أندرو محسن يكتب: في الحلقة السابقة (3)

في الحلقة السابقة (3):

بجانب مسلسلات التشويق التي عرضناها في الحلقة السابقة (2)، توجد مسلسلات أخرى مزجت التشويق بالحركة أو الأكشن، وهذه نظرة على أهم 3 مسلسلات أكشن حتى الآن:

ظل الرئيس

الظهور الأول لياسر جلال كبطل بعد طول انتظار، ياسر جلال موهوب، يمكن الرجوع لمسلسل “دهشة” ومشاهدة كيف يمكن أن يقف ممثل بقوة أمام يحيى الفخراني لأداء دور صعب.

فكرة متابعة فرد متقاعد من الحراسات الخاصة لم تُقدم كثيرًا في التلفزيون، متابعة هذه الشخصية بعد تقاعدها مع تعرضها للخطر مادة ثرية قد يخرج منها الكثير.

اعتمد المسلسل على إظهار تفاصيل الشخصية الرئيسية، لكنه أهمل بقية الشخصيات، وهذا أضر بالشكل العام للحلقات، بغياب ياسر جلال، لا يوجد أي شخصية لها بناء أو تفاصيل واضحة.

تفاصيل بقية الشخصيات يُلام عليها المخرج أكثر من كاتب السيناريو، إذ يقدم الشخصيات بشكل شديد النمطية، فمثلًا شخصية الزوجة منذ البداية يبدو عليها أداء أنها ستموت عاجلًا أو آجلًا، ولم تنته الحلقة قبل أن تموت بالفعل.

مشكلة إقحام المطارادات في المسلسلات الكوميدية حدثت هنا بشكل عكسي، إقحام التراجيديا بشكل أكثر من اللازم في مسلسل أكشن. إفساج نصف الحلقة الثانية تقريبًا لعرض جنازة الابن والزوجة وتركيز على ملامح ياسر جلال بالتصوير البطيء بشكل لا يتماشى مع الجو العام للمسلسل.

علا غانم، الأداء نفسه، الصوت المرتفع نفسه، المكياج الكثيف نفسه، لا جديد على الإطلاق.

 

كلبش

أمير كرارة يبتعد عن دور ابن الحارة مفتول العضلات ليلعب دور رجل شرطة يتراوح بين الإيمان بدوره كضابط، وبين التمادي في استغلال سلطاته.

عكس المسلسل السابق، يعتمد المسلسل هنا على طرح عدد من الخطوط بشكل جيد، فلا تبدأ كل الأحداث عند الضابط سليم (أمير كرارة).

أفضل هذه الخطوط هو الخاص بالممرض الفقير إبراهيم (محمد لطفي) الذي يقدم دورًا يبتعد به عن الكوميديا أو بطل الحارة، بل على العكس هنا هو مكسور ولديه شعور بالنقص.

بيتر ميمي يقدم حتى الآن أفضل أعماله، بعيدًا عن المبالغة في استخدام حركات الكاميرا الغريبة كما في “القرد بيتكلم” أو الضعف في إخراج مشاهد الحركة كما في “الأب الروحي”.

لا يمكن إغفال تأثير دور مدير التصوير الصربي إيغور سونتير، الذي أعطى صورة المسلسل جمالًا بيّنًا، يظهر في فرق الإضاءة بين الأماكن الخارجية، وإضاءة قسم الشرطة الضيق، والحارة.

أداء دياب حتى الآن لافت جدًا، خاصة بالنسبة لمطرب انتقل للتمثيل مع ملاحظة أن أدواره حتى الآن قليلة جدًا.

الحصان الأسود

حلقة أولى مميزة كتابةً وإخراجًا، المخرج وكاتب السيناريو يعرفان جيدًا تعريف “الحلقة الأولى” ويعرفان أيضًا معنى مسلسل أساسه التشويق.

يظهر في هذا المسلسل أيضًا الاهتمام الجيد بتوزيع خطوط العمل، على عدد من الشخصيات التي يتكشف الترابط بينهم تدريجيًا، ليس البطل وحده هو محور الكون.

بجانب مسلسل “30 يوم” يعد هذا المسلسل الأفضل في الإبقاء على جرعة التشويق حاضرة في كل حلقة بشكل متجدد وموزعة بين شخصيات العمل.

كما قدم صناع العمل حلقة أولى مميزة، يقدمون أيضًا نهاية حلقات جيدة إلى حد كبير، تضمن انتظار المشاهد للحلقة القادمة.

يدرك صناع العمل أيضًا أن التشويق والحركة لا يعنيان إغفال الجانب الإنساني للشخصيات، لكن توظيفه دون أن يأخذ حيزًا يحول المسلسل إلى دراما اجتماعية أو تراجيدية.

أحمد خالد موسى مخرج العمل يتميز في إخراج مشاهد الحركة والمطاردات لكنه في حاجة للاهتمام بكيفية توجيه الممثلين بشكل أفضل، ياسمين صبري وأحمد بدير لم يقدما جديدًا.

عكس محمد فراج الذي يقدم دورًا يخطف الأنظار، ويمكن بسهولة شديدة كراهية الشخصية التي يقدمها منذ أول مشاهدها، وهو المطلوب.

مشهد الحلقة السابقة:

في هذا المشهد من الحلقة الثالثة من “لا تطفئ الشمس”، يظهر على خشبة المسرح آدم (أحمد مالك) ليلقي فقرة “Stand Up Comedy”. المميز هنا هو رصد المخرج على طبيعة كل الشخصيات الرئيسية الأخرى باستخدام لقطات قريبة لردود أفعالهم على ما يشاهدونه.

 

أحمد (محمد ممدوح) يهتم برصد فعلم حبيبته بجانبه حتى أي يضحك.

 

أفنان (ريهام عبد الغفور) متحفظة ومنفصلة عن بقية أخواتها، ولهذا فهي تبتسم بالكاد بينما يقهقه من بجانبها.

 

حبيبة (مي الغيطي) تضحك وتظهر الخجل في الوقت نفسه، لأنها تحب آدم، وحتى لو لم تشاهد الحلقات السابقة ستدرك هذا.