الكتب الأكثر مبيعًا في "سور الأزبكية"

أحمد شعبان

يحظى جناح “سور الأزبكية” بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بنسبة إقبال مرتفعة، ينسحب إليه كثيرُ من زوار المعرض من مريدي الكتب القديمة أو النادرة، التي لم تعد تصدر، أو الباحثين عن طبعات شعبية أو مستعملة لكتب أخرى حديثة، بأسعار منخفضة تتراوح تقريبًا بين 5 و25 جنيهًا ، قد تزيد أو تنقص قليلًا. كما أنه يحوي أعدادًا نادرة لمجلات وصحف مختلفة، سواء تلك المستمرة في الصدور حتى الآن، أو التي لم تعد تُصدر، لذا يجد كثيرون ضالتهم ومبتغاهم في ذلك الجناح الشعبي بأسعار زهيدة.

نرشح لك: صور: “طوابير” لأول مرة في معرض الكتاب

وللتعرف على أكثر الكتب التي يبحث عنها ويشتريها زوار الدورة التاسعة والأربعين من معرض الكتاب؛ قام “إعلام دوت أورج” بجولة داخل جناح “سور الأزبكية” ، وتحدث إلى عدد من أصحاب المكتبات والمسؤولين عن البيع في السور، ووجد أن أكثر الكتب مبيعًا هي الروايات الكلاسيكية القديمة، مثل بعض أعمال نجيب المحفوظ، وتوفيق الحكيم، وإحسان عبد القدوس، ويوسف إدريس، ويحيى حقي، وأنيس منصور، وعبد الوهاب مطاوع، فضلًا عن كتب محمود السعدني، وأحمد رجب، وجميعها تتراوح أسعارها بين 10 جنيهات و20 جنيهًا.

في البداية، يقول محمود صادق –أحد الباعة في سور الأزبكية- إن القراء يقبلون على قراءة الروايات أكثر من الكتب الأخرى، خاصة الروايات الكلاسيكية القديمة، لكنه أضاف أن كثرة الكتب والعناوين المعروضة في “سور الأزبكية”، خاصة الكتب التي يبلغ سعرها 3 و5 جنيهات، يجعل هناك إقبالًا عليها من القراء نظرًا لانخفاض أسعارها.

عمرو أشرف، بائع آخر بمكتبة عمارة، اتفق مع ما ذكره “صادق”، لافتًا إلى أن إلى جانب الروايات الكلاسيكية للكتاب الكبار سالفي الذكر، فإن روايات عبير، والأدب العالمي للناشئين، والروايات الرومانسية، تحظى بنسبة إقبال جيدة، نظرًا لانخفاض أسعارها إلى ثلاثة جنيهات أو أقل، يضيف أن أعداد “عالم المعرفة” و”طبيبك الخاص” تلقى إقبالًا لافتًا نظرًا لانخفاض أسعارها.

وذكر “أشرف” أن تحديد الأكثر مبيعًا أو الأغلى سعرًا يتوقف على مدى احتياج القاريء لكتاب بعينه، ومدى إمكانية تواجد هذا الكتاب، لذا هناك صعوبة بعض الشيء في تحديد كتاب واحد بعينه على أنه الأعلى مبيعًا أو الأغلى سعرًا في “سور الأزبكية”.

من جانبه، قال أحد بائعي مكتبة حربي بسور الأزبكية، ردًا على سؤال عن أكثر الكتب التي يُقبل عليها رواد المعرض قائلًا إن جمهور المعرض كبير ومتنوع، ولكل زائر اهتمام معين، لذا “كتب كتير بتتباع في مجالات مختلفة سواء الأدب التاريخ أو الجغرافيا أو السياسية، لأن كل واحد ليه حاجة معينة عايزها”.

في مكتبة “أولاد عبده” قبل نهاية خيمة “سور الأزبكية”، سألنا محمد حسن، بائع بالمكتبة، عن أكثر الكتب التي يحرص القراء على شراءها، قال إن كتب نجيب محفوظ مثل “الكرنك” و”بداية ونهاية” و”القاهرة الجديدة” و”بيت سيء السمعة” و”خمارة القط الأسود” و”أصداء السيرة الذاتية” ” و”السراب” و”ثرثرة فوق النيل” و”اللص والكلاب” وغيرها، يبلغ سعر الرواية منها عشرة جنيهات فقط، مثلها أعمال توفيق الحكيم كـ”عودة الوعي” و”بنك القلق” وغيرها، فضلًا عن كتب أنيس منصور ومحمود السعدني وأحمد رجب وإحسان عبد القدوس.

يضيف: “أي حاجة لـ نجيب محفوظ بـ10 جنيه باستثناء زقاق المدق بـ15 جنيه، والحرافيش بـ20 جنيه، وأولاد حارتنا بـ50 جنيه، وأنيس منصور كل كتبه بـ10 جنيه، ما عدا كتب أدب الرحلات، زي حول العالم في 200يوم مثلًا ده بـ50 جنيه”، يكمل: “أغلى كتب عندي هي المجلدات بتوصل لـ500 جنيه وأكتر لكن لو عايز أغلى كتاب عندي فهو مذكرات تشيكوف، ده كتاب مترجم سعره 100 جنيه”.

في أحد أروقة “سور الأزبكية” وقف أحمد السيد، طالب بكلية التجارة، يبحث عن روايات لنجيب محفوظ، وجدها على أحد الأرفف، التقط منها راوية “بداية ونهاية” و”أصداء السيرة الذاتية”، السعر المنخفض حمّسه للسؤال عن “أولاد حارتنا” يقول: “أنا بحب نجيب محفوظ ودايمًا قراءة كتبه على رأس أولوياتي، وعايز أشتري أولاد حارتنا لكن سعرها غالي في دار الشروق، ومش لاقيها هنا”.

قمنا مع “أحمد” وزميله يوسف، بالبحث في أروقة جناح سور الأزبكية عن “أولاد حارتنا”، وبعد سؤال أكثر من بائع؛ وجد “أحمد” ضالته في مكتبة “مصطفى هريدي” التي تقع في آخر خيمة السور ناحية جناح الكتب المخفّضة للهيئة المصرية العامة للكتاب، بلغ سعر الرواية 60 جنيهًا، طبعة دار الآداب ببيروت، تفاوض أحمد مع البائع وحصل على الرواية مقابل 40 جنيهًا فقط.

يُشار إلى أن أن فعاليات المعرض انطلقت السبت بأرض المعارض بمدينة نصر وتستمر حتى 10 فبراير، وتحل عليه الجزائر ضيف شرف ويحمل المعرض شعار “القوى الناعمة ..كيف؟”، وعبد الرحمن الشرقاوى شخصية المعرض.

يشارك فى المعرض هذا العام 27 دولة منها 17 دولة عربية و10 دول أجنبية. بينما يشارك فى الدورة الجديدة 849 ناشرًا، منهم 10 أجانب، 367 ناشرًا عربيًا، و10 ناشرين أجانب وناشريين أفريقيين، كما تشارك 7 مؤسسات صحفية و33 مؤسسة حكومية، ويصل عدد الأجنحة فى معرض 1194 جناحًا، ويضم سور الأزبكية 117 كشكًا.