محمد حليم بركات يكتب:حمادة طلبة .. حكاية أسطورة من نوع آخر

كأنهم لم يروه من قبل !

هكذا كانت ردة فعل كل الجماهير المصرية بعد أهم لقطات التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا لمنتخب مصر منذ ست سنوات، فهذه اللقطة فعلاً هي التي ستذهب بمصر لنهائيات البطولة الغائبة بعد سنوات طويلة من عدم التأهل لنهائيات البطولة التي نحمل رقمها القياسي.

هذه اللقطة كانت بالنسبة لي ولبعض المتخصصين في اللعبة أمر وارد وطبيعي لما يفعله اللاعب خلال العامين الماضيين.

 لاعب لا يجب مقارنته بأحد.

حمادة طلبة من مواليد يونيو ١٩٨١ بدأ مشواره بنادي المريخ البورسعيدي ٢٠٠٣ في الدرجة الثانية ثم وصل إلى الزمالك بطل الدوري ٢٠١٢ مروراً بأسمنت أسيوط ٢٠٠٦ وسموحة ٢٠٠٧ والمقاصة ٢٠١١.. لعب لخمس أندية ولخمس مراكز في الملعب، قلب دفاع ولاعب وسط مدافع ومدافع أيمن ورأس حربة ومدافع أيسر.. هل حدث هذا من قبل؟

كانت إعارته من سموحة للزمالك وهو في الثلاثين من عمره ليلعب كقلب دفاع مع أحمد حسام ميدو، ثم مدافع أيمن وقت الأزمات، وكان من الطبيعي أن يرحل مع الفريق الكامل الذي رحل من الزمالك في ٢٠١٤ لكن ميدو أصر على استمراره رغم إعتراضات مجلس الإدارة والنقاد والجماهير، لكن ميدو كان يرى أن لاعب بكل هذه الروح والطاقة والطاعة يجب أن يكون في صفوف الفريق الجديد، ولم ييأس طلبة إنشغال المراكز التي يجيد اللعب فيها، في مركز قلب الدفاع جاءوا له بأفضل مدافعي مصر، علي جبر ودويدار وكوفي وإسلام جمال، وفي مركز المدافع الأيمن هناك عمر جابر وحازم إمام وصالح جمعة، وفي وسط الملعب جاءوا بطارق حامد ومعروف يوسف اضافة لأحمد توفيق وإبراهيم صلاح.. كل هذا ولم ييأس طلبة الذي لم يكن يعلم أن هناك مركزا جديدا سيضيفه لتاريخه.. فبعد رحيل عبد الشافي لم يكن هناك سوى أحمد سمير بديلاً له، والقدر يتدخل في حصول سمير على الإنذار الثالث ليطلب باتشيكوا من طلبة الذي كان يجيد في التدريبات دائماً رغم انه لا يلعب إطلاقاً ليكون البديل الإضطراري لأحمد سمير كمدافع أيسر، فيجيد إجادة غير متوقعة من لاعب يلعب بقدمه اليمنى ليأخذ من سمير مكانه مؤقتاً لأن تأتي فترة الإنتقالات الشتوية.. هل حدث هذا من قبل؟

 ليس مجرد مدافع أيسر.

كان قد اتفق الزمالك مع محمد ناصف لاعب إنبي ليأخذ مكان طلبة، لكن الصفقة فشلت، واستثمر طلبة الفرصة ليتقن دوره في هذا المركز ثم يضيف لنفسه ميزة لا يمتلكها أحد وهي قدرته على الدخول كليبرو مؤقت في قلب الدفاع  وقت الحاجة مع الحفاظ على واجبات مركزه كمدافع أيسر، ولا يوجد مدافع أيسر في مصر يتقن هذه الطريقة منذ رحيل محمد عبد الشافي.. لينهي الموسم الماضي كواحد من أهم أسباب الفوز ببطولتي الدوري والكأس.

 لاعب غير الثوابت.

مع بداية الموسم الحالي تعاقد الزمالك مع اثنين من مدافعي الناحية اليسرى محمد عادل جمعة ٢٤ عاماً من المصري و شريف علاء ٢٢ عاماً من المقاولون، ومن الطبيعي والمنطق والثوابت أن يشغل المركز أحدهما لأن هذا مركزهما منذ سنوات طويلة ويجيدون اللعب فيه، لكن بعد ثلاث مباريات فقط استعاد حمادة طلبة مركزه الذي كان مؤقتا مرة أخرى ليصبح مركزه الأساسي، ضارباً بكل ثوابت الكرة عرض الحائط.

 لاعب أقنع جميع المدربين.

كل هذه الأحداث التي مرت على طلبة في الزمالك لم تكن عبر مدير فني واحد أو إثنين بل سبعة مدربين أقروا أن حمادة طلبة هو مدافعهم الأيسر رغم أنه لاعب أيمن، ثم يكتمل إقناعه بوصوله إلى عقل المدير الفني لمنتخب مصر ليكون بالنسبة إليه هو مدافعه الأيسر الأول متفوقاً على جميع من يشغلون هذا المركز في مصر.

 لقطة تاريخية لتتويج تاريخ لاعب كهذا.

لاعب بكل هذا التاريخ المعروف لمن يتابعه جيداً والمجهول لمعظم الجماهير المصرية كان يجب أن تأتي له لحظة مكافأة على ما فعله خلال ثلاثة عشر عاماً من المثابرة والإلتزام.. فكانت لحظة الإنقاذ التاريخي للكرة المصرية في مباراة تاريخية للاعب الذي حجز مكانا في التاريخ كأول لاعب يلعب مباراته الرسمية مع منتخب بلاده وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.. لتبقى حكاية حمادة طلبة واحدة من الحكايات التي ستتناقلها الأجيال.

اقرأ ايضا : 

محمد حليم بركات يكتب:#بركات_من_المدرجات (6) الزمالك x يونيون دوالا 

محمد حليم بركات يكتب:#بركات_من_المدرجات (5) الزمالك x دوالا

محمد حليم بركات يكتب:#بركات_من_المدرجات (4) الزمالك x المقاولون 

محمد حليم بركات يكتب: #بركات_من_المدرجات (3) الزمالك x الإنتاج 

محمد حليم بركات يكتب : #بركات_من_المدرجات (2) الزمالك x الإتحاد

محمد حليم بركات يكتب : #بركات_من_المدرجات (1) الزمالك x دجلة

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا