ياسر أيوب يكتب: دى كابريو والفيفا والعالم

وسط كل هذا الصخب الدائر طيلة اليومين الماضيين عن شيماء عبدالمنعم.. الصحفية باليوم السابع.. وانشغال الكثيرين جداً إما بانتقادها والسخرية منها أو الدفاع عنها وتبرير عجزها عن توجيه سؤال واضح وحقيقى لـ«ليوناردو دى كابريو» بعد فوزه بأوسكار أحسن ممثل.. لم يتوقف هؤلاء الكثيرون أمام حقيقة وحيدة.. صادمة ومزعجة ومؤلمة.. قالتها شيماء قبل توجيه سؤالها غير المفهوم للنجم الكبير.. حين قالت شيماء إنها أول صحفية مصرية في التاريخ تقوم بتغطية حفلات الأوسكار.. وعلى الرغم من أنها ليست عبارة دقيقة تماما، وشيماء لم تكن أول صحفية مصرية في حفلات الأوسكار لكن المحاولات الفردية التي سبقتها تسمح بالتأكيد على أن الصحافة المصرية لم تهتم بشكل حقيقى بتغطية حفلات الأوسكار منذ سبعة وثمانين عاما.. وقبل حفل الأوسكار الأخير بأيام قليلة جدا.. كانت انتخابات الفيفا واجتماعات تغيير نظم وقوانين إدارة شؤون كرة القدم في العالم.. وأيضا لم ترسل الصحافة أو الإعلام المصرى عموما من يقوم بتغطية ونقل تفاصيل وكواليس اختيار من سيدير كرة القدم في العالم كله.. لا انتخابات رئاسة الفيفا هذه المرة ولا أي انتخابات سابقة طيلة مائة واثنى عشر عاما..

والتفسير البسيط والمباشر لذلك ليس هو الغنى والفقر وتوافر الإمكانات أو عدم توافرها.. فالإعلام المصرى ليس فقيرا إلى هذا الحد.. وعدد الإعلاميين المصريين الذين يسافرون إلى أي مهرجان سينمائى أو عدد الذين يرافقون أي رحلة أفريقية للأهلى والزمالك تنسف تماما فكرة العجز وقلة المال والإمكانات.. إنما هي عقلية الإعلام المصرى ورؤيته.. إعلام لايزال، حتى هذه اللحظة، يتخيل أن مصر هي حدود الدنيا بأسرها وأهم ما فيها.. فحفلات الأوسكار لا تعنى شيئا طالما ليس محتملا فوز مصرى بأى تمثال.. وانتخابات الفيفا لا تستحق عناء السفر طالما لا يخوض السباق أي مصرى.. حتى في السياسة أيضا.. لا تتحرك جيوش الإعلام المصرى بكل أسلحتها الثقيلة إلا لمرافقة السيد الرئيس كأن بلدان العالم واجتماعاته ومؤتمراته السياسية والاقتصادية لا أهمية لها أو ضرورة إلا إذا شارك فيها الرئيس المصرى..

وبالتأكيد هناك استثناءات قليلة لذلك، لكن القاعدة تبقى ظاهرة وواضحة وفاضحة أيضا.. ففى كل السنين الكثيرة الماضية ورغم كل ما عاشته مصر من تحولات وتهديدات سياسية واقتصادية ورياضية.. لن تجد على شاشات مصر وأوراق صحافتها حواراً لأى رئيس أو مسؤول سياسى أو اقتصادى أو رياضى عالمى.. فنحن نرى هذه الأمور باعتبارها رفاهية لا ضرورة لها، وتضييعاً للوقت فيما لا قيمة له.. مع أننا في النهاية نتأثر بكل ما يجرى في هذا العالم حولنا، وغالباً ندفع الثمن الفادح لأننا لم نحاول أبدا أن نعرف ونفهم ونحاور، وأن يصل صوتنا لأى أحد في هذا العالم الكبير حولنا.. فأى قناة تليفزيونية عندنا أو صحيفة لا تتردد في دفع مبالغ ضخمة من أجل عرض صور للسيد الرئيس المصرى خارج مصر، لكنها لن تدفع جنيها واحدا لإجراء أي حوار عالمى عن مصر ومصالحها ومستقبلها وأهلها.

نقلًا عن جريدة المصري اليوم

اقرأ أيضًا:

القائمة الكاملة للمرشحين لجوائز السينما العربية

أول تعليق لكاظم الساهر على اعتزال شيرين

أول ظهور لميسى على قناة عربية

بالصور.. أول ظهور لأحفاد عادل إمام

عاصفة “ميدو” ضد مرتضى منصور‎

.

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا