ياسر أيوب يكتب : حياتو ودراما عيد الميلاد

نقلاً عن المصري اليوم

بدأ الكثيرون يتقاسمون إعداد المسرح الكروى الأفريقى انتظارا للدراما الجديدة فى مارس المقبل، حيث سيذهب قادة الكرة الأفريقية إلى أديس أبابا للمشاركة فى انتخابات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم.. وللإجابة عن هذا السؤال المهم والصعب جدا، وهل سيبقى عيسى حياتو رئيسا للكاف أربع سنوات أخرى، أم سيأتى أحمد أحمد من موريشيوس ليجلس على المقعد الأفريقى الكروى الكبير؟..

وكل من يتابع عن قرب الساحة الكروية الأفريقية سيدرك أن المسرح الحقيقى لهذه الدراما لن يكون فى أديس أبابا فى مارس المقبل.. إنما هو بعد أيام قليلة فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا ثم فى هرارى بزيمبابوى، حيث ستكون البروفة النهائية قبل العرض الرسمى يوم الانتخابات.. ففى جوهانسبرج سيلتقى إينفانتينو رئيس الفيفا على مدى يومين بكل رؤساء الاتحادات الأفريقية.. اجتماعات شكلها تقليدى ورسمى ومعتاد بينما هى فى الحقيقة تتعلق بالأصوات الأفريقية فى الانتخابات المقبلة.. البعض يؤكد أن إينفانتينو سيسعى خلال هذه الاجتماعات بشكل غير مباشر لتوجيه رؤساء الاتحادات الأفريقية للتصويت لأحمد أحمد وليس لعيسى حياتو.. وخلال الأيام القليلة الماضية..

وفى صحف جنوب أفريقيا وزيمبابوى وموريشيوس وكينيا وأوغندا التى يزورها إينفانتينو فى أول زيارة يقوم بها رئيس للفيفا للبلاد الدراما الحقيقية.. كتب وشرح كثيرون لماذا سيقوم إينفانتينو بذلك وأنه لم ينس أن عيسى حياتو لم يكن يريده رئيسا للفيفا وكان ضده فى الانتخابات الماضية منحازا للشيخ سلمان بن خليفة الذى كان يريده بلاتر خليفة له على مقعد الرئيس.. قال هؤلاء أيضا إن إينفانتينو علم بكل ما كان حياتو يقوم به حتى يخسر إينفانتينو أصوات الأفارقة.. وأن إينفانتينو أصبح يعرف جيدا من الذى كان معه ومن كان ضده فى أفريقيا، وقد جاءته فرصة تصفية الحسابات.. ولكن هناك فى المقابل من يرى أن حياتو لايزال أقوى من إينفانتينو فى الساحات الأفريقية.. وأن الأسد الكاميرونى العجوز سيخرج من هذه المعركة منتصرا حتى إن لحقته جروح كثيرة ومؤلمة.. وأن إينفانتينو مهما حاول فلن يستطيع إقناع رجال حياتو بتغيير مواقفهم وتبديل أصواتهم.. خاصة أن هؤلاء الرجال ارتبط مصيرهم ببقاء حياتو رئيسا ورحيله عن الكاف سيعنى رحيل كل هؤلاء أو كشف فساد الكثيرين منهم.. وتبقى هناك دراما خاصة برجل الأعمال فيليب شيانجوا.. رئيس اتحاد الكرة فى زيمبابوى ورئيس الكوسافا أو اتحاد الاتحادات الكروية جنوب القارة..

فهذا الرجل يعادى حياتو ويؤكد اقتراب نهايته.. بل خرج شيانجوا منذ يومين ينصح حياتو علنا بالانسحاب من هذه الانتخابات ليبقى محتفظا بكرامته ومكانته الأفريقية ويرحل فى هدوء لينعم بكل مكاسبه التى حققها طيلة فترة رئاسته للكاف.. وسيحتفل شيانجوا فى هرارى بعيد ميلاده فى حفل ضخم سيحضره رؤساء الاتحادات الأفريقية المؤيدون لأحمد والرافضون لاستمرار حياتو.. وسيحضر إينفانتينو شخصيا هذا الاحتفال، ما أثار غضب حياتو وانتقاده أيضا وسخريته من حرص رئيس الفيفا على السفر إلى زيمبابوى من أجل حضور عيد ميلاد.. وسيكون عيد الميلاد هذا هو كلمة السر فى رحيل حياتو أو بقائه رئيسا للكاف.