محمد أبو شامة يكتب: البرشامة في الدراما

(1)

ثلاثة أعمال (في ظني) استحقَّت التربُّع على قمة المشهد الدرامي في الشهر الكريم.. بالترتيب: (أفراح القبة) و(ونوس) و(جراند أوتيل)، يجمعهم مشترك مهم، غير تألق وتوهج مبدعيهم، وهو التحليق بالمشاهد في فضاءات جديدة غير مُستهلَكة وغير تقليدية، جديدة في الأفكار والأدوار، في المقابل وقعت معظم مسلسلات هذا العام في فخِّ نمطية معادلة النجاح المكررة، التي كان أكبر الخاسرين فيها هذا العام، نيللي كريم ومريم ونعوم في مسلسل (سقوط حر).

(2)

هل يمكن أن (تصنع) فنًّا حقيقيًّا وناجحًا؟

الإجابة: (أفراح القبة)

ولا تكتمل الإجابة إلا بالفنان محمد ياسين، الباقي من قلائل في هذا الزمان من العشّاق الصادقين للفن (أبو رسالة وقيمة ومعنى)، يثبت مرة بعد مرة أنك يمكنك أن تحافظ على رسالتك رغم طوفان المعايير الجديدة، ويمكنك أن تقدم فَنَّك وسط «رُهاب» تقارير «أبسوس» وسطوة الإعلانات وطغيانها على الفن، مع التدنٍّ المستمر في رغبات الجماهير.

يشعل ياسين شمعة تنير الطريق أمام تائهين كثر، ويرسخ مخرج الـ(أفراح) ضرورة الكفاح.. ويعلي بنجاحه قيمة الموهبة مع «الخبرة» في أحضان الثقافة والعلم، لتكتمل معادلة الفن الحقيقي.

(3)

الكبير يحيى الفخراني.. انتصر على «ونوسه» قبل أن يسقط من على عرش النجومية، كما تخطى الزعيم عادل إمام مرحلة الخطر، وحضر بقوَّة في رمضان هذا العام، وكاد ينجح، لكن لم يسعفه (بخل) يوسف معاطي، بينما ما زلنا نبحث عن (رأس الغول) محمود عبد العزيز، الذي تدلَّى بعيدًا عن المنافسة واكتفى بالتفاحة التي ظهر يلتهمها في «البوستر» الدعائي لمسلسله هذا العام.

(4)

الفارق بين (ونوس) و(يونس)، ليس فقط حرف (ياء)، ولكن ذكاء عبد الرحيم (كمال)، ولأن الكمال لله وحده، فقد لمع بريق الفخراني وسطع نوره، بينما (طوست) فضة عمرو سعد وغاب بريقها.

(5)

اذكر 10 اختلافات بين مسلسلات (الميزان) و(الخروج) و(القيصر) و(7 أرواح)؟

لا اختلافات جوهرية لوجود عامل مشترك بينهم.. وهو بلد المنشأ.. الولايات المتحدة الأميركية.

ورغم ذلك تفاوتت نسب التميز والنجاح بينها رغم تقارب الأجواء وتماس المرجعيات، وأرى أن أفضلها وأنضجها هو مسلسل (الميزان)، بعيدًا عن تحيُّزي لصديق عمري الدكتور باهر دويدار، الذي كتب العمل بإجادة كبيرة، بينما أخرجه (المنطلق) أحمد خالد موسى، الذي أَعِيب عليه عدم تركيزه في توجيه الممثلين وإخراج كامل طاقاتهم التمثيلية بالتوازي مع اهتمامه بـ«الأكشن»، وقد اجتهد كل نجوم العمل؛ غادة عادل وباسل الخياط وأحمد فهمي وصبري فواز، كلّ على حسب (مزاجه) و(علامه).

(6)

(شهادة ميلاد) طارق لطفي ينقصها (التاريخ) و(محل) الميلاد.

قاوم طارق وقاتل لكي لا يكون مسلسله هذا العام (شهادة وفاة) مبكرة لنجوميته، ونجح نسبيًّا، بمعاونة مؤلف (حريف) عمرو سمير عاطف، ومخرج (مجتهد) أحمد مدحت، لكن وبرغم أن منتج المسلسل (تامر مرسي) يُعدّ من أهم منتجي الدراما في مصر، فإنه لم ينجح في تسويق مسلسله بما يليق بطموح نجمه وبطله، وتم ذبحه مع مسلسلات كثيرة بالعرض على فضائية (أبو هشيمة) الـON TV سابقًا، التي لم تتخلص، رغم طوفان الدراما، من سمات مالكها القديم (ساويرس).

(7)

أخيرًا تفوَّقنا على الدراما (التركي)، بعد أن استعنا بصديق (إسباني).. وقدمنا (جراند أوتيل).. الذي أكد قدرة المصريين على الإبهار الدرامي على طريقة (العشق الممنوع)، وأظهرت هذه التجربة أعقد مشكلات الفن في مصر، ألا وهي الفكرة الملهمة أو القصة الناضجة.

و«كتيبة» إبداع (الجراند) يتقدمها تامر حبيب مؤلفًا، ومحمد شاكر المخرج المبشِّر والقادم بقوة، مع باقة من نجوم يحفرون وجودهم بقوة في عالم التمثيل.. عمرو يوسف ودينا الشربيني ومحمد ممدوح و«الفاتنة» أمينة خليل وأحمد داود، والكبار سوسن بدر وأنوشكا ومحمود البزاوي وشيرين.

وأخشى أن يدفع هذا النجاح الاستثنائي منتجينا الكرام إلى استنساخه.. ولهذا أهمس في أذنهم: (التكرار) و(التقليد) سيفشلان فشلًا ذريعًا، ولهذا أسباب يمكن أن نناقشها ونحللها لاحقًا.

(8)

بيومي فؤاد، بمشهد وحيد في مسلسل (شهادة ميلاد) يؤكد من جديد أنه ممثل عبقري، لكن مع ظهوره غير المنطقي في مسلسلات وإعلانات (بلا ضابط أو رابط أو مسؤولية في الاختيار)، فهو يهين موهبته التي منحها الله له بعدم قدرته على التمييز بين «الزبد»، الذي يذهب «جفاء»، وما ينفع الناس ويبقى.

(9)

تهانينا لمدرسة (عبده فضائيات) وتابعيها، المدرسة التي أسست وحدة إنتاج الـ(بورنو – عنف) لخدمة الإعلام في العالم العربي، وأظهرت هذا العام قدراتها الرهيبة على جذب غفير جماهيرها من (Class C) وباقي «الكلاسات»، من عشاق الحرائق والمفرقعات والمخدرات و«البنات»، وكله بما يرضي الله.

(10)

رغم الاعتراض والمنع، أرى أن حملة «جهينة» هي الأكثر جاذبية ونجاحًا في هذا الشهر الكريم، ولم ينافسها إلا «النني» الذي رفع سقف الطموحات (وجاب هبل للعيال)، ويستحق رمضان 2016 لقب رمضان «الدندو»، وسنظل نردد لسنوات: (ولا عُمرَك هاتنسى «الدندو»). وسنبحث لسنوات أيضًا عن شبيه «النني» في حياتنا المصرية.

نرشح لك

محمد أبو شامة يكتب : دولة “خرقة” المطبخ

أبو تريكة: هؤلاء اللاعبون ساندوني بعد التحفظ على أموالي

محمد عبد الرحمن يكتب: الجمهور لا يرحم

شارك واختار .. من أفضل ثنائي في إعلانات رمضان؟ أضغط هنـــا