نهى عاشور تكتب: السؤال الصعب لكل أم

ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﺻﺪﻳﻘتي ﻓﺠﺄﺓ ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺍﻷﻏﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺯﻭﺟﻚ ﺃﻡ ﻃﻔﻠﻚ؟ .. للحظة ارتبكت وﻟﻢ ﺍﺳﺘﻄﻊ ﺍﻟﺮﺩ، اكتفيت بالقول:” ﻣﻌﺮﻓﺶ ..لكن ﺩﻩ ﺳﺆﺍﻝ ﺻﻌﺐ “.. في وقتها لم ﺃﻋﺮﻑ لما خفت ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ.. ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ السبب ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ.

ﺃﻧﻬﻴﺖ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺘﻮﻗﻔﺔ ﻋﻨﺪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ” ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﻏﻠﻲ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺯﻭﺟﻚ ﺃﻡ ﺍﺑﻨﻚ؟.

عندما خلوت إلى نفسي حاولت أن اتجنب ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ.. بدأت في إشغال نفسي بصفحتي ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍلفيس بوك، ﺣﺎﻭﻟﺖ أن ﺃﻧﺎﻡ فطاﺭ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻣﻦ ﻋﻴﻨﻲ وﺍﺳﺘﻘﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﻋﻴﻮﻥ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻃﻔﻠﻲ.

ﻓﻜﺮﺕ ﻓﻲ ﺍلسؤال ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ، ﻧﻈﺮﺕ ﻟﻮﺟﻪ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻟﺪﻗﺎﺋﻖ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻟﻢ ﺃﺻﻞ ﺇلى ﺃﺟﺎﺑﺔ.

ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺍﻟﺘﻬﺮﺏ ﻣﺮﺓ أخرى، ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ بطريقة مختلفة عكسية: ﻫﻞ ﺧﻄﺮ ﻓﻲ ﺑﺎﻟﻲ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ؟.. ﻫﻞ ﻭﺿﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻃﻔﻠﻪ؟

أظن ﺃﻥ ﻏﺮﻳﺰﺓ ﺍﻷﻣﻮﻣﺔ ﺍﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﻣﺜﻴﻠﺘﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺑﺎﺀ.. ﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻡ ﻳﺴﺘﺴﻠﻤﻮﺍ ﻟﻼﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﻻ ﻳﺸﻐﻠﻮﻥ ﺑﺎﻟﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ.

قبل إنجابي كانت صديقاتي من الأمهات القدامي، يهمسون في أذني بأن علي الانتباه جيدا، لأن بعض الأزواج، قد يشعرون بغيرة، حسب كلام صديقتي أم لطفلين، تأتي الغيرة من اهتمام الأم الزائد بطفلها ويقل بالتبعية اهتمامها بزوجها.

ظلت هذه الجملة أيضا تتردد داخلي حتي اليوم، لكني أكتشفت مع الممارسة العملية أنني انا من أصيب بغيرة شديدة، بعد أن أري طفلي يزحف مسرعا وابتسامته تنطلق بصوت عالي تجاه والده لحظة رجوعه من عمله، وعندما بدأ بالنطق أولا “بابا”.

ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﻛﺪﺗﻪ ﻟﻨﻔﺴﻲ ﺃﻥ ﺭﻭﺣﻲ ﻓﻲ ﻃﻔﻠﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ، ﻭﺯﻭﺟﻲ ﻫﻮ ﺭﻭﺣﻲ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻲ ﻛﺈﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ.

ﺑﺤﺜﺖ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺼﺎﻣﺖ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ، ﻭﺟﺪﺗﻨﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻲ ﺍﻹﻃﻼﻕ، ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺟﺴﺪﻱ ﺃﺻﺒﺤﺎ ﻣﻠﻜﺎ ﻟﺸﺨﺼﻴﻦ ﺃﺧﺮﻳﻴﻦ، ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺎ ﺍﻻﺛﻨﻴﻦ ﻫﻤﺎ ﺃﻏﻠﻲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻲ.

ﻋﻴﻨﺎﻱ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﺮﻱ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻬﻴﻬﻤﺎ ﺣﺘﻲ ﻟﻮ ﺃﺑﺼﺮﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻛﻠﻬﻢ، ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻮجوه ﺇﻟﻲ ﻣﻼﻣﺤﻬﻤﺎ.

ﻻ ﺍﺳﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﻏﻴﺮ ضحكة ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺟﻤﻠﻪ ﻭﺗﻌﺒﻴﺮﺍﺗﻪ اﻟﺘﻲ ﺍﺻﺒﺤﺖ ﻫﻲ ﺟﻤﻠﻲ ﻭﻛﻠﻤﺎﺗﻲ، ﻭﻻ ﺻﻮﺕ ﻳﻌﻠﻮ ﻓﻮﻕ ﺻﻮﺕ ” ﺯﻥ ” ﺍﺑﻨﻲ، ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﻟﻠﻨﻄﻖ “ﺑﺎﺑﺎ ،” ” ﻣﺎﺑﺎ ،” ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﻨﻪ ﻹﺭﺿﺎﺋﻲ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺻﺎﺭ ﻳﻘﻮﻝ ” ﺑﺎﺑﺎ ” ﺻﺮﻳﺤﺔ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻳﻘﻮﻝ ” ﻣﺎﻣﺎ ” ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺭﻭﺣﻲ ﺗﻘﺎﺳﻤﺎﻫﺎ ﻣﻌﺎ ، ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻧﺎ ﺍﻋﻴﺶ ﻋﻠﻲ ﺃﻧﻔﺎﺱ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ.

ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﺻﻐﻴﺮﻱ قد ﺑﺪﺃ ﻓﻲ “ﺍﻟﻨﻬﻨﻬﺔ” ﺩﻟﻴﻼ تمهيديا ﻋﻠﻲ ﻗﺮﺏ ﺍﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻪ ﺍﻭ ﻗﻠﻘﻪ ﻟﻴﻼ ﻟﻠﺮﺿﺎﻋﺔ، ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃن ﺍﻧﺘﺒﻪ ﻭﻟﻮ ﻗﻠﻴﻼ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻏﻠﺒﻨﻲ ﺍﻟﻨﻮﻡ، لأقوم بﻭﺍﺟﺒﻲ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ، ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺑﻤﺎ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﺣﺘﻲ ﻃﻠﻮﻉ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺍﻭ ﻳﻔﻌﻠﻬﺎ ﺭﺿﻴﻌﻲ ﻭﻳﻮﻗﻈﻨﻲ ﺣﺘﻲ ﻣﻮﻋﺪ ﺫﻫﺎﺏ ﺯﻭﺟﻲ ﻟﻠﻌﻤﻞ