إخاء شعراوي: هل يحتقر الرئيس ماسبيرو !

انتظر الكثير من أبناء ماسبيرو عاملين وقيادات اقتناص أي فرصة لظهور الرئيس عبدالفتاح السيسي على شاشة التليفزيون المصري ، إلا أنه منذ إعلانه الترشح للانتخابات الرئاسية ثم فوزه وتوليه الرئاسة لم يقم بزيارة واحدة لماسبيرو ، ولم يختص الرئيس التليفزيون الرسمي للدولة بلقاء حصري خاص يمكن من خلاله أن يعيد للشعب ثقته فى التليفزيون المصري.
ولمن لا يعرف حقيقة الأمور فعليه أن يسأل بعض قيادات ماسبيرو عن السبب في تجاهل الرئيس للتليفزيون المصري طيلة هذه الفترة ، فهم يعرفون جيدا الأسباب ولكن يرفضوا الإجابة على هذا السؤال لأنهم جزء أساسي من المشكلة ، نعم قيادات ماسبيرو جزء من المشكلة ، بل هم المشكلة نفسها.
أكتب هذا المقال وأنا أمتلك الكثير من المعلومات المؤكدة من مصادر لها ثقل كبير فى هذا الشأن ، لا يمكنني الإفصاح عن أسمائهم حفاظا على ما يربطني بهم من علاقة محترمة تجبرني على الحفاظ عليهم وعدم توريطهم فى شئ ، بالفعل الرئيس غاضب من ماسبيرو ، غاضب من أدائه الباهت وبرامجه السطحية وموضوعاته التافهه ، بالفعل رفض الرئيس دخول ماسبيرو أكثر من مره برغم تلقيه عدة عروض من قيادات ماسبيرو بصورة مباشرة أو غير مباشرة ، وتحديدا عن طريق وسطاء على علاقة قوية بمؤسسة الرئاسة وسكرتارية الرئيس ومستشاريه ، إلا إنه دائما يرفض الظهور بسبب إحساسه بفشل ماسبيرو.
كنت أنوى أن أذكر وقائع بالأسماء تؤكد ما أقوله عن غضب الرئيس على ماسبيرو وقياداته إلا أنى تراجعت عن ذكر الوقائع والأسماء حفاظا على مساحة الثقة بيننا ، ولذلك أردت أن أكتب بشكل عام حتى ندق أجراس الخطر في ماسبيرو ، وليعلم الجميع من أبناء المبنى أنهم مقصرون في حق أنفسهم قبل تقصيرهم في حق الشعب والدولة.
الأمر أصبح في منتهى الخطورة في ظل غياب كامل لقيادات ماسبيرو وتجاهلهم لما يدور فى الكواليس ، لم يبالى أحدا منهم بما يحاك للإعلام الرسمي من قبل رجال الأعمال ورئيس الوزراء وغيرهم ، بل ظل قيادات ماسبيرو فى تناحر دائم فيما بينهم للحفاظ على كراسيهم متناسين أن ورائهم ما هو أهم وأبقى ، نعم التليفزيون المصري هو الأهم والأبقى ، عليكم مراعاة ضمائركم والعمل على إصلاحه بدلا من التصريحات الوهمية ، أصبحت الأمور لا تحتمل مجرد كلام فقط وصراعات على المناصب ، على قيادات ماسبيرو ومعهم العاملين أن يشرعوا فى تنفيذ خطة تطوير حقيقية للتليفزيون المصري بكامل قطاعاته ، وإلا فلا تبكون على اللبن المسكوب ، ولأنى أمتلك الكثير من الكواليس أؤكد لكم أن فشل ماسبيرو فى الخروج من كبوته الطويلة يعرضكم جميعا للخطر.
ظلت القيادات الحالية لفترة طويلة تخشى اتخاذ أي إجراءات للتطوير والإصلاح بسبب تأخر تعيناتهم رسميا ، ولكن الأن اختلف الأمر فجميعهم تم تثبيته على درجته الوظيفية وحدثت حالة من الارتياح بعد أن اطمئنوا على أنفسهم ، فمتى يطمئن الشعب على تليفزيون بلده الرسمي ! ، ومتى تطمئن الدولة وتعيد الثقة في الإعلام الرسمي لها !
أخيرا .. أود من قيادات ماسبيرو ألا يحدثونا عن أي تطوير وإلا بعد التأكد من قدرتهم على تنفيذه ، خاصة أن وعودكم السابقة لم تنفذ حتى الأن ، جميعكم فشل في استعادة ثقة الشعب والدولة ، حتى وصلت الأمور ليصبح الرئيس نفسه يحتقر ماسبيرو.