أحمد فرغلي رضوان يكتب: طلق صناعي..وصدمات آل دياب السينمائية!

مرة أخرى يعود “آل دياب” بموضوع سينمائي جديد بعد فيلمهم الأخير “إشتباك” بتغيير بسيط في الادوار أحد المؤلفين “خالد” هو من لعب دور المخرج ولكن يتشابه العمل الجديد مع القديم في انه صادم للمشاهدين من فكرته ومعالجته الدرامية “الغامضة” تارة و”المترددة” تارة أخرى.
 

بالتأكيد هم يعلمون ماذا يريدون أن يقدموا ولكن في إطار المقبول والمسموح به رقابيا وسياسيا! وأيضا حسب قدرتهم وحرفتهم على تمرير ما يريدونه خلال السيناريو!

نرشح لك – أحمد فرغلي رضوان يكتب: لعبة البطولة!

 
الفيلم الجديد حمل أسم “طلق صناعي” وبدون مجهود من المشاهدين وجد الجميع أن الفكرة تتشابه مع عمل كوميدي عظيم السخرية هو “الإرهاب والكباب” لعادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفه واللافت أن مكان الأحداث في طلق صناعي لا يفصله سوى أمتار عن مكان الإرهاب والكباب!
 
ممكن القول أن فيلم طلق صناعي”محبط ومحزن” للمشاهدين بدرجة كبيرة فاغلب من شاهده خرج محبطا من رسائل الفيلم السياسية والإجتماعية السلبية عن المجتمع وتحديدا في السنوات الأخيرة حيث بالفعل أرتفعت نبرة الأصوات الراغبة في الهجرة رغم أنها ظاهرة موجودة منذ الماضي للشباب المصري، ولكن المؤلفين أختاروا عام حكم الاخوان الفترة الأشهر في الجدل الاجتماعي والسياسي في مصر زمنا للأحداث للخروج من أي مأزق رقابي!، وتبدو العلاقة بين الشعب والشرطة تشغل حيزا كبيرا في بال المؤلفين فبعد تجربتهم “الأفضل فنيا” إشتباك يعودون في طلق صناعي ومن خلال كوميديا سوداء توضيح جانبا في علاقة الشرطة بالشعب في مصر، فظهرت العلاقة متوترة من خلال توضيح فرق تعامل السفير الامريكي مع الخاطف ومن تعامل مدير الأمن المصري! وهو ما نتج عنه ضحكات جمهور صالة العرض وايضا في مشهد تعذيب أحد أقارب الخاطف “بيومي فؤاد”، والذي يحتد على الضابط في أحد المشاهد قائلا “قمنا بثورة ووزيرك اتحبس وانتم لسه متغيرتوش”!
 
لو تمت المقارنة بالارهاب والكباب المستوى الفني محسوم له فشخصيات وحيد حامد كانت جميعها جيدة وتم بناءه بشكل رائع حتى من ظهر في مشاهد معدودة مثل “علاء ولي الدين” مثلا مع سيناريو ممتع للأحداث ولكن في “طلق صناعي” لا يوجد تأسيس للشخصيات بشكل جيد ومعظمها غامض ولا نعرف هل تأثر السيناريو بما تم حذفه من جانب الرقابة، كما قال مخرجه كان هناك سوء فهم مع الرقابة ووصلنا لحل! وبالتأكيد حذفت مشاهد مزعجة للرقابة حتى يسمح بعرضه ،ويبدو أن المؤلفين لديهم الرغبة في تقديم السخرية السياسية في أعمال كثيرة من الحكومة والأوضاع الإجتماعية ولكن غير مقبول أن يحمل العمل وجهة نظر واحدة كتلك التي شاهدناها في طلق صناعي “سلبية” فجميع النماذج داخل السفارة كاذبة ومحتالة وشاذة!؟ حتى الحوار كان ضعيفا جدا وإفيهات كوميدية قديمة ومكررة لإنتزاع الضحكات! مثل سيناريو الفيلم “المتردد”! وتبقى سطحية المعالجة للعمل واضحة تماما في البناء الدرامي للشخصيات والتي لم تجيب على أسئلة كثيرة للمشاهدين بما فيها بطل الفيلم “ماجد الكدواني” الذي يسعى بشتى الطرق للهجرة ولم يسمح الفيلم بالتعرف عليه وعلى زوجته سوى ببعض الكلمات عبر شباك السفارة! فلا يمكن أن تتعاطف معهم، وكذلك وجود أكثر من نموذج لشباب “شاذ” للحصول على تاشيرة كان مقززا جدا! وحتى ديكور السفارة كان فقيرا.
 
محاسبة على النوايا
 
كثيرين من المشاهدين لديهم تحفظ “شديد” بسبب مواقف المؤلفين السياسية السابقة ولكن المخرج وأحد المؤلفين خالد دياب نفى أن الفيلم يحمل افكارا سياسية معينة وان ما يشغله هو “الهوية المصرية” فقط وحتى لو هناك نقد لبعض السلبيات في مصر لكننا في النهاية نحب مصر، لا نحبها فقط بل نعشق تراب هذه البلد “هكذا قال”، وبالطبع الفيلم يعيد طرح فكرة الهجرة إلى أرض الأحلام ..كما اطلق عليها داود عبدالسيد في فيلمه الشهير، ويبقى سؤال النهاية في الفيلم هل الحلم الأمريكي، يستحق هذا العناء؟ رغم ما يعانيه العرب من عنصرية حتى الولايات المتحدة في لحظة ما تتخلى عن القيم وحقوق الإنسان لو تعارضت مع مصالحها! لدرجة أن من أنتخبه الشعب حاليا ليجلس في البيت الأبيض متهم بالعنصرية طوال الوقت! فالأمريكان في العلن غيرهم في الخفاء “بوجهين” هذه سياستهم دائما وظهرت في أحد مشاهد الفيلم الجيدة، ولذلك أرى أن فكرة الفيلم قديمة بعد أن أنكشف الحلم الأمريكي للجميع، ولكن النموذج الأمريكي حاضرا دائما في أفلام “آل دياب” أصحاب الفكر الليبرالي الذين المحوا أن المصالحة هي الحل في مصر من خلال فيلمهم السابق “إشتباك”.
 
تفاوت مستوى الممثلين فكان ماجد الكدواني أقل من المعتاد خاصة أم الفيلم ياتي بعد مستوى متميز في عدد من الأعمال فكان أداءه “مهزوزا” في مشاهد كثيرة وتفوق سيد رجب وبيومي فؤاد وايضا حورية فرغلي قدمت أداءا معقولا ومي كساب في مشاهد قليلة اضافت بسمة داخل السفارة مع مصطفى خاطر وكان موفق جدا الممثل التونسي نجيب بلحسن في أول فرصة حقيقية ومعه أكرم الشرقاوي وعلي الطيب مواهب تمثيل جيدة.