محمد عبد الرحمن: الـ«Boss».. صُنع في مصر

عندما يختلط الأمر على المشاهد ولا يعرف ما إذا كان البرنامج تم تصويره فى مصر أو خارجها، فهذه دلالة واضحة على أن أزمتنا دائما تكمن فى الإمكانات، أحدث نموذج على ما سبق برنامج الـ«Boss» لإبراهيم عيسى الذى بدأت قناة «إم بى سى مصر» فى عرض حلقات موسمه الأول قبل شهر تقريبا، بعد عام كامل من عرضه الحلقات نفسها «مشفرة» على شبكة «OSN».

البرنامج يتم تصويره فى قاعة المؤتمرات بالقرية الذكية، من إخراج محمد جمعة، ويرأس ورشة الكتابة إياد صالح، بجانب فريق الإعداد الكبير، ومعظمهم تعامل مع عيسى فى برامج عدة من قبل، لماذا شعر الجمهور إذن بالاختلاف لدرجة عدم تصديق أن البرنامج مصنوع كاملا بأيدٍ مصرية؟ لأن جهات الإنتاج تراعى بشدة توفير كل العناصر الجمالية التى باتت عالمية بالمناسبة، فلم يعد هناك مجال لادعاء عدم القدرة على الاستعانة بأحدث الكاميرات وأجهزة الإضاءة والمونتاج واختيار المكان المناسب لمضمون البرنامج، بدعوى تقليل النفقات وأننا مش فى هوليوود ، يضاف إلى ما سبق طبعا مضمون البرنامج الذى يُشرك الجمهور لأول مرة فى كواليس صناعة البرامج التليفزيونية، وتحديدا الاستقصائية، منها التى تنطلق من اجتماع تحرير بين رئيس القناة أو رئيس فريق العمل وهو عيسى مع فريق المراسلين، لاختيار الفكرة، ثم التحرك لتنفيذها، ويأتى لاحقا دور الضيف الذى يشارك بفاعلية فى الحلقة، ولا تنفصل فقرته عضويا عن باقى التفاصيل كما يحدث فى برامج أخرى مشابهة.

هنا أنت أمام برنامج ينافس من حيث الإمكانات، ويجعلك على قناعة أن أزمة تصوير البرامج المصرية فى دبى وبيروت وراءها غياب الرغبة لدى كثيرين فى التطوير والاعتماد مباشرة على المستورد، خصوصا لو كانت هناك عمولات يتم تحصيلها، لأننا أعطينا برامجنا لغير المصريين ينفذونها على أرضهم، وأيضا أمام برنامج يوفر مضمونا قادرا على الصمود لسنوات طويلة بالمقارنة بالبرامج اليومية، كما أنه يوثّق الحالة التى وصلت إليها القضية محل النقاش وقت عرض الحلقة بشكل يُسهل فتح الملف مرة أخرى مستقبلا حيث انتهت حلقة الـ Boss .

نقلًا عن “التحرير”

يمكنكم متابعة الكاتب على تويتر من هنا 

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا