أحمد فرغلي رضوان يكتب: فوربس وأخواتها!

من المؤكد أن أغلب إستفتاءات المجلات العربية فقدت “مصداقيتها” لدى الجمهور منذ فترة طويلة بعد أن باتت تعتمد في الأساس على مدى “قبول” الفنانين حضور حفلاتهم للتكريم قبل إعلان نتائج الإستفتاءات! وكذلك علاقات النجوم بأصحاب القرار في تلك المجلات والمواقع وبالتالي تصبح فور إعلانها مادة لسخرية الجمهور من كم غرابة الأسماء التي تجدها متصدرة لهذه الإستفتاءات البعيدة تماما عن الموضوعية وحكم الجمهور.

الجديد والذي لفت نظري مؤخرا كان قائمة المائة شخصية الأهم في العالم العربي لمجلة “فوربس” العالمية وهي قائمة ينظر لها “بعين” الاعتبار والتقدير لصفتها الدولية ولكن ما يمكن أن نتحدث عنه هو القائمة العربية والتي تصدرها المطرب المصري عمرو دياب وتلاه نانسي عجرم ثم إليسا ثم نجوى كرم وكاظم الساهر ثم عادل إمام سادسا! نعم صدق أو لا تصدق عادل إمام بعد نجوى كرم وكاظم الساهر!؟ هكذا قالت “فوربس” المجلة العريقة والتي تأسست عام 1917 في الولايات المتحدة مع مراعاة أن النسخة العربية “مستقلة في تحريرها” عن فوربس الأمريكية وكذلك المعايير لإصدار القوائم مختلفة بين النسختين فالنسخة العربية ذكرت أنها اعتمدت في تقييمها على سنوات العمل في المجال، وعدد متابعي وسائل التواصل الاجتماعي في Facebook و Twitter و Instagram و YouTube، ونشاطات مؤثرة ونقاط تحريرية أخرى! ولم توضح ما هي النقاط التحريرية الأخرى!؟ والأفضل كان يقال أهواء “شخصية” أخرى وبالنظر للقائمة نكتشف أنها اعتمدت أكثر وربما فقط على وسائل التواصل الاجتماعي!

وهو شرط “غير” منصف وغير موضوعي فبالنظر لبعض الأسماء التي تواجدت في مراكز متقدمة بالقائمة بسبب السوشيال ميديا ستجد نفسك في قمة الاندهاش لتأثيرها الفني الضعيف جدا والذي يكاد لا يذكر لدى البعض وكلنا يعرف أن ممكن فنانة درجة ثالثة تقوم بنشر صور وفيديوهات “مثيرة” تجلب عشرات الملايين من المتابعين!

فعلى مستوى سنوات العمل والتأثير والنجاح وحتى الأجور يأتي عادل إمام فهو النجم الأول منذ نحو 40 سنة والأكثر استمرارا ونجاحا كذلك الأعلى أجرا والأغلى في البيع والتوزيع الخارجي بالعالم العربي منذ عشرات السنين بالسينما والتليفزيون وحتى موسم رمضان الأخير بيع مسلسله بما يزيد عن 200 مليون جنيه “حصريا” للعرض الفضائي وأيضا تولى منصب رسمي كسفير للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة.

حضرت مهرجانات فنية في جميع أنحاء العالم العربي والسؤال المكرر من جمهور أي دولة سواء الصغار أو الكبار عندما نلتقيهم في الشارع “هل عادل إمام حضر معكم” وتجدهم يحفظون اقتباسات من أفلامه يبدأون بترديدها.

سمك لبن تمر هندي!

بالنظر لأسماء النجوم التي وردت بالقائمة ستجد أسماء تحقق معظم الشروط السابق ذكرها مثل ياسمين عبدالعزيز ومنى زكي وغادة عبدالرازق ومع ذلك جاء ترتيبهم متأخرا في القائمة ما بين 42 و46 وهو أيضا لا يتناسب مع نجوميتهم وتاريخهم الفني ونجاحاتهم! ومثلهم محمد هنيدي صاحب التأثير الأكبر في هذا الجيل جاء في المركز 53 وكذلك محمد رمضان جاء في المركز 43 رغم أنه صار مؤخرا من أصحاب التواجد الفني الكبير والأجور المرتفعة ومتواجد بشكل مؤثر لدى الجمهور عبر السوشيال ميديا ومثال آخر على عدم موضوعية تلك القوائم الفنان السوري تيم حسن والذي له شعبية كبيرة بالعالم العربي ويحقق نجاحا فنيا كبيرا منذ سنوات طويلة خارج القائمة بسبب عدم تواصله على السوشيال ميديا!! وعلى النقيض فنان آخر ناجح بشكل لافت في السنوات الأخيرة و”أغفلته” أيضا القائمة وهو يوسف الشريف وهو من أكثر الفنانين تفاعلا عبر “تويتر” مع الجمهور ومعهما مطرب أخر يحقق نجاحا وتواجدا منذ سنوات وائل كافوري أيضا خلت من اسمه القائمة هو والمطرب محمد عبده!

هكذا تجد أن الذين أعدوا تلك القائمة تدخلت فيها بشكل كبير “النقاط التحريرية الأخرى” التي تم الإشارة إليها ولا نعرفها فكانت القوائم “سمك لبن تمرهندي” وللأسف هذا هو حال معظم إستفتاءات المجلات والمواقع الفنية العربية وهنا لا يمكن إغفال الجدل المستمر حول مدى مصداقية تأثير بعض النجوم عبر السوشيال ميديا بعد تكرار الاتهامات بشراء المتابعين! لذلك كان الأدق نقول مشاهير السوشيال ميديا مع مراعاة أن هناك عدد قليل لا خلاف على تواجدهم في المقدمة.