محمد حليم بركات يكتب: طارق لطفي.. الخبرة التي حسمت السباق الدرامي

محمد حليم بركات

لماذا تغير جمهور الدراما في مصر؟

تغيرات كبيرة بدأت تحدث منذ أربعة أعوام في الدراما المصرية، فبعد أن كانت الدراما تعتمد في معظمها على تحرك المشاعر أصبحت الآن تعتمد على اللعب مع العقل واختبار الذكاء والدخول في صدام حاد مع الضمير.. دخول شباب الكتاب ومخرجين الدراما من الباب الكبير غير جمهورها وتركيبته النفسية، فبعد أن كانت الدراما تستهدف جمهوراً أعماره فوق الثلاثين؛ أصبح جمهورها يبدأ من الخمسة عشر عاماً.. وأصبح هذا الجمهور صغير السن يبتعد عن قاعات السينما رويداً رويداً بسبب الدراما التي جلبته لها لأنها خاطبته بشكل مباشر.

كانت اللبنة الأولى هذا التحول/التطور بمسلسل (رقم مجهول) واستمر التطور بالشراكة الكبيرة حتى أصبح واقعا.. وأقصد بالشراكة التي كانت بين الكاتب الشاب (عمرو سمير عاطف والمخرجين أحمد جلال وأحمد مدحت) مع الممثل الموهوب (يوسف الشريف) الذي أصبح بسبب تلك الشراكة نجم شباك أول في السنوات الأخيرة.

تفاصيل عن الشراكة اضغط هنا 
.
هل مدرسة عمرو سمير عاطف في الكتابة نجحت؟!

الإجابة بكل وضوح (نعم) وأكثر مما توقعه عمرو نفسه؛ فمدرسة عمرو التي بدأها منذ أربعة أعوام أصبحت نهجا جديد سلكه معظم شباب الكتاب والممثلين والمخرجين فبعد أن كان (الصياد) هو المسلسل الأوحد في عام ٢٠١٤ جاء عام ٢٠١٥ بثلاث مسلسلات (ظرف إسود /عمرو يوسف – لعبة إبليس/يوسف الشريف – بعد البداية/طارق لطفي) لكن ما حدث في ٢٠١٦ فاق كل التوقعات ليس فقط بسبب زيادة عدد مسلسلات هذه المدرسة الجديدة (٧أرواح/خالد النبوي – الميزان/باسل الخياط – الخروج/ظافر العابدين – القيصر/يوسف الشريف – شهادة ميلاد/طارق لطفي) لكن بسبب نجاح معظمها.

الملفت للنظر أن هناك نجمين فقط استمروا في تلك المدرسة لأعوام متتالية ويبدوا أنهم لن يخرجا منها؛ يوسف الشريف (أربعة أعوام) وطارق لطفي (عامين) وهنا يجب إلقاء الضوء على طارق لطفي.

كيف أصبح طارق لطفي من النجوم الأوائل؟

بعد ٢٥ عاماً شارك خلالها في أربعين عمل درامي قرر طارق لطفي البحث عن طرق جديدة ليصبح بطلا رئيسيا في الدراما.. وبالفعل أصبح أحد أهم نجوم الدراما في العامين الماضيين.. بسبب اختياره للطريق الأصعب والأهم، طريق احترام وتفتيح عقلية وضمائر الجمهور، فبعد أن رشحه المنتج الكبير (ريمون مقار) للسيناريو الرائع والجديد من نوعه لعمرو سمير عاطف (بعد البداية) انتهز الفرصة واستثمرها جيداً بأداء فني مميز استطاع من خلاله أن يحجز مكانة كبيرة عند الجمهور، ولهذا قرر الاستمرار مع عمرو للعام الثاني بأداء أكثر تميزاً مما كان عليه في شهادة ميلاد التي باتت فعلاً شهادة رسمية لمولد أيقون كبير في دراما الإثارة والغموض.

الخبرة التي حسمت الجدل

ظن الجميع في العام الماضي أن طارق لن يستطيع حجز مكان ثابت في عقل وقلب جمهور الدراما، لأنه وجه قديم اعتاد عليه الجمهور في أدوار معينة ومثل هذه السيناريوهات لم يقدمها من قبل.. إلا أن الخبرة حسمت مواجهته بالجمهور، وبات في هذا العام كواثق الإمكانات يؤدي نجماً فأصبح يتحسس مواطن الإقناع عند الناس ويركز علها جيداً ولهذا اختصر كل الطرق المؤدية لقمة الهرم الدرامي.

هل يستكمل طارق الطريق؟

تقول معظم التجارب إنه لن يستمر بطل غير كوميدي في تقديم نفس طريقة الأدوار ونفس لغة السيناريو لمرات عديدة متتالية بل يحاول دائماً أن يثبت لنفسه وللجمهور أنه قادر على أن يكون نجماً في جميع الأدوار.. لكن في الحقيقة لم ينجح في هذا التحدي سوى بضع نجوم عبر التاريخ لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة.. ولهذا تجد أن الجميع إلا خمسة ممن قرروا فعل هذا لم ينجحوا سوى في فترات قصيرة في عمرهم الفني، فلن يستطيع أحد فعل كل شيء إلا أصحاب القدرات الإعجازية على سبيل الحصر (شكري سرحان – أحمد زكي – يحيى الفخراني) فهل سيحاول طارق المرور بهذه التجربة أم سيقتنع بالاستمرار في الأدوار التي جعلته الآن من الممثلين الصفوة؟!

نرشح لك

محمد حليم بركات يكتب: القول الفصل في حكاية رمضان صبحي

بالصور: فنانون وإعلاميون وكتاب ونقاد في ضيافة إعلام.أورج

تعرف على أظرف أم في إعلانات رمضان

شارك واختر.. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ اضغط هنـــا

بنر الابلكيشن