وقفة أحمد مكي التي طالت على "ناصية زمان"

محمد حمدي سلطان

نجومية أحمد مكي لا تقبل الشك، فهو واحد من قلائل بين أبناء جيله الذين يتمتعون بجماهيرية كبيرة، تتضح هذه الجماهيرية في اهتمام الناس بأعماله، وردود الأفعال الصاخبة التي تحدث عقب أي عمل فني جديد يقدمه، سواء كان فيلمًا أو مسلسلاً أو حتى “فيديو كليب” لأغنية جديدة، وهو ما حدث قبل 48 ساعة بعد طرحه لأغنيته الجديدة “وقفة ناصية زمان” والتي حققت صدًى جماهيريًا كبيرًا، وتقترب من 3 مليون مشاهدة على موقع “يوتيوب”. ومع هذا النجاح هناك الكثير من الملاحظات التى يجب أن تقال عن هذا “الكليب” وهذه الأغنية الجديدة “شكلاً” والقديمة” موضوعًا.

نرشح لك.. شاهد: “وقفة ناصية زمان” كليب جديد لـ أحمد مكي

– الإفِيه الشهير بتاع فيلم “لا تراجع ولا استسلام” واللي اتبنت عليه فكرة الفيلم كلها، وهو إفيه “الفكرة دي اتهرست مليون مرة قبل كدة وعشان كدة محدش هيتوقع إننا هنعملها تاني وهتفاجئ الناس” يبدو أنه لم يكن مجرد إفيه اتقال في فيلم والسلام، فمن الواضح أنه طريقة تفكير، وأسلوب حياة، ورؤية فنية يؤمن بها أحمد مكي، والدليل إن دي تقريبًا الأغنية الرابعة لمكي التي تدور في فلك الحنين إلى الماضي، وأيام زمان، وأخلاق ولاد البلد الجدعان، وطبيعة الحياة في المناطق الشعبية. وهي أفكار اتهرست مليون مرة قبل كدة سواء من مكي نفسه، أو من غيره.

نرشح لك.. تعليق طارق الشناوي على كليب “وقفة ناصية زمان”

– أكثر ما يلفت الانتباه هو أن مكي يحدثنا في الأغنية عن الأصول، والجدعنة، وعادات وتقاليد من صميم مجتمعنا “الشرقي”، بينما هو يقدم ذلك في صورة تحمل إفراطا في الشكل “الغربي” حيث “العضلات” و”مراهق يرقص رقصة مايكل جاكسون” و”رسومات على الحائط لملاكمين أمريكان” وحتى الأغنية نفسها تنتمي لموسيقى “الراب” وهو لون غنائي أمريكي المنشأ. ثم يختتم كل هذا التناقض الذي يصيب المشاهد بالارتباك، بمشهده وهو يلوح بعلم مصر!

نرشح لك.. متى يتخلص “مكي” من نحت نفسه؟

– يبدو أن مكي كان يشتاق كثيرًا للعودة إلى الإخراج، بعد غياب طويل، يتضح هذا في الشكل النهائي “للكليب”، الإيقاع السريع، الألوان المتناسقة، الصورة المبهرة، كلها أشياء تدل على مجهود واضح، واهتمام بأدق التفاصيل. حتى فكرة الاستعانة بأصدقاء مكي الحقيقيين، وجيرانه في منطقة الطالبية جاءت موفقة، وأضافت حالة مبهجة، وروحا جميلة، وصلت للمشاهد بسهولة. الكليب إجمالاً -وبعيدًا عن موضوع الأغنية- جاء جيدًا إلى حد كبير. وأرى أن هذه الأغنية تأخرت قليلاً، و”متهيألي لو الكليب ده اتعمل من 5 سنين فى أوج حمى الحنين للماضي، كان هينجح قد كدة خمسين مرة”.

– مع تحفظي على موضوع الأغنية، لا أخفي إعجابي بجرأة مكي، وهو كنجم كبير، يمتلك بالتأكيد شعبية بين قطاع واسع من أجيال ما تحت العشرين، أو فوقها بقليل، ورغم ذلك امتلك من الجرأة ما جعله ينتج عملاً فنيًا يقول لهم فيه بوضوح: “جيلنا كان أحسن من جيلكم”، وينتقد بعض تصرفاتهم. أما النقطة الأهم والتي أشار إليها بذكاء، عندما انتقد ظاهرة الهوس بمواقع التواصل الاجتماعي المنتشرة منذ سنوات، و حالة العزلة والانطواء أمام شاشات “الهواتف الذكية” بينما كانت الحياة على أيامه كلها خبرات بشر، وتجارب حياة حقيقية، وليست في العالم الافتراضي. دي الرسالة الأهم في رأيى، والجزء الأكثر واقعية في كلمات أغنيته.

نرشح لك.. مينا عادل جيد يكتب: شيما ومكي وسابع جار

– يقول مكي في بداية الغنوة “زمان كانت البنت أول ما تدخل المنطقة كأنها دخلت البيت، أمان “ولا أريد أن أصدم مكي لكني أعيش في منطقة قريبة من الطالبية، لا تختلف عنها كثيرًا، وفارق العمر بيني وبينه ليس كبيرًا، وأستطيع أن أؤكد له أن البنات كانت “بتتعاكس” عادي في منطقتها في بعض الأحيان، وساعات الموضوع كان بيوصل لخناقات ومشاكل كبيرة. حتى لو كان استثناء فهو كان يحدث، معرفش مكي جاب الصورة الوردية الفجة، المبالغ فيها جدًا دي منين؟ أكيد مش من الطالبية.

– يقول مكي أيضا في وصفه لوقفة ناصية زمان “كنا عزوة للحتة الناس وقفتنا تحبها” وأعتقد أننا لو سألنا الناس عن رأيهم هيرودوا: “ولا كنا بنحبها ولا نيلة”.

– سخر البعض على مواقع التواصل من وجود اسم الكوافير الخاص بأحمد مكي على التترات رغم أن مكي حالق شعره “على الزيرو” ولكني أختلف معهم بشدة فالكوافير هو الوحيد بين عناصر فريق العمل الذي أدى مهمته بنسبة نجاح تصل لـ 100%.

نرشح لك.. لماذا ظهر كوافير أحمد مكي على تتر “وقفة ناصية زمان”؟

– المطربة هدى السنباطي والتي دندنت جزء الموال في أول الأغنية وآخرها هي اكتشاف حقيقي، وأكبر مكسب قد نخرج به من الكليب.

– غنى مكي قبل ذلك “أيام زمان” و “كل زمان” ودلوقتي “وقفة ناصية زمان” وكدة “أوفر” -بصوت ميس انشراح- ونتمنى أن يترك مكي هذه الوقفة التي طالت على “ناصية زمان” ويتحرك قليلاً، ويحاول الابتعاد عن هذه “الناصية” فالعالم واسع ومليء بالأفكار الفنية، لأن لو استمر مكي على هذه الحال، فلن أتعجب لو شاهدت له “فيديو كليب” بعد عشر سنوات يحن فيه لهذه الأيام التي كان يحن فيها للماضي، وربما يكون اسم الغنوة وقتها “زمن الزمان”.