هشام المياني يكتب عن تراجع الداخلية بشأن قتلة ريجيني:بتستعماني يا هرم؟

(نقلا عن جريدة المقال)

“كل البيانات التي صدرت عن الوزارة لم تشر إلى إلقاء القبض على العصابة المسئولة عن قتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني نهائيًا”.

لم يكن هذا التصريح من جانب مسئول إيطالي لم تقنعه رواية الداخلية المصرية حول كشف ملابسات الطالب الإيطالي، وهي الرواية التي لم تقنع أي طفل صغير سمع عن هذه الرواية المضحكة.
ولكن هذا التصريح المثير للشفقة وليس الضحك، للواء أبو بكر عبد الكريم المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية.
نعم صدقني، فاللواء عبد الكريم لم يتحرج أو يتورع في أن يقول هذا الكلام لبرنامج تليفزيوني مذاع على الهواء بقناة “النهار اليوم” أمس الأول.

متحدث الداخلية يريدنا أن نكذب أعيننا التي قرأت بيانات وزارته وآذاننا التي سمعت منهم ما قالوه من أنهم جاؤوا بالفتح المبين في قضية قتلة الطالب الإيطالي.
عبد الكريم يقول الآن إن وزارته لم تذكر في بياناتها مطلقا أنه تم القبض على قتلة ريجيني، يقول هذا طبع بعد الفضيحة التي سببتها بياناتهم عن أنه تم القبض على عصابة تخصصت في خطف الأجانب في حين أننا لم نقرأ عن بلاغات خطف أجانب مطلقا سوى قضية ريجيني، وكأنهم يقولون للعالم كله إن مصر بها خطف أجانب وقتلهم وليست حادثة فردية كما قال الرئيس السيسي من قبل عن أن حادث ريجيتي حالة فردية من بين مجموع الأجانب في مصر.

عبد الكريم يريد التلاعب بنا وبدلا من ان يعلن أن رواية وزارته غير حقيقية وغير مقنعة لأنه ليس من المنطقي أن تحتف عصابة بمتعلقات قتيل يبحث العالم كله عنه، يأتي الآن ويقول لنا إن وزارته لم تشر أبدا إلى القبض على قتلة ريجيني.
ومن باب السخرية والقفز على الواقع وتكذيب أنفسنا سنصدق كلام أبو بكر.
سنقول إن الداخلية لم تشر ابدا إلى أنه تم القبض على قتلة ريجيني وأن بياناتها كما قال متحدثها قالت فقط انه تم القبض على عصابة متخصصة في خطف الأجانب.

ولكن ما معنى إعلان الوزارة رسميا أنها وجدت متعلقات ريجيني كاملة لدى هذه العصابة؟
وما معنى أن يأتي البيان الصادر من الوزارة في هذا الشأن لوسائل الإعلام تحت عنوان ” عاجل.. كشف ملابسات مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني”؟

دعنا من كل هذا وسنعتبره من باب التأويل غير الدقيق من جانبنا وأن الداخلية لم تقصد ما فهمناه من أنها ضبطت قتلة ريجيني وكانت تقصد فقط أنها عثرت على متعلقاته لدى بعض الناس الذين كانوا على علاقة قرابة به في مصر!
ولكن ما معنى أن يتضمن بيان الداخلية في ختامه هذه الفقرة” هذا وقد تم إخطار الجانب الأمني الإيطالي بما توصلت إليه الأجهزة الأمنية، وتتقدم وزارة الداخلية المصرية بكل الشكر والتقدير للفريق الأمني الإيطالي على تعاونه الوثيق ودوره الإيجابي وتواصله الدائم مع الفريق الأمني المصري خلال مراحل البحث والتحري وجمع المعلومات التي كان يقوم بها خلال الفترات الماضية مما كان له بالغ الأثر في التوصل لهذه النتائج”.

لماذا تم إخطار الجانب الإيطالي بنتائج إذا لم تكن هنك نتائج من الأساس؟
وعلى ماذا كان الشكر للجانب الإيطالي وتثمين جهوده إذا كان متحدث الداخلية يقول الآن إنه لم يتم التوصل لقتلة ريجيني؟

بعد كل هذا الخيال الذي أصبحنا نعيشه مع الداخلية لا يسعني أن أن أقول للواء عبد الكريم مقولة الشيخ حسني في فيلم الكيت كات “بتستعماني يا هرم؟”.

اقـرأ أيـضـًا:

هشام المياني يكتب: الدولة جادة فعلا في تمكين الشباب اللي على مزاجها

هشام المياني يكتب: الحكومة ترتدي طاقية الإخفاء

هشام المياني يكتب: فردية ما “تمشيش” مع الإيطاليين يا سيادة الرئيس

هشام المياني يكتب: مش هنسمعك انت بس

هشام المياني يكتب: هل يتعامل السيسي مع القوانين بكشف الإنتاج؟

هشام المياني يكتب : أمين الشرطة أهم من رئيس الجمهورية عند وزارة الداخلية

هشام المياني يكتب: مصر مفيهاش دستور.. بس فيها جريدة رسمية!

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا