ظل الرئيس Vs كفر دلهاب.. بين الرمزية والإسقاط المباشر

نرمين سعد الدين

كنت امتنعت عن متابعة الأعمال الرمضانية منذ سنوات تتعدى الخمسة عشر تقريبا، فرمضان يأتي مرة واحدة والأعمال تعاد حتى العام قبل الفائت عندما عندما قررت متابعة مسلسل حارة اليهود لعمل تحليل له بإعاز من شيطاني البحثي، ومنذ تلك السنة قررت أن اختار عمل واحد فقط للمتابعه من باب الترفيه عن النفس بعض الشيء.

هذا العام كنت قررت من قبل بداية رمضان أني سأتابع ظل الرئيس ثقة في شركة الإنتاج ورهاناً على ياسر جلال، والحق يقال أنه لم يخيب ظني أبداً ولم يخسرني الرهان، وأختي الصغرى كانت عقدت العزم على متابعة كفر دلهاب لأنه رعب وهي تهوى الرعب كتابة ومشاهده، وبالصدفة البحته كنت أعد شيء ما وهي تشاهده واخترق أذناي في أول حلقة عدد من الجمل هي أسقاط صريح ومباشر عن الأحوال في مصر، تيقنت حينها أن كفر دلهاب هي مصر وبدون أن أشعر تابعتها لأتصيد تلك الجمل، ولم يكد يمر يوم وأخر من رمضان حتى اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي باجتزاء الجمل ونشرها وبالإشادة بالعمل فقط لأنه يحمل خلفية سياسية واضحة جدا.

وبينما يحتفي الجميع بنجاح دلهاب في جذب المشاهد، كانت أيضا الميديا كلها تنتفض لنجاح ياسر جلال الكل سلط اهتمامه بالأحتفاء بهذا النجم الساطع الذي تأخر كثيرا في إظهار امكانياته، وتجاهل الجميع أو ربما لم يلحظ أن ظل الرئيس هو عمل رمزي يحمل في طياته بشكل غير مباشر من خلال المواقف ورسم الشخصيات العديد والعديد من الاسقاطات أيضا جاءت رمزية ظل الرئيس رشيقة سريعة الإيقاع وجاذبة، بينما أفرط كفر دلهاب في الإسقاط المباشر، رمزية ظل الرئيس تحتاج لتركيز وتفتيح عقل بينما اسقاطات كفر دلهاب ستجعلك تلمع عيناك بشده وتتبادل النظرات مع من حولك بعد كل جملة اسقاطية مع ابتسامة متوارية.

والآن وقد اقترب رمضان أن ينتصف مازالت المبارة في أشدها واتمنى الا يكون حرص طاقم العملين في أن يكملا الشهر كله يدخلهم في المط والرتابة فيما بعد، خاصة أن أحدهما وهو كفر دلهاب يحمل قصة عادية مكرره بطلها فنان محدود الموهبة وجهه فلات وصوته مونو تون حتى الآن رغم أن العمل يصنف رعباً أداءه لم يتغير منذ أن انتصف البطولة مع مصطفى شعبان في فيلم فتح عينيك، ولكنه والحق يقال حاد الذكاء يجيد الاختيار بالإضافة أن دائما عمله هو شبه الوحيد الذي يأتي خاليا من أي مشاهد مخجلة أو كلمات نابية ولا تخشى أن تشاهد أعماله مع أسرتك، بينما العمل الأخر لقصة ملتهبة مليئة بالتفاصيل بالإضافة إلى أن طاقم العمل بأكمله في مبارزة فنية وأداء مبهر، ياسر جلال ينافسه بشده محمود عبد المغنى مشاهدهم ملتهبه وتحمل العديد من التفاصيل، اختيار الفنانين واعمارهم مقصود وله دلالات ويتجلى ذلك بشده في اختيار الفنان خالد محمود لشخصية الضابط حسين الأكبر منهم سنا وأقل رتبه في إشارة متوارية للصراع بين الداخلية المؤسسة الأقدم وبين الأمن الوطني المؤسسة حديثة العهد.

كلا العملين أتاح فرصة كبيره لعدد من الوجوه الجديدة واللذين اثبتوا انفسهم، وكلا العملين مليء بالنجوم الكبار والأداء الأكثر من رائع، كلا العملين مليء بالإثاره، حتى الآن محافظين على تشويقهم، وكلاهما ليس مجرد حدوتة درامية تشاهدها ثم تغلق التلفاز وتنساها، ولكن كما قلنا أحدهم يحمل رمزية رشيقة والأخر مغرق في الإسقاط المباشر