لؤي الخطيب : في الدفاع الجوي .. العد حتى مئة كان كافيًا!

قبل أن تقرأ، دعني اضع قاعدة، كاتب هذا المقال يعتقد يقينًا أن مصر في حالة حرب مع جماعة لا تمتلك ذرة من أخلاق، وأن السطور القادمة هي اضاءات على جوانب –من وجهة نظري- يجب على كل من تُتاح له الفرصة تسليط الضوء عليها أن يفعل، حرصًا على وطن عانى كل أشكال المُعاناة، فتلك أمانة القلم.

لؤي الخطيب
لؤي الخطيب

في أي بلد من بلاد الدنيا، وخاصتًا في وطن أدمته لجراح، لا يصح أن يمر حادث سقوط أكثر من عشرين قتيلًا أمام أستاد لكرة القدم مرور الكرام، الأمر لا يقتصر على كونها دماء سقطت –رغم فداحة ذلك في حد ذاته- ولكن الأمر الذي أثار غضب الكثيرين هو أن إمكانية تجنب سقوط هذه الدماء كانت مُتاحة لو أننا فقط لدينا إمكانية العد إلى مئة قبل اتخاذ القرارات!
نعم، العد حتى مئة كان كفيلًا بأن نتجنب السؤال عن تلك الخطة الأمنية “العبقرية”، “الجُهنمية”، والتي حين حدث فيها ما هو مُتوقع اسفرت عن سقوط هذا العدد من القتلى، والحديث عن ما هو مُتوقع في حد ذاته يُثير الكثير من الاشمئزاز لأن ما هو متوقع لا يتعلق فقط بجماعة إرهابية تتربص بالدولة وأجهزتها وهي جماعة الإخوان، ولكنها كذلك تتعلق بشغب ملاعب له تاريخ حتى قبل ثورة يناير.

 
نعم، العد حتى مئة كان كفيلًا بأن نتجنب السؤال عن الداعي وراء إقامة المُباراة إن لم تكن هناك خطة أمنية أو إنك بها كمًا كبيرًا من الثغرات التي تُنذر بحدوث مُشكلة ما؟ لماذا الإصرار على إقامة المُباراة على الرغم من أن ذلك يسبق ساعات من زيارة الرئيس الروسي، وأيامًا من مؤتمر مارس المُرتقب والذي يسعى المُخربون لإفشاله بكل الطرق، ومع الأسف تُتاح لهم الفرص!
أتساءل كذلك عن السبب وراء اختيار ستاد الدفاع الجوي حيث المساحات الفارغة الكبيرة حوله، والتي تكون مسرحًا مُهيئًا لحدوث الاشتباكات وضعف السيطرة الأمنية؟!! هل من إجابة؟

 
أتساءل كذلك عن السبب المنطقي الذي يدفع إلى التمسك بوزير الداخلية رغم حالات الفشل المُتكررة منذ 30 يونيو وحتى الآن؟ المواقف الوطنية لا تعني بالضرورة ان يتم الاحتفاظ بمن لا يُناسب الظروف الحالية، وكذلك اعفائه من المسئولية لا يعني انكار مواقفه الوطنية خاصتًا في 30 يونيو، متى تنتهى الشخصنة من حياتنا؟!

 
أتساءل عن تلك البديهيات التي تحدثت عنها وتحدث عنها غيري، لماذا لم ينتبه لها مُتخذي القرارات، أم ان هناك من يُضللهم، وإن كان كذلك، فهو يدفعنا إلى الحديث مرة أخرى عن اختراق أجهزة الدولة وعن الإجراءات التي يتم اتخاذها لتطهير تلك الأجهزة!!
لن اتحدث عن من بدأ افتعال المُشكلة على الأرض، فكل طرف سيُحمل الآخر المسئولية “كالعادة” ولكنني قررت أن أنظر إلى المشهد بطريقة “الزوم أوت”، أن أرى المشهد كُلية وان أوجه الأسئلة لمن لي الحق أن أوجهها لهم، فأجهزة الدولة هي المنوط بها الإجابة عن تلك الأسئلة وغيرها.

 
العد إلى مئة كان بإمكانه أن يُجنبنا الكثير، وأظن أن أي مسئول سيتخذ قرار قبل العد إلى مئة سيتسبب في كوارث أكثر وأكثر، في الوقت الذي بالكاد نستطيع فيه تضميد جراحٍ سابقة.

 
سيدي الرئيس، أنا احد من انتخبوك، ومسئوليتك أن تختار حولك من يُعينونا على الحركة للأمام، عانينا وعانيت، وقلنا وقلت أن هناك من يجلسون في إمكانهم وهم ليسوا على قدر المسئولية، والآن جاء دورك لتتخذ إجراءات حاسمة تُنقذ البلد، انت قلت محتاجين نقفز، بالعقلية دي، بالكتير اوي هنقفز في حفرة ياريس!

 
رحم الله كل من انضم إلى القائمة في هذا الحادث، قائمة من يموتون ولا يدري أحدنا لماذا يموتون، وبأي ذنب قُتلوا!

اقرأ أيضًا:

6 تفسيرات “إعلامية” لمجزرة الدفاع الجوي

بيان الداخلية حول ضحايا التراس الزمالك

تضارب الانباء حول ضحايا الالتراس في مباراة الزمالك وإنبي

الرئاسة تطلب إخلاء ستاد الأهلي غدًا

لؤي الخطيب : حتى لا نخسر تياترو مصر

لؤي الخطيب: الدبة اللي قتلت صاحبها

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على الفيس بوك من هنا