مي سعيد: من الذي بدأ بالإساءة للرسول؟

نعم يجب أن نقطع كل مسئ لمحمد لا يمكننا أن نصمت في وجه من يسئ لنبينا، كيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الإساءة إليه.

لكن من البادئ بالإساءة يا ترى ؟ و ما مصدر الإساءة هل سألنا أنفسنا كيف كون الغرب هذه الأفكار عن محمد و من أين أتى بها الغرب ؟ بداية من الفيلم المسئ الذي صور النبي زير نساء يمر على كل نساءه ليجامعهم و كأنه لا يشغله أي شئ في الحياة إلا شهوته ؟ من أين أتى صانع الفيلم بهذه الرواية المثيرة للغثيان ؟ الحقيقة أنه أتى بها من صحيح البخاري، نعم أتى بها من الروايات الصحاح، الرواية موجودة في باب إذا جامع ثم عاد و من دار على نسائه يقول نصها : حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا معاذ بن هشام : حدثنى أبي عن قتادة قال : حدثنا أنس بن مالك قال : كان النبى صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه فىيالساعة الواحدة ، من الليل و النهار و هن إحدى عشرة . قال : قلت لأنس : أو كان يطيقه ؟ قال : كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين .
هذه الرواية وكأنها كُتبت لتكون سكريبت الفيلم المسئ الذي أطلق قبل سنوات و هو يصور محمد يهرع من امرأة لأخرى من زوجاته لاهثاً ليجامعها.

ثم حدث ما حدث من رسوم مسيئة واحدة تلو الأخرى مرة تصوره و هو يحك ذكره في ثياب زوجاته ، خسئوا كيف لهم أن يصوروا رسول الله هكذا و لكن مهلا نحن من صورناه و ليس هم ، و هذا ما ورد فى صحيح البخارى كذلك ، حدثنا إسماعيل بن خليل قال : أخبرنا على بن مسهر قالي: أخبرنا أبو إسحاق _ هو الشيبانى _ عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضاً فأراد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يباشرها ( أى يستمتع بها و يحتك بها ) أمرها أن تتزر( أى تضع إزار أو غطاء ) فى فور حيضتها ثم يباشرها . قالت و أيكم يملك إربه كما كان النبى صلى الله عليه و سلم يملك إربه ؟
و هذا بالظبط ما جاء فى الرسوم المسيئة ليس هذا فحسب فبالإضافة إلى تصويره كإنسان شهوانى فى الفيلم المسئ و أكثر من رسم مسئ فقد صورته الرسوم المسيئة مخرب و مفسد فى الأرض ، يحرق و يسبى و يقتل ، و نحن نغضب و نبكى كيف لهم أن يصوروا رسولنا بهذه الصور لكن مهلاً نحن من صورناه قبلهم و كل هذه الصفات تحملها روايات صحيحة فى البخارى و مسلم و غيرهم و هذه الرواية من باب حرق الدور و النخيل بالبخارى ، تقول : حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر رضى الله عنهما قال : حرق النبي صلى الله عليه و سلم نخل بنى النضير.

و ما ذنب النخل أو ليس هذا إفساداً فى الأرض ، أوليس هذا ما تصوره الرسوم المسيئة و الروايات كثيرة لولا أن هذا المقال لن يتسع إلا للقليل منها و فى رواية أخرى حدثنا على بن الحسن أخبرنا عن عبد الله أخبرنا ابن عون قال : كتبت إلى نافع فكتب إلى : إن النبى صلى الله عليه و سلم أغار على بنى المصطقل و هم غارون و أنعامهم تسقى لى الماء ، فقتل مقاتلهم و سبى ذراريهم و أصاب يومئذ جويرية . و هذه الرواية من صحيح البخارى باب من ملك من العرب رقيقا فوهب و باع و جامع و فدى و سبى الذرية.

و هناك الكثير مثل هذه الروايات التي ترجمت و كانت هى المصدر الحقيقى و المرجع لكل ما أساء للنبى فما كان منا نحن العرب الذين لا يقرأون كتبهم إلا أن نمسك فى الغرب و نحمله مسؤلية ما كتبت أيدينا قبل قرون من الزمان ، جاهلين بما لدينا داخل كتب الإسلام من إساءة ، فوالله أولى بنا أن نقطع كل ما يسئ له داخل كتبنا و ننكره أولاً قبل أن نرفع أعيننا غضباً من إساءتهم إليه
قطعوا كل مسئ لرسولكم الكريم أو إصمتوا مثلما إلتزمتم الصمت لقرون طويلة بينما يساء إليه كل يوم بما أنتم به تؤمنون و تطلقون على الكتب التى تحمل بين طياتها الإساءة إليه لفظ الصحاح ، أفيقوا يرحمكم الله.

تابعونا على تويتر من هنا 

تابعونا على فيسبوك من هنا