إبراهيم الطيب : كواليس إنتخابات "مطلع الفجر" في نقابة الصحفيين

إحتفل الصحفيون أمس بإختيار نقيب جديد و6 من أعضاء مجلس النقابة، مودعين بذلك مرحلة نقابية وصفت بالأسوء في تاريخ العمل النقابي، حيث شهدت النقابة على مدار العامين الماضيين إرتفاعا ملحوظاً في أعداد شهداء المهنة، وزيادة مُقلقة لحالات الفصل التعسفي، ناهيك عن تراجع حاد في ملف الحريات والأجور والخدمات وغيرها من الأدوار التي يفترض أن تقوم بها النقابة مدعومة في ذلك بجمعيتها العمومية .

نتائج الإنتخابات أسفرت عن فوز الكاتب الصحفى يحيى قلاش بمنصب نقيب الصحفيين، بحصوله على 1948 صوتاً، في حين حصل منافسه ضياء رشوان النقيب السابق على 1079 صوتاً، وعلى مستوى عضوية المجلس، حصل خالد ميري على 941 صوتًا وإبراهيم أبو كيلة 778 صوتًا وحاتم زكريا بالقرعة العلنية بعد تساويه في عدد الأصوات مع هشام يونس بـ 752 صوتاَ، ومحمد شبانة 837 صوتًا ومحمود كامل بـ827 صوتًا وأبوالسعود محمد 643 صوتًا (العضو الوحيد من خارج المؤسسات القومية).

على مدار الإنتخابات الماضية، جرت العادة على وجود عدة معايير تتحكم في سير العملية الإنتخابية بل وحسمها في كثير من الأحوال، أول تلك المعايير هو ما يسمى بـ”الإنتماء المؤسسي” أو “النعرة المؤسسية”، حيث الحشد والتأييد لمرشح بعينه لكونه ينتمي لمؤسسة كبيرة هي في الغالب مؤسسة الأهرام صاحبة النصيب الأكبر في عدد الجمعية العمومية، تليها مؤسستي أخبار اليوم ودار التحرير، بالإضافة لذلك كانت تمارس حالات حشد يقوم بها رؤساء تحرير ورؤساء مجالس تلك المؤسسات لتأتي بـ”القوات المحمولة جواً” كما يسمونها في الساعات الاخيرة من التصويت، لتحسم أي معركة إنتخابية لصالح مرشحين بعينهم .

المعيار الثاني الذي يؤثر في سير العملية الإنتخابية، هو الإنتماء القبلي، فأبناء الصعيد وهم كتلة تصويتية كبيرة جداً، يصوتون لإبن الصعيد، وفي سبيل ذلك يعدون قائمة تشمل عدداً من المرشحين جرى التوافق عليهم وتزكيتهم، لأن التصويت لإبن الصعيد وحده يبطل الصوت ولابد أن يكون معه 5 أصوات حتى يكون صوته صحيحاً، وللعلم هذا العنصر لعب دوراً هام في حسم معركة الإنتخابات الأخيرة لصالح مرشحين بعينهم إرتفعت أسهمهم بشكل ملحوظ لدخولهم بتلك القائمة، خاصة مع تراجع ملحوظ في عدد “القوات المحمولة جواً” في هذه الإنتخابات.

المعيار الأخير في حسم المعركة الإنتخابية، ليس على قدر الأهمية مقارنة بالعنصرين الماضيين، وهو المناخ السياسي، فمن الممكن في لحظة سياسية معينة ترتفع أسهم مرشح بشكل كبير جداً لتوافقه وتعبيره عن هذا المناخ، وهو ما حدث في الإنتخابات قبل الماضية عندما فازت الزميلة حنان فكري بعضوية المجلس، فبالرغم أنها لم تكن على قدر كبير من الشهرة التي تمكنها من الفوز بمقعد المجلس، الا أن المناخ السياسي الكاره لجماعة الإخوان الحاكمة وقتها وكون الزميلة سيدة وقبطية، رفعا أسهمها بشكل كبير جداً ودفع الكثير من الصحفيين التصويت لها رغم عدم معرفتها شخصيا.

الإنتخابات هذه المرة أجريت في أجواء من الشفافية والنزاهة وتحت إشراف قضاة من مجلس الدولة ورقابة أعضاء الجمعية العمومية، ولكنها كانت الإنتخابات الأطول في تاريخ النقابة حيث إستمرت أعمال الفرز وإعادة الفرز حتى السابعة والنصف صباحاً، كما أستخدمت فيها ولأول مرة القرعة العلنية بين زميلين تساويا في عدد الأصوات وهما حاتم زكريا وهشام يونس، وقبل القرعة قررت اللجنة إعادة فرز جميع الصناديق من جديد، وذلك بعد الإشتباه في صحة صوت من عدمه كان هو الفارق بين الزميلين، بالإضافة لعدم العثور على محضر لجنة من اللجان، ليتم إعادة الفرز في الثانية والنصف فجراً وينتهي السابعة والنصف صباحاً، ليعلن عن مفاجأة جديدة وهي التساوي في عدد الأصوات بين هشام يونس وحاتم زكريا بعد الحكم ببطلان عدداً من الأصوات، ليتم الإحتكام لقرعة علنية قامت بها زميلة كانت متواجدة بالقاعة إختارها عضو اللجنة المشرفة على الإنتخابات جمال عبد الرحيم، لتنتهي القرعة بفوز الزميل حاتم زكريا، كما حسمت نتائج إعادة الفرز أيضا فوز الزميل أبو السعود محمد بفارق 24 صوتاً على الزميل أيمن عبد المجيد.

أثناء عملية إعادة الفرز، عثر رئيس اللجنة القضائية المشرفة على الإنتخابات المستشار باسم الطيب، على محضر اللجنة المفقودة التي بناءاً عليها تم اللجوء لإعادة الفرز، وقام بجمع الأصوات بعد إضافة تلك اللجنة، وجمع المرشحيين حاتم زكريا وهشام يونس، وأخبرهما بأنه تم العثور على اللجنة وأن النتائج النهائية تشير لفوز هشام يونس بفارق صوت واحد ولا داعي للفرز، وبالفعل وافقه حاتم زكريا وقام بتهنئة هشام يونس، وأثناء ذلك تدخل الزميل أيمن عبد المجيد وأصر على الإنتهاء من عملية إعادة الفرز التي بالفعل أوشكت على الإنتهاء، ليستجيب له القاضي ويقرر إستكمال إعادة الفرز لتكون النتيجة النهائية تساوي الزميلين في عدد الاصوات (752 صوتا) .

من الطريف أنه أثناء الإحتكام للقرعة، قام القاضي بوضع إسم الزميلين في ورقتين بصندوق زجاجي، وقام بوضع ثلاث ورقات فارغة معهم ليكون العدد كثيرا داخل الصندوق، وبينما قامت إحدى الزميلات بإجراء القرعة قامت باختيار الورقة الفارغة ثلاث مرات متتالية وسط قلق وتوتر الحضور، وفي المرة الرابعة جاء إختيارها للزميل حاتم زكريا .

ومن طرائف العملية الإنتخابية أيضا التي ظهرت جلية أثناء عملية إعادة الفرز، هو وجود عددأ من الأصوات الباطلة، إما بسبب الأخطاء الإملائية لا توضح حقيقة الإسم الذي يصوتون له، وهناك ناخبون كتبوا عبارات نقابة فاشلة، وآخرون كتبوا في خانة الأعضاء إسم لزميل ليس مرشحاً وهو عضواً بالمجلس الحالي هو الزميل أسامة داوود، وناخبون كتبوا إسم النقيب يحيى قلاش في خانة العضوية، وغيرهم كتبوا إسم مرشحهم أكثر من مرة، وناخبون إختاروا ثلاثة مرشحين وليس ستة كما ينص القانون، وناخب كتب إسم الزميل علاء الغطريفي وهو ليس مرشحاً بالأساس وهي الورقة التي كانت محل نزاعا بين هشام يونس وحاتم زكريا، لكونها تضم صوتا لأحدهما .

اقـرأ ايضـا : 

تتويج الإعلامية المغربية “حكيمة درحموش” بجائزة شخصية العام في بلجيكا

البشير يكشف تفاصيل الإتفاقية الثلاثية بين مصر و اثيوبيا و السودان في “الحياة اليوم”

عمرو أديب : البشوات إللي زي حالاتي سبب أزمة الكهرباء

الحياة تكشف عن أجر معتز الدمرداش

‫العشرة الأوائل والعشرة الأواخر في انتخابات نقابة الصحفيين‬