كثيرين يدعون العلم والمعرفة.

 

ويحضرني هنا موقف خير دليل على ما أقوله من أن أكثر المهاجمين لا يقرأون، ففي يوم وجدت أحد الزملاء يستوقفني ويقول لي ما هذا الذي يفعله إبراهيم عيسى؟

فسألته ماذا يفعل؟… فأشار إلى جهاز الكمبيوتر الخاص به، فوجدته قام بعمل شير لصورة مقال كتبه عيسى منذ فترة بعنوان “محمد القرآن غير محمد السنه”، وكانت هناك حفلة من الشتائم طبعا مصاحبة لتلك الصورة.

فسألته هل قرأت المقال؟

فأجاب: لا.

سألته: وحتى دون أن تقرأ المقال فهل محمد القرآن مثل محمد السنه؟

فأجاب: لا بس ما ينفعش عنوان زي ده.

قلت له: ما العيب في العنوان إذا كنت أنت بنفسك أقريت بأن محمد القرآن غير محمد السنه؟.. ولو كان القرآن مثل السنه فلما احتجنا سنة من الأساس؟

فقال وقد بدت على وجهه علامات الرضا: معك حق.

فقلت له هذه فرصة طيبة لتقرأ المقال وتقول رأيك عن وعي حتى وإن جاء رأيك مناقضا للمقال، فلاشك أنه سيكون رأيا واعيا ثريا وليس خاويا مفتريا.

اقرأ أيضًا:

هشام المياني: السيسي داعية لمدة 15 دقيقة  

هشام المياني: الدروس المستفادة من سيلفي السيسي  

هشام الميانى : دفاعك عن نفسك لا يكفي يا ريس

هشام المياني: من غير ما تغمز يا سيسي !!

هشام المياني: جثة الصحفي أهم من شغله !!

هشام المياني: صحافة برأس نعامة!!

هشام المياني: كيف تصبح مقربًا من أصحاب السلطة؟

هشام المياني: علشان رئيس تحريرك يحبك

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا