أحمد فرغلي رضوان يكتب: علشان خارجين.. عندما تصنع كوميديا (سيئة) من الأرشيف !

الصدفة قادتني للبدء في مشاهدة أفلام موسم عيد الأضحي بفيلمين في نفس اليوم لم أجد غيرهما في دار العرض تم طرحهما مبكرا قبل العيد بيومين وهما (تحت الترابيزة) لمحمد سعد و ( علشان خارجين ) لحسن الرداد وايمي سمير غانم والذي سأكتب عنه في البداية لأنه كان أكثر استفزازا لي من فيلم تحت الترابيزة.

منذ الدقائق الأولى تجد نفسك أمام بطلين قررا إضحاك الجمهور بأي شكل مستخدمين ( كل جوارحهم) رغم عدم إمتلاكهما لمقومات نجوم السينما الكوميدية لدرجة أن التكلف والمبالغة التي ميزت أداء بطلي الفيلم حسن الرداد وايمي غانم تحولت لسماجة بشكل لافت ! استشعرته من جمهور صالة العرض وطوال الفيلم يلهث المشاهد وراء البطلين في محاولة (غير موفقة) لخلق مواقف كوميدية من خلال قصة الفيلم الغير واضحة المعالم والشخصيات!
هل التكلف و(الأفورة) تصنع كوميديا ؟

بالطبع لا..الكوميدية موهبة بالفطرة وليست بالتعلم والخبرة وتعتمد في الأساس على (حس الفكاهة) لدى الممثل ونجدها بوضوح في ممثلين دون غيرهما منذ بدايات السينما، الفيلم يحاول صناعه تثبيت أقدام بطليه حسن الرداد وإيمي غانم كثنائي كوميدي في السينما الحالية قدما عملا كان مستواه أفضل من العمل الحالي وحقق نجاحا جماهيريا (زنقة ستات) ولكن الإستسهال في تقديم هذا العمل يبدو واضحا تماما والإعتماد على أسمي البطلين ورصيدهما الجماهيري لتقديم عمل كوميدي رومانسي صار أكبر لذلك تم إخراج العمل بهذا الشكل فلا تجد فكرة جذابة والقصة ضعيفة وبلا ترابط درامي!

من المفترض أن الفيلم الذي كتبه هشام ماجد وشيكو يناقش قضية ( خطف الأطفال ) ولكن هذه المرة ليست عصابة تقوم بذلك ولكن رجال الزوج والزوجة يتنافسان فيما بينهما على خطف إبنهما ليضغط كل طرف على الأخر ويتورط البطلين في هذه الحيلة البليدة!

البطل حسن الرداد أثبت قدراته كممثل حاول في البداية أن يقدم نفسه كفتى للشاشة معتمدا على وسامته ولكن تم دفعه سينمائيا لتقديم عدد من الأعمال الكوميدية أمام بطلات مثل ياسمين عبدالعزيز،وسريعا قرر أن يأخذ هذا الخط وكون ثنائي مع الممثلة ايمي سمير غانم ولكن الثنائي موهبتهما الكوميدية (محدودة) ويحتاجان لفريق عمل من الكتابة والإخراج لديه حس كوميدي عالي لصناعة عملا كوميديا ينتزع ضحكات المشاهدين.

تجد أن المخرج خالد الحلفاوي في ثاني تجربة له مع نفس البطلين لم يستطع هذه المرة خلق (مواقف ) كوميدية تناسب أبطال الفيلم وتنتزع الضحكات أو إدارة ممثليه بشكل جيد وأعتمدت معظمها على إستدعاء البطل رمزي (حسن الرداد) إفيهات ومشاهد لأعمالا سينمائية قديمة ( بخيت وعديلة _ العار _ قبضة الهلالي ) ! إلي جانب إعادة البطلة لمشهد ياسمين عبدالعزيز في ( ابوشنب) عندما تقصت شخصية فتاة ليل في (الكباريه)!ليقدم المنتج مشهده المعتاد للمطربين (بوسي والليثي ) ..باختصار من كل فيلم أغنية كما يقول المثل الشعبي! فلم يقدم صناعه فيلما كوميديا ولا رومانسيا وعجز المخرج والمؤلف عن صناعة مواقف كوميدية خاصة بالعمل وربما ربما لم يسعفهما التوقيت للحاق بالموسم !وهي آفة معظم الأعمال السينمائية الأن.

الاستعانة بالفنان الكوميدي بيومي فؤاد أصبح أمرا معتادا الأن لإضافة مزيدا من الكوميدية وبالطبع كان حضوره الكوميدي أقوى من البطلين واجتهد في مشاهد ظهوره بأداءه العفوي (المحبب) للجمهور وأرى انه يتم حرقه سريعا! وعليه التدقيق في إختياراته والحفاظ على موهبته مستقبلا.

نسرين أمين كانت بمثابة ضيف شرف في مشاهد معدودة وحتى الأن تتحسس طريقها في السينما وتحتاج لثقة أكبر من المنتجين ولديها موهبة تساعدها على ذلك.