أحمد فتح الله يكتب : زيادة أسعار الصحف.. فرصة لتقديم إعلام إلكتروني مهني؟

أعلنت صحيفة الشروق اليومية عن زيادة سعر العدد منها ليصل إلى 3 جنيهات، خبر صادم للكثيرين من قراء الشروق، لكن الصحيفة ليست الوحيدة التي قامت بزيادة سعرها، فتقريباً كل الصحف المصرية اتخذت ذلك القرار الصعب بسبب ارتفاع أسعار الورق والطباعة، وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها المصريين مؤخراً خصوصا بعد قرار تعويم الجنيه فأن توقف الصحف المطبوعة عن الصدور أصبح وارد جداً.. وبالتأكيد سيهرب ملايين المصريين إلى العالم الافتراضي، فالناس لم تعد قادرة على شراء صحف وتعتبر أن الأولوية للسلع الغذائية التي ارتفعت أسعارها أيضاً إلى أكثر من الضعف.

منذ فترة أرسلت مؤسسة الأهرام القومية خطابا لكل الصحف التي يتم طباعتها بمطابع المؤسسة العريقة، تؤكد لهم زيادة تكاليف الطباعة بنسبة كبيرة، بعض الصحف قررت زيادة الأسعار، والبعض الأخر قلل من عدد الصفحات بصفة عامة والصفحات الملونة بصفة خاصة، ومؤخراً حين تقف أمام أي بائع جرائد ستكتشف أن أغلب الصحف والمجلات زاد سعرها بشكل واضح، أو قل حجمها بشكل غريب! وإذا كانت مبيعات الصحف المطبوعة قد قلت في السنوات الأخيرة بشكل واضح فأنه بالتأكيد ستقل المبيعات أكثر بكثير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها كل الناس تقريباً. ولكن ما هو البديل بالنسبة للجمهور المصري؟ طبعاً البديل هو الصحف الإلكترونية، فهي مجانية، ومتاحة في أي وقت، وكل المصريين تقريباً يمتلكون هواتف محمولة ذكية، والأغلبية تمتلك انترنت على تلك الهواتف، لكن هل ستستغل الصحف الإلكترونية زيادة جمهورها الفترة القادمة وتقدم للهاربون من الصحف المطبوعة إعلام مهني ومحترم بعيداً عن النفاق والخداع وتقديم أخبار لم يتم التحقق منها؟ أتمنى أن يحدث ذلك.. فإذا كانت زيادة الأسعار هي القشة التي قسمت ظهر الصحافة المصرية فأن صحافة الترافيك من الممكن ان تقسم ظهر الصحف الإلكترونية في السنوات القادمة.. فالناس لن تتحمل كثيراً من يخدعهم ويقدم لهم صحافة مضروبة. ولا يجب أن يفرح من يجلب الناس بتقديم أخبار مزيفة، فستصبح هذه هي سمعته في السنوات القادمة.

أتصور أن هروب الناس من غلاء أسعار الصحف يجب أن يقابله احترافية ومهنية من المواقع المصرية حتى تستطيع أن تنافس مواقع إقليمية تنفق عليها بلاد غنية بسبب بترولها وهدفها الوحيد هو التحكم في عقول العرب بهدف الترويج لمشاريع سياسية ودينية غريبة ومتخلفة عن ثقافتنا المصرية. في المقابل أتمنى من كل الزملاء الصحفيين في المواقع الالكترونية التسلح بسلاح التدريب وحضور ورش عمل بشكل مستمر لتنمية مهاراتهم وحتى يستطيعوا النجاح والتفوق في عالم الصحافة الإلكترونية الفترة القادمة والتي سيكون البقاء فيها للأفضل وليس لمن يقدم للناس أكاذيب تحت مسمى صحافة.