أحمد فرغلي رضوان يكتب: تحت الترابيزة .. يا عزيزي كلنا فاسدون !

عندما تستمع إلى جملة (تحت الترابيزة) يتبادر إلي ذهنك سريعا مواقف كثيرة في المؤسسات الحكومية التي تتعامل معها حيث تضطر لتقديم رشاوى لموظفيها لإنجاز مهامك سريعا فيما يطلق عليه مصطلح (تحت الترابيزة) وهو ما أتخذه الفيلم للإعلان عن محتواه والذي يتحدث عن الفساد الذي يقوم به فئة من المحامين والذين يمثلهم في الفيلم محمد سعد وحسن حسني.
الفيلم يُغرق الجميع في الفساد من خلال المحامي عاصم السنجاري ( محمد سعد) والذي يقول في بداية الأحداث أنه مسؤول عن (الجزء الشمال ) داخل مكتب المحامي الكبير (حسن حسني) والذي يستطيع فعل كل شيء تبديل أحراز المتهمين أو إخفاء تسجيلاتهم الصوتية داخل النيابة بما في ذلك قضايا رجال الدولة من وزراء ورجال أعمال!
بدأ محمد سعد الفيلم على غير عادته بشخصية طبيعية للمحامي الذي يجسده في العمل ولكن الأمر لم يستمر طويلا فوضع في السيناريو حادثا (ساذجا) كمبرر لإستكمال الفيلم بكاركتر جديد شبيه لأعماله السابقة وهو (حنكو) المعاق في النطق! وكنت أتمنى أن يستمر لنهاية الأحداث بالشخصية الطبيعية للمحامي عاصم السنجاري ولديه القدرة لإضحاك الجمهور من خلال مواقفها بعيدا عن كاركتراته المعاقة !
يتبادر لذهنك هنا سؤال هل لازالت الكاركترات هذه مفيدة (جماهيريا) لمحمد سعد ؟
بالطبع لا ..لأنها أستنفذت غرضها الجماهيري منذ سنوات ولكن يبدو لي الفنان محمد سعد أسيرا لفكرة الكاركتر (المعاق) وبأنه هو مفتاح النجاح الجماهيري والإيردات منذ شخصيته التاريخية الليمبي ! ولا يشعر أن هذه الفكرة فقدت بريقها الفني لدى الجمهور منذ سنوات عندما تراجعت إيراداته بشدة عكس معظم نجوم الشباك في جيله وبدأ جمهوره يغيب عن صالات عرض أفلامه بعد أن أحتل صدارة شباك التذاكر لنحو أربع سنوات وأصبح يعاني بشدة من تلك الازمة في أعماله الأخيرة وتحديدا منذ (بوشكاش) وأصبح يظهر في المراكز الأخيرة للإيرادات ولكن كل ذلك يبدو غير كافي لإقناعه بضرورة التخلي عن فكره الأثير في صناعة افلامه كما يريد هو دائما دون إعطاء المساحة الكافية لباقي صناع العمل ! والأمر يبدو صعبا الأن لإعادة جمهوره لشباك التذاكر مرة أخرى .
هل يواجه تحت الترابيزة مصير الأفوكاتو!؟
الفيلم يظهر شخصية المحامي بشكل (فاسد) من بداية الأحداث وحتى نهايتها يلعب بالجميع حتى بالقضاء فوق المنصة ويخدعهم ليحقق ما يريده! وتنتهي الأحدث بصفقة جديدة للفساد ! الذي ينتصر في العمل على الجميع، وأن تشاهد العمل تجد هناك (تماس) بين عاصم السنجاري وشخصية حسن سبانخ الشهيرة لعادل إمام (الأفوكاتو) واستخدام الحيل والفساد لفعل أي شيء!
السيناريو غير مشوق على الإطلاق وتتوقع أحداثه بسهولة ويسر ودون مجهود وترك لمحمد سعد مساحته ليحاول إضحاك الجمهور من خلال شخصية (حنكو) المعاق و المتلعثم في النطق والتي دائما ما يكررها الفنان محمد سعد في أعماله باشكال مختلفة، رغم أن العمل في المجمل أفضل من أعمال محمد سعد السينمائية الأخيرة إلا إنه كان لديه فرصة للظهور بشكل فني مغاير لو استكمله بالشخصية الطبيعية لعاصم السنجاري ! ولكن لا أعرف هل هو خوفه وقلقه من الجمهور ! والذي بدأ يعزف عنه ؟ أم أسباب أخرى لا نعلمها تجعله يتمسك بنفس الإسلوب الفني في جميع أعماله دون كلل وملل رغم موهبته التمثيلية الكبيرة .
الفيلم أضر به جماهيريا (التريللر) الذي جاء غير واضحا ولم يجذب الجمهور مما جعله يتراجع بشدة في بداية موسم العيد والفيلم به مشاهد كثيرة ممكن صناعة تريللر أكثر جاذبية للجمهور كذلك يبدو التعجل في إنجاز العمل وطرحه (سمة) جميع الأعمال هذا الموسم فتجد مثلا أخطاء المونتاج واضحة في أحد المشاهد للجميع !
منة فضالي نجومية السينما بعيدة عنها بشكل كبير ولا تملك مقوماتها هي نموذج للبطلة الثانية ومعها أيضا نرمين الفقي والتي بدت أكثر جاذبية .
المخرج سميح النقاش في ثاني تجاربه السينمائية بعد مقلب حرامية (2009) حاول صناعة فيلم متماسك دراميا في حدود المتاح له !وبالتأكيد لو البطولة مختلفة كانت بصماته ستكون أكثر وضوحا على العمل.