ياسر أيوب يكتب: ترامب وهيلاري وأحمد شوبير

نقلاً عن المصري اليوم

انشغلت قنواتنا التليفزيونية طيلة اول امس بانتخابات الرئاسة الامريكية. ألغت هذه القنوات برامجها المعتادة وغيرت شكل وطبيعة إرسالها لتتفرغ لمتابعة الإنتخابات الامريكية لحظة بلحظة ومن كل ولاية أمريكية.

وإذا كان ممكنا فهم وقبول أن تقوم قنوات إخبارية خالصة بذلك إلا أنه كان سلوكا غريبا وفكرا أكثر غرابة أن تحرص قنوات مصرية عامة وعادية على هذا التفرغ التام لمتابعة تطورات الإنتخابات ووقائعها بشكل لم تعرفه او تحرص عليه قنوات أمريكية كثيرة.

ويبدو أن البحث عن الوجاهة الإعلامية كان الدافع الأول والحقيقى لهذا السلوك أو ربما كان السبب هو خطأ فى حسابات الذين تخيلوا مصر مجرد ولاية أمريكية يشارك أهلها فى تلك الإنتخابات. وأعرف بالتأكيد أن الإنتخابات الرئاسية الأمريكية من أهم وأخطر أحداث العالم وتستحق بالفعل الإهتمام والإنشغال لكن ليس إلى هذا الحد.

فقد كان من الممكن أن تخرج كل قناة للناس بمختلف برامجها العادية طيلة اليوم وكلما كان هناك خبر جديد حقيقى ومؤكد يتم إعلانه للمشاهدين دون اضطرار لكلام كثير وطويل ومكرر وتحاليل لم تكن كلها صحيحة وسليمة وواقعية. كما أنه لا أحد يملك بعد تفسيرا لهذه الظاهرة المصرية الممثلة فى انه طالما كان الحدث يخص انتخابات سياسية فلابد من الجلوس الطويل على مقاعد وثيرة وتبديل وتغيير الخبراء والمحللين طول الوقت ايفتش المذيع أو المذيعة فى عقولهم عما يريده هو ربما أكثر من البحث عن الحقيقة.

وعلى سبيل المثال .. قررت قناة صدى البلد إيقاف كل برامجها العادية حتى تتفرغ شاشتها متابعة انتخابات الرئاسة الامريكية. ولست أظن أن صدى البلد كانت مطالبة بذلك تماما مثل بقية القنوات المصرية الاخرى. ولم تكن صدى البلد مضطرة أيضا لإلغاء برنامج احمد شوبير فى يوم الإنتخابات الرئاسية الأمريكية.

فقد كان من الممكن أن يستمر برنامج شوبير وتتغير قضية البرنامج يومها من اتحاد الكرة ومباراة مصر وغانا ليدور الحديث كله عن دور الرياضة ومساحتها وتأثيرها فى مسار انتخابات الرئاسة الأمريكية.

فمنذ اليوم الأول لتلك الإنتخابات ومنذ المناظرة الأولى بين دونالد ترامب وهيلارى كلينتون والرياضة ظاهرة وحاضرة. فغيرالتفتيش عن الرياضة داخل فكر وحياة ورؤى ترامب وهيلارى .. انقسم الرياضيون فى تأييدهم سواء لترامب أو هيلارى .. فنجوم كرة السلة ليبرون جيمس وكريم عبد الجبار وماجيك جونسون تأييدهم لهيلارى ومعهم مارتينا نافراتيلوفا وهوب سولو حارسة مرمى المنتخب الأمريكى لكرة القدم .

وأيد ترامب مايك تايسون ونجوم الجولف مثل جون ديلى وجاك نيكولاس .. ولا تكفى المساحة هنا لذكر أسماء الذين أيدوا أو عارضوا وماذا كانت دوافعهم لذلك ووجهات نظرهم .. وحكايات رياضية أخرى كثيرة كان من الممكن أن يناقشها برنامج رياضى فى نفس يوم متابعة انتخابات الرئاسة الأمريكية .. فالرياضيون لم يكونوا ممنوعين من إبداء مواقفهم وأرائهم السياسية .. والرياضة لم تكن غائبة عن الدعاية السياسية المشتعلة .. بل إنها كانت أحد عوامل فوز ترامب بالمقعد الأكبر والأقوى والأشهر فى العالم كله .. ويصبح لدينا رئيس أمريكى جديد يعشق الجولف وكرة القدم الإنجليزية والملاكمة