قصة مصري من عامل نظافة إلى صاحب سلسلة مطاعم في النمسا

روى رجل الأعمال المصري أحمد سليمان الصادي، قصة كفاحه التي انطلقت من قريته، عندمًا كان شابًا، حيث سعى للسفر إلى الخارج للبحث عن فرصة عمل، فبدأت رحلته إلى الأردن، تاركًا المخاوف التي سمعها من قبل أسرته عن الغربة، واضعًا حلمه نُصب أعينه يسعى لتحقيقه، لكنه فور وصوله إلى العاصمة الأردنية، بدأت رحلة التعب، ومعاناة النفس من الغربة.

أضاف “الصادي”، خلال حواره مع الإعلامي أحمد فايق، والمُذاع على فضائية “النهار اليوم”، أنه لم يستقر كثيرًا في الأردن، حتى سافر إلى العاصمة اللبنانية، في ثمانينيات القرن الماضي، بواسطة أحد أقاربه، وبدأ يعمل في فندق “جرين بيتش” عامل نظافة، حتى أصبح مدير العمال، لكن بعد مرور عام من تاريخه، سافر إلى برلين، بسبب حدة الأحداث التي خلفتها الحرب الأهلية اللبنانية.

تابع أنه بدأ يبحث عن وظيفة، في برلين، حتى عمل “صانع بيتزا” في أحد المطاعم، لمدة ست سنوات، حيث كانت تلك الوظيفة بمثابة رحلة الانطلاق لمشوار النجاح، موضحًا أن الشخص الذي يعيش في دولة ما، عليه أن يحترم قوانينها وعاداتها وتقاليدها والاندماج مع شعبها، مشيرًا إلى أنه مع مرور الوقت بدأ يكتسب الخبرة، وبات يُدرب الناس على صناعة “البيتزا”، بعدما اتفق مع صاحب المطعم على أن يقوم بتدريب الأشخاص مقابل العمل في المطعم بلا أجر.

أوضح “الصادي” أنه أسس أول مشروع تجاري خاص به، في بداية التسعينيات، حيث فتح مطعم لـ”البيتزا”، في مدينة ملاهي أوربية، حتى تطور المشروع، وشهد ازدهارًا كبيرًا، وتم إنشاء عدد من المطاعم في النمسا، لكنه تفاجئ بأن العرب المقيمين في أوروبا لا يساعدون بعضهم البعض، على عكس الأتراك، مشيرًا إلى أنه حال فتح مطعم في أوروبا، يجب توفير طعام صحي، والحفاظ على صلاحيته، ونظافة المكان، والتعاقد مع عمال أصحاء.

قال إن نسبة الضرائب التي يدفعها تصل إلى 50% شهريًا، بالإضافة إلى أن العمال يدفعون 48% من رواتبهم للضرائب، لافتًا إلى أن القانون في أوروبا لا يسمح إلا بتوفير سيارات لموظفي توصيل الطلبات إلى المنازل، من أجل الحفاظ على سلامتهم، حيث أن المطعم يتعهد بإعداد الطعام للعميل في مدة أقصاها نصف ساعة.

أشار أحمد الصادي، إلى أن المطعم يوفر وظائف لعدد قليل جدًا، على عكس المطاعم المصرية، التي يعمل بها أكثر من 40 عاملًا، وهذا يرجع إلى سوء التنظيم وغياب الضمير، موضحًا أنه يعتزم فتح سلسلة مطاعم ذات طراز عالمي في مصر.