عادل إمام ليس (سوبر ماركت)!

نقلًا عن المصري اليوم

يشهد رمضان القادم شرخا فى حائط صلد صار يُشكل طابعا عاما للحياة الفنية فى مصر، أقصد التوريث، الذى أحال عددا من كبار النجوم إلى مشروع استثمارى عائلى، حيث يحتكر الابن الأب، ولا يسمح لأحد غيره بالاقتراب إلى تخوم مملكته، بينما، على المقابل، يسعى الأب إلى الدفع بالابن إلى مكانة خاصة، يقف الابن على أكتاف والده، وفى يده ملعقة من ذهب، مشاركا فى القمة التى حققها والده بعد سنوات الكفاح.

يحيى الفخرانى أحدث مؤخرا ثقبا فى هذا الجدار العصى على الاختراق، حيث يمتزج فيه العامل المادى بالنفسى، الجانب العاطفى هو الأعمق والأصعب، الفخرانى قرر أن يواجه ضعف الأب تجاه ابنه، فى رمضان 2018 سوف يقفز الأب بعيدا عن قيد ابنه المخرج شادى الفخرانى، ليقدم مسلسلا من إخراج هالة خليل، بعنوان: (حجم عائلى)، رغم نجاح آخر ثلاثة مسلسلات متتالية قدمها له «شادى» خلال 5 سنوات، حيث يحضر «يحيى» عاما ويغيب عاما، «شادى» قدم لوالده (الخواجة عبدالقادر) و(دهشة) و(ونوس)، وهو مخرج موهوب، و(عبدالقادر) واحد من المسلسلات التى ستعيش طويلا فى الذاكرة، إلا أن تحديد زاوية رؤية المخرج فى بطل واحد، مهما كان صاحب موهبة مترامية الأطراف مثل الفخرانى، أراه فى النهاية يضع المخرج فى إطار محدد يهبط بسقف خياله لا شعوريا إلى فقط ما يُرضى الأب.

على الجانب الآخر، فإن الأب لا يمكن أن يظل للأبد أسيرا لوجهة نظر واحدة، هذا يحرمه من أهم ميزة للفنان، والتى تضمن له الاستمرار، وأعنى بها التجدد من خلال زوايا رؤية متعددة.

الذى رسخ تلك القاعدة هو عادل إمام عندما صار ابنه «رامى» هو فقط الذى يحتكر إخراج أعماله، فى البداية كان «محمد» يمثل أيضا فى المسلسلات تحت مظلة والده، بعدها تركه ينطلق بطلا، بعد أن صارت كل الأمور مسيطَرا عليها، بينما «رامى» يواصل العمل مع «عادل» فى المسلسلات الستة الرمضانية السابقة له، من بينها خمسة، الوحيد الذى اعتذر عنه، وتم أيضا بتوافق عائلى (أستاذ ورئيس قسم)، لأن المسلسل يتناول بالنقد زمن مبارك والتوريث من «حسنى» إلى «جمال»، فلا يمكن أن يمارس هو أيضا التوريث فى المسلسل.

«رامى» طموحه أن يحتوى أيضا والده اقتصاديا، هذه المرة هو صاحب المشروع، هو بالأرقام صاحب أعلى أجر بين مخرجى الدراما، ليس لأنه الأفضل، ولكن تعامله مع «عادل» وضعه فى مكانة الأغلى سعرا، أراد ألا يكتفى بهذا القدر، فقرر إنشاء شركة ليحيل الأب إلى مشروع استثمارى للعائلة.

«عادل» فى رمضان 2018، وبعد 6 مسلسلات متتالية- بدأت 2012 (فرقة ناجى عطاالله)- قرر تغيير الكاتب يوسف معاطى، كان ينبغى أن يخرج عن قيد «معاطى»، بعد أن حدث قدر ملحوظ من التشبع، خاصة أنه فى العام الماضى كانت هناك مساهمات من الباطن فى (عفاريت عدلى علام) للكاتب الشاب محمد ناير، فى دلالة واضحة على أن «معاطى» لم يعد يُقدم ما يُرضى زعيمه.

هل الفنان من حقه أن يحيل موهبته إلى رأسمال خاص له ولأبنائه مثل (سوبر ماركت) يدر أرباحا عليهم، والفيصل هو أنه يدفع حق الدولة، ممثلا فى الضرائب؟ هل الأمر مجرد دفع ضريبة؟

«عادل» مشروع قومى ليس من صالحه ولا صالحنا أن يحتكره حتى أقرب الناس إليه!!.