طلب صداقة لـ مكاوي سعيد

طاهر عبد الرحمن
 
هو لا يعرفني، أرسلت له طلب صداقة على “الفيس بوك” منذ فترة طويلة ولكن لم يقبله، أعرف أن كثيرين جداً أرسلوا طلبات ليحظوا باسمه فى قائمة الأصدقاء، ربما ضاع طلبي وسط المئات أو الآلاف ممن يريدون صداقته، ولم يكن ذلك مهماً، فقد ظلت متابعتي له مستمرة ودائمة.
 
مقاله فى المصرى اليوم كان بمثابة “فاكهة” القراءة بالنسبة لي، عندما يظهر على “التايم لاين” أقوم بفتح “اللينك” وأقرأ باستمتاع، خصوصاً وأن معظم مقالاته كانت عن مصر والقاهرة فى بدايات القرن العشرين، وهي الفترة التى تستهويني بشكل خاص.
 
“مقتنيات وسط البلد” أول كتاب أقرأه له، شغفني بشدة، حفظت ملامح كل من كتب عنهم، وددت لو قابلتهم أو تابعتهم كما تابعهم هو وكتب عنهم، ظلت أمنيتي أن يستمر فى الكتابة عن أولئك البشر ففي جعبته الكثير والكثير، في زياراتي القليلة لوسط البلد بحثت عن الأماكن التى كتب عنها.
ثم جاءت “تغريدة البجعة” بكل مافيها، رواية هادئة جداً وصاخبة جداً، بطلها هو كل واحد فينا، قد يكون أنا، أنت، هو، الحيرة والطموح، الأمل وخيبة الأمل، أو الثبات والضياع.
 
وأخيراً “أن تحبك چيهان” وأمامها وأمام روعتها يعجز أى لسان أو قلم عن وصفها، قرأتها فى أقل من يومين، تفرغت لها، ومن شدة حماسي قررت ألا أكتب عنها أى “ريفيو”، ثم قرأتها مرة ثانية وثالثة بنفس الحماس.
 
لم أسع يوماً لمقابلته رغم علمي بمكان مجلسه شبه اليومى، تماماً كما لا أسعى لمقابلة من أتابعهم على “السوشيال ميديا”، محمد شعير أو سيد محمود أو ياسر الزيات،يكفينى أن أقرأ لهم وأنتشى، كلهم أصدقاء حتى وإن كانوا لا يعرفونني.
 
ولذلك عندما سمعت خبر رحيل “مكاوى سعيد” حزنت لأننى سأفتقد صديقاً عزيزاً مع أنه لم يقبل طلب صداقتي حتى وفاته.
 
رحمه الله وغفر له بقدر ما أمتعنا…