مى سعيد :‫ غرفة التعذيب لمديرها وائل الإبراشي‬‎

فى غرفة التعذيب أنا و هو و ضيوفه و مداخلاته فى تمام العاشرة مساءاً يأتى بإشعالٍ تلو إشعال , أمسك بالريموت و أضغط على زره الأحمر فتشتعل معه الشاشة و يطل منها وائل الإبراشى بمقدماته الرنانة و مخارج ألفاظه الضالة أنظر و أستمع , أجلس رهن القلق فى إنتظار طعنته المباغته , يطل و قد إرتدى رداءاً من الحيادية يبدو و كأنه يخفى تحته شيئاً آخر، أنظر إليه و قد بات واضحاً لى أن هذا الرداء الذى يرتديه الإعلامى وائل الإبراشى شفاف رقراق و ما يبدو منه ليس كل الحقيقة .

 
يجلس ممسكاً بسوطه الذى يجلد به ضيوفه و من يشاهده و ما تحمله مداخلاته المريبة من إجترار لجرعات مكثفة من دواء منتهى الصلاحية مر المذاق و بالرغم من كل هذا أراه يرتجف خشية سقوط السوط من يده , السؤال الذى دائما ما أطرحه على نفسى ما الفائدة يا ترى ؟
من إشعال تلو آخر دون ملل و دون هدف واضح
يجلس هو و ضيوفه يذرف و ينزف مداخلات تسفه من شأن ثورة عظيمه و يتركهم بأسواطهم الممتدة و المتشابكة مع سوطه يقيمون كل الحدود على جسد الثورة مرتدين الأقنعة مدعين أن هدفهم هو إنقاذها من البغاء , سمعت مداخلة فى إحدى الحلقات طل منها بسوطه و صوته على الشاشة لواء متعجرف بكلمات ممتزجة باللعاب و الدم و بعض شبق لإنتهاك ثورة بكر حزينة لكن ما الفائدة بعد أن انتهكت بالفعل مراراً و تكراراً ما الفائدة بعد أن فضت بكارتها على مرآى و مسمع الجميع و ما المتعه من قتلها بعد إستباحتها , فى هذه الحلقة
جلس الناشط الحقوقى يجيب على أسئلة اللواء بدماثة أخلاق تفرز ألماً صامت .

 
فقد سأله اللواء المحترم عن مصدر أمواله التى إشترى بها ملابسه كما سأله أيضاً عن و عن عائلته و من أين يحصل على أمواله و هل له مكتب أو لا ؟ حدث كل هذا فى الإستوديو الذى بدا كما لوأنه غرفة تعذيب , أما وائل الإبراشى فقد ظل صامتاً و لم يحرك ساكناً أمام ما يقوم به حضرة اللواء المحترم من انتهاك لحقوق هذا المحامى الحقوقى الدمث , هذا ليس كل شئ فقد إنتقل حضرة اللواء إلى شهداء ثورة الخامس و العشرين من يناير و اتهمهم أنهم كانوا مجموعة من اللصوص و المخربين و أن الشهداء الحقيقيون هم شهداء الشرطة كما أضاف سيادة اللواء المحترم تهديداً للناشط الحقوقى و المحامى الجالس الذى تكور فى ملابسه , أضاف سيادته أنه يحمل لهذا الناشط صوراً بجوار المدرعات و سيارات الشرطة المحترقة و أنه يملك الكثر من الأدلة لكن لم يتحفنا سيادته و يخبرنا على أى تهمة بالتحديد تلك الأدلة و لم يخبرنا أيضاً ما الذى جعل اللواء هولمز يحتفظ بهذه الأدلة حتى الآن هل إحتفظ بها كى يتمكن من التلويح بها بين وقت وآخر على شاشات التليفزيون أم أنها مجرد عبث مثل كل ما ذكر سيادته أثناء مداخلته .

 
فى غرفة التعذيب أنا و هو و رداؤه الشفاف , يجلس هو رهن السقوط بينما أجلس أنا أمامه رهن الغرق فيما يقدم و أخشى ما أخشى أن يحدث أكثر من الغرق و فى نهاية الأمر
فى غرفة التعذيب لم ينتصر أى منا و سنبقى دائماً هكذا دون انتصار نحمل هزائمنا على أكتافنا حتى إشعالاً آخر

إقرأ ايضا

مي سعيد: “رضاعة” إعلامية

مي سعيد: نخبة العنكبوت

مي سعيد: شريف مدكور حبيبي

مي سعيد: مفاتيح سميحة أيوب

لمتابعتنا عبر تويتر اضغط هنا

لمتابعتنا عبر الفيس بوك اضغط هنا