محمد حمدي سلطان يكتب: يوميات مشاهد رخم (5)

1- حلاوة الدنيا

– وإنت بتتفرج على هند صبرى، وظافر العابدين، “أمينة” و”سليم” بتنسى تمامًا إنك قدام ثنائي تونسي، وبتتفاعل معاهم، ومع الشخصيات اللي بيقدموها على إنهم مصريين تمامًا. متهيألي لو عكسنا التجربة وودينا فنانين مصريين يمثلوا في تونس، أظن لو فضلوا 10 سنين يحاولوا، هيفشلوا في النهاية في إتقان اللهجة التونسية، وإقناع المشاهد التونسي بكونهم تونسيين، وده مش عيب في الفنان المصري، أو تقليل من قدراته، على قد ما هو ميزة بتبين مدى عظمة الفن المصري، وعبقرية اللهجة العامية المصرية اللي بتعتبر من الحاجات القليلة اللي بتوحد العرب كلهم.

– هند صبرى بالمناسبة بتقدم واحد من أفضل وأهم أدوارها، إن لم يكن دورها الأهم منذ بدايتها في فيلم “مذكرات مراهقة”.

– المسلسل كان ماشي حلو جدًا، لحد العلاقة اللي بدأت ملامحها تتضح ما بين هاني عادل “عمر” خطيب أمينة السابق، ونهى عابدين “شهد” أخت أمينة من الأب. حسيت إنه بدأ يقلب فيلم هندي.

– قليلًا ما نصادف فنانًا لديه القدرة على تقديم الكوميديا، أو الأدوار الخفيفة، بنفس درجة إجادته للأدوار الجادة. حنان مطاوع أحد هؤلاء القلائل، لديها القدرة على تغيير جلدها الفني، والتنقل ما بين مختلف الأدوار بنعومة وسلاسة، تبين مدى امتلاكها لموهبة أشبه بالعملة النادرة. إجمالاً حنان مطاوع من أهم نجمات دراما هذا العام، بهذا الدور ودوريها المتميزين أيضا في “طاقة نور” و”هذا المساء”.

– الفنان أحمد حاتم من لحظة ظهوره الأول في فيلم “أوقات فراغ” وهو تقريبًا بيقدم نفس الأداء، وبيظهر بنفس الشكل، ونفس الدقن، ونفس الانفعالات، وتعبيرات الوجه اللي مبتتغيرش في لحظات الحزن، والفرح، والغضب، أو غيرهم. هو هو نفس “الريأكشن” الثابت لدرجة إني بدأت أشك في احتمالية ارتدائه لقناع ما.

– وسط كم كبير من النجوم القدامى، العائدين بكثرة في هذا الموسم الدرامي، يُعتبر مصطفى فهمي من أكثرهم تميزًا، وبيقدم دورا يمثل إضافة لتاريخه، والأهم إنه بيحاول يرجَّع زمن الشقاوة مع أنوشكا.

– أي فنانة أخرى غير أنوشكا، كان من الصعب أن تبتعد عن أدوار الشر، بعد نجاحها الخرافي في دور “قسمت هانم” العام الماضي. أثبتت أنوشكا أن لديها من الثقة بالنفس، والموهبة، ما يكفي لتخوض تجربة جديدة، وتقدم دورًا مختلفًا تمامًا، ربما لن يحقق لها نفس الانتشار الجماهيري، لكنها تؤكد على موهبة خارج إطار “التنميط “. واهتمامها بجودة ما تقدمه من فن يأتي لديها في المقام الأول.

– لكي يكون مجرد تواجدك فقط، يمثل إضافة للعمل، ويضفي حضورًا وبهجة، وأجواء من الألفة والونس، يستشعرها المشاهد دون عناء، ليس أمامك إلا طريق واحد وهو أن تصبح رجاء الجداوي.

2- لا تطفىء الشمس

– بخبرة السنين الطويلة، تقدم ميرفت أمين أداءً بسيطًا، وهادئًا، ومقنعًا إلى حد كبير، يدخل في إطار “السهل الممتنع”. ربما لم تكن مقنعة بدرجة كافية، وشعرنا ببعض الاهتزاز في الحلقات الأولى. لكن مع توالي الحلقات وجدنا تمكن من الإلمام بتفاصيل شخصية الأم “إقبال” الأرملة الباحثة عن حبها القديم الضائع، وسط أزمات ومشاكل أسرتها وأبنائها التي لا تنتهي.

– فتحي عبد الوهاب مرتبك ولم يقدم جديدًا. أيضا أمينة خليل وجميلة عوض، مجرد أدوار عادية قدماها بقليل من التميز، وبعض الإجادة. لا نستطيع اعتبارها خطوات مهمة ومؤثرة في مشوارهما الفني.

– ريهام عبد الغفور.. عندما تأتيها الفرصة، والدور المناسب، تثبت في كل مرة أنها فنانة موهوبة إلى أقصى حد. تستحق مكانة أكبر تناسب قدراتها الفنية، ويجب أن تدقق كثيرًا في اختياراتها القادمة. أجادت في دور “أفنان” أو “فيفي” الدكتورة المنطوية، الشبه معقدة، والمليئة بالمتناقضات. فلا تعرف هل هي طيبة أم شريرة، ولا تفهم هل تحب أخواتها أم تنقم عليهم، تشعرك أنها ضعيفة وتبكي لأهون سبب، وعندما تنتقم فـ “ضربتها والقبر” ولا تعرف من أين تأتي بكل هذا الشر. لا ترى إلا نفسها، ولذلك تفشل عاطفيًا، وتسوء علاقتها بكل من حولها. دور مركب وشديد الصعوبة، قدمته ريهام عبد الغفور بكل البراعة الممكنة.

– لم يعد شيئًا جديدًا أن نثني على أداء الفنان خالد كمال أو “الأسطى عدوي”. يتميز في الأدوار الصغيرة كما فعل في “واحة الغروب”، ويجيد أكثر كلما زادت المساحة، ليثبت موهبة حتمًا ستأخذ مكانة أكبر تليق بها في السنوات القادمة.

– محمود الليثي أو “دكتور سعد”، وجه مصري جميل، حضوره لافت، ابتسامته الطفولية هي أجمل ما فيه. موهبته مبشرة، وهو من أهم الوجوه الجديدة المتميزة في دراما هذا العام.

– شيرين رضا.. من أكثر الفنانات ذكاء، تعرف قدراتها جيدًا، وتجيد استغلالها بالشكل الأمثل، وتجيد أيضا اختيار الأدوار اللي “تليق عليها”، لا تتفلسف أو “تجود”، هي فقط تجتهد لتقدم المطلوب منها في أفضل صورة، لا أكثر ولا أقل.

– محمد ممدوح.. من أهم مواهب جيله بلا شك. بيصعب عليا جدًا، بس مش من كتر إجادته لأداء مشاهد شخصية “أحمد” اللي تستحق التعاطف، على قد ما بيصعب عليا من كتر ما “بينهج” وهو بيتكلم، لدرجة أننا لا نفهم الكثير من جمل حواره. لو كانت مشكلة مرضية فنتمنى له السلامة والشفاء من أعماق قلوبنا.