أحمد فرغلي رضوان يكتب: ويسألونك عن مهرجان القاهرة قل.. ليس بخير

لا أعرف كيف تم التنسيق لإدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام، الحدث الفني المصري الأهم منذ عام 1976، التداخل في الأمور وعدم وضوحها كان ظاهرا بشدة في الايام الاخيرة التي سبقت حفل الافتتاح “المنتظر”.

منذ البداية كانت الأمور ملتبسة وغير واضحة فيما يخص التنظيم بكل مستوياته سواء حفل الافتتاح ودعواته أو من ناحية التغطية الإعلامية والتي فاجأت الجميع مع انه كان الممكن التعامل بشكل لائق من جانب الجهة صاحبة النقل الحصري والذي بدى وكأنه إدارة شاملة للمهرجان وفعالياته! بالطبع من حقك ان تنقل الحفل حصري ولكن ليس بهذا المنع المطلق للمحطات العربية والأجنبية في النهاية هو ترويج للدولة وتظاهرتها الثقافية.

أما عن حفل الافتتاح وما سبقه من بقاء الضيوف في مكان استقبال لنحو ساعتين فحدث ولا حرج، الأمر بدى غريبا وعجيبا وبالطبع أصاب الجميع بالملل مما ظهر على الوجوه داخل قاعة الإفتتاح وكان محل لتعليقات كثيرة ساخرة! وأيضا كان سبب مباشر لمغادرة الجميع دون مشاهدة فيلم الافتتاح!

نرشح لك.. 15 ملاحظة عن حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

للاسف من تولى الاشراف الفني والاخراج لحفل الافتتاح تعامل باستسهال عجيب ولا يعرف انه مهرجان سينما دولي فالأمر كان أشبه بحفل موسيقى على مسرح ثقافة جماهيرية! اختيار المقطوعات الموسيقية ثم صور لصناع السينما والتي تجاهلت أسماء كثيرة أهم مما ظهر على شاشة الافتتاح ولذلك بدى الامر عشوائيا او يتعلق بالاهواء الذاتية! كل ذلك في بلد تملك من المبدعين في صناعة السينما المئات، فمثلا لماذا لم يتم تحديد المقطوعات الموسيقية ومشاهد الأفلام من قائمة أفضل 100 فيلم مصري، بدلا من العشوائية التي ظهرت وخلطت الأجنبية بالعربية!

كل ذلك أمر لا يليق بمهرجان القاهرة “العريق” ولا أعرف لما لا نعيد ترتيب الامور من الداخل بما يليق بدولة كبيرة ومهرجان دولي صاحب تاريخ طويل! الي جانب الدعم المادي الضعيف جدا هناك ايضا “فقر” إبداعي وغلبة للبيروقراطية الادارية العقيمة وأصحاب الفكر القديم فكر موظفين في ديوان وزارة، وبالتالي لن ببذلوا مجهودا لصناعة فكرة جديدة.

حتى مقدم الحفل الفنان آسر ياسين بدى وكأنه يقرأ التفاصيل لأول مرة! بدون بروفة ومثله المطربة اصاله والتي بدخولها تحول الأمر لحفل غنائي وليس مهرجان سينما وكان من أسوأ المرات لها من حيث الظهور على المسرح بحفل! مع الاشارة إلى أن ماجد الكدواني كانت كلمته مؤثرة كثيرا وكانت صادقة مع وجود ملاحظة على اختياره للتكريم الأن، إلى جانب كوميديان كبير تأخر تكريمه هو سمير غانم فهناك من يسبقون ماجد ويستحقون، اما هند فهي تمثل السينما العربية بصفة عامة وتكريمها كان مقبولا.

الفقر الابداعي كان واضحا للجميع وانتهى الأمر بكارثة كبرى وهي عدم ملائمة شاشة قاعة الإحتفال لعرض فيلم الافتتاح وهي كارثة أن القائمين على التنظيم لم يقوموا بتجهيز القاعة للعرض

وبالطبع هم يعلمون توقيت ومكان الغرض من قبل وفقط سمعنا عشرات الملايين تم إنفاقها على التنظيم! حتى لم يكن هناك نجوم عالميين مهمين حضروا الافتتاح.

أتمنى أن نحافظ على أهمية الصفة الدولية لمهرجان القاهرة، ولذلك يجب إعادة هيكلته بما يضمن وجود إدارة سينمائية واعية بعيدا عن أصحاب المصالح والبيزنس وبحث طرق دعمه بعد إنتهاء الدورة الحالية حتى نحسن تنظيم الدورة القادمة بشكل لائق، رجاء لأصحاب القرار في هذا البلد أنقذوا مهرجان القاهرة من العشوائية فهو عنوان مهم للثقافة المصرية في العالم.