لؤي الخطيب يكتب: عفوًا.. المستقبل ليس للديجتال ميديا‍!

ملحوظة 1: هذا المقال يمثل وجهة نظر كاتبه فقط.

ملحوظة 2: رجاء، إذا بدأت المقال أكمل قراءته للنهاية.

السوق الإعلامية بالكامل تتحدث عن ذلك المستقبل الذي يعتقد البعض أنه مشرق والبعض الآخر يتمنى أن يكون كابوسا مزعجًا وسيزول، ولكن الطرفان يتفقان أنه المستقبل، إنه الديجتال ميديا، الجميع يرفع شعار: المستقبل للديجتال ميديا.

التاريخ يؤكد أن المستقبل ليس للديجتال ميديا، أو على الأقل المستقبل القريب “تذكر الملحوظة رقم 2”.

بشكل مبدئي، من حيث الاصطلاح كلمة “ديجتال ميديا” مصطلح دارج وشائع لكنه مُخلٌ لدرجة مُرعبة، لأنه يشير إلى شيء نعيشه يوميًا في الحاضر أصلا، وليس شيئًا قادما في المستقبل، فالديجتال ميديا “اصطلاحا” هي كل ما يمكن استعراضه على الأجهزة الحديثه، من أول برنامج الوورد مرورا بالتليفزيون، والـmp3، ووصولا بالمُنتج الذي يبث عبر الانترنت، ببساطة كلمة ديجتال عكس آنلوج، وللتوضيح، هي نفس الفرق بين التليفون أبو قرص والتليفون اللاسلكي حاليا.

المصطلح الأدق هنا هو “الويب تي في”، هذا هو ما نقصده جميعًا.

أما من حيث التطبيق، فالتاريخ يقول إن أي وسيلة إعلامية لا يمكنها أن تحل محل وسيلة إعلامية أخرى إلا حينما تستطيع تقديم خدمات متكاملة للمتلقي.

في مصر، الراديو ظل محتفظًا ببريقه حتى بعد وجود التليفزيون، إلى أن استطاع التليفزيون تقديم خدمات متكاملة للمشاهد، فبات للراديو مكانة أقل مما كان عليها.

كيف يمكن لمن يعمل في الحقل الإعلامي أن يتصور أن بضع مقاطع فيديو على الإنترنت سواء كانت فيلم أو مسلسل أو برنامج مسجل يمكن أن تحل محل قناة تليفزيونية تقدم خدمات على مدار اليوم تتنوع بين الترفيه والسياسة وغيرها؟ هذا طبعا إلى جانب البرامج المباشرة والخدمات الإخبارية، وتحليل الأحداث.

وعلى ذكر الأحداث، امتلأت السوشيال ميديا يوم الهجوم على البرلمان البريطاني بالحديث عن “بث مباشر” عبر الفيسبوك قامت به قنوات مثل بي بي سي، وكيف أنه حصد ملايين المشاهدات، وأصبح ذلك دليلا على أن المستقبل فعلا لما يُطلق عليه خطأ “ديجتال ميديا”، ولم ينتبه أحد إلى أن هذه الملايين كانت في النهاية تشاهد صفحة على الانترنت لقناة تليفزيونية اسمها بي بي سي!

كل ما سبق يمكن التدليل عليه بسؤال منطقي جدًا، في دولة مثل الولايات المتحدة التي تسبقنا دهورًا تكنولوجية، هل اختفى التليفزيون؟!

ولكن هل معنى ذلك أن المستقبل فعلا ليس للمشاهدة عبر الانترنت؟

بالعكس تمامًا، المستقبل ولكنه ليس المستقبل القريب للمشاهدة عبر الانترنت، إلا أن ذلك لن يحدث إلا في اللحظة التي يستطيع فيها القائمون على الصناعة تقديم خدمات متكاملة للمتلقي عبر الانترنت، خدمات تغنيه عن التليفزيون وسنينه وأيامه..!

وصباح الفل..