محمد حسن يكتب: القوة الناعمة لصافيناز!

13956892_10154263174432534_127012451_n

صورة لجمهور الكرة في مصر في الزمن الجميل ، والله يا “مون بيه” تحسهم بهوات فعلاً ، بعد مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة واللي توجت الزمالك بطلاً للكأس للمرة الرابعة علي التوالي ، عيني وقعت علي الصورة دي بالصدفة ضمن صور كتير وكوميكس أكتر علي المباراة ، بالتحديد امتي مش عارف كانت الصورة دي ، الخمسينات أو الستينات ، لكن شوف الناس قاعدة ازاي !

ورغم إن الجمهور في شكل مثالي وحضاري مُبهر ، لكنّه مش غريب ، لأن الفترة أو الحقبة دي عموماً كان في مسرح أو زي ما كانوا بيقولوا “تياترو” وكان في أم كُلثوم وعبد الحليم في حفلات كل شهر اللي بيقدر يروح يستمتع بيروح واللي بيقعد جنب الراديو “الترانزستور” بإحترام شديد منتظر دخلة الست والتصفيق الحاد ، في السينما كمان كان في عبد الحليم وشادية وفاتن حمامة وعُمر الشريف وسعاد حسني ورشدي أباظة وإسماعيل يس وغيرهم وغيرهم ، الناس الطيبين الفنانين دول مين كان بيكتبلهم ، كنت تلاقي بيرم وصلاح جاهين وفؤاد حدّاد وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف السباعي ………من الآخر كانت دنيا غير دنيتنا دي خالص ، وقتها كان الرئيس جمال عبد الناصر يروح يحضر حفلات عبد الحليم ، ودي الرسالة المهمة الضمنية إن فعلاً في حاجة اسمها قوة ناعمة واسمها الفن اللي بيرفه ويدي رسايل ويشكل أفكار وعقول .

أنا هسألك سؤال أنت عايز واحد بيسمع أُم كُلُثوم وبيتفرج علي سُعاد حُسني وبيقرا ليوسف إدريس يقعد يتفرج علي ماتش كرة أزاي غير كده !

لذلك كانت الجماهير دي يوم ما تتشاقي يهتفوا “حسن شحاتة يا معلم ، خلي الشبكة تتكلم”

وكان طبيعي تلاقي صورة زي دي بمنتهي البساطة

13941156_10154263174452534_1406873557_n

انما بقي في زمن رفاعي الدسوقي والحاسم والسافل والمجرم طبيعي برضه تشوف صورة زي دي

13989519_10154263174437534_1812847179_n

المقصود إن المسائل بتبقي بنظرة كلية ، يعني صورة الجماهير فوق دي مش مجرد مشهد سطحي لناس قاعدين منظمين ببدل وبيتفرجوا بهدوء وخلاص ، الأبعاد أكبر من كده وهي إنك عشان تصنع مشهد بالشكل دا ، محتاج أُم كُلثُوم جديدة وعندليب جديد وسعاد حسني ونجيب محفوظ ومصطفي محمود ، مصطفي محمود بالذات لازم يرجع مش عشان يورينا الحيوانات والزواحف لأنهم خلاص تحكموا في كل حاجة ، محتاجينه يجيبلنا أفلام عن البني آدم اللي انقرض ومش عارفين نرجعه وبقا مكانه زومبي محدش عارف يسيطر عليه

حوّل كل ساحة فن وإبداع لمعركة واللي زمان كان لقبهم الفنان والمعلم والمايسترو ، دلوقتي بقا الحرّاق والسافل والمجرم وقتّال القُتلة وصلاة النبي أحسن

نرشح لك: مصطفى فتحي: هذا رأيي في لقب “السافل”

محتاجين تقريباً معجزة تخلينا نستوعب إن القوة الناعمة مش صافيناز وإن الكرة مش قلع التيشيرتات وشتيمة ودخان شماريخ ، وإن الداخلية ملهاش دعوة بالجماهير ، محتاجين أربعين ألف صلاة في الحرم لشيخ رق عظمه وحسُن عمله عشان نترحم من أحمد موسي وشوبير وخالد الغندور ومن لوجو القناة الأولي ومن تحيا مصر بالطبلة ومن زي الفرق المصرية في الأولمبياد ” هتشل يا معتز”

ومن ماتشات اليد اللي بنخسرها فرق واحد ، ومن مصيف اليوم الواحد “اللي بيروحوا بجلاليبهم الشط ويحدفوا بذر المانجا في الميه زي الرمح بالظبط”

ومن اللي بينزلوا جدول مقارنة بين عدد بطولات الأهلي والزمالك بعد كل ماتش الأهلي يخسره

ومن اللي بيكتبوا لمصطفي فتحي بعد كل ماتش “مش كفاية سفالة بقا”

ومن اللي كتبوا لحُسام عاشور “متعيطش دموعك أغلي عندنا من الدنيا كلها ”

ومن اللي نزلوا صورته ومعاه الإفيه “30 سنة = 30 بطولة”

ومن كرش مرتضي منصور وضحكته وابنه وشلته………ومن الفيسبوك وتويتر بعد كل ماتش

ومن كل من قرا الموضوع ومصلاش ع النبي………مصر جميلة

نرشح لك

محمد حسن يكتب: تأملات في الولد الشقي

[ads1]