محمد عبد الرحمن يكتب : الإعلام سلاح ..الإعلام ضحية

نقلاً عن مجلة “7 أيام”

أسبوعا تلو آخر، أزمة وراء أخرى، يواصل المجتمع المصري برمته، نظاما ونخبة وشعبا وأبناء مهنة الهبوط بالإعلام المصري إلى ما هو بعد أي درك أسفل وصلت له أي مهنة أخرى في مصر، الإعلام بات سلاحا وضحية لتغييب الوعي في نفس الوقت، ما شهدناه مؤخرا من أزمات وقرارات وحملات وبلاغات مبالغ فيها يؤكد أن اللعبة باتت أكثر تعقيدا مما كنت نظن، وأن المعادلة ليست بالسهولة التي يرددها البعض خصوصا من محبي نظرية “بص العصفورة” التي تقول أن كل أزمة مفتعلة وكل ملف يركز عليه الإعلاميون لأسبوع أو أكثر هو تطبيق للنظرية و أن هذا الافتعال هدفه جذب انتباه الرأي العام بعيدا عن قضايا أخرى ملحة كأزمة الأطباء وأمناء الشرطة، كارتفاع سعر الدولار، كنية الدولة رفع سعر مياه الشرب وتذاكر المترو، كواقعة قتل الشاب الإيطالي، ولدينا دائما في مصر المزيد.

المعادلة ليست سهلة لأن الأمر وصل بالتضحية بالإعلاميين الذي يتهمهم الناقمون على كل شئ بأنهم سلاح في يد أجهزة تتحكم بهم كما تشاء، كل شئ بات غير ثابت وغير منطقي في هذه الأيام، حتى نظرية “بص العصفورة” ،فبينما تجد شخصيات مثيرة للجدل والإشمئزاز تظهر عبر فضائيات مجهولة الهوية وتخالف قرار المقاطعة وترمي آذان الناس بأسوأ الألفاظ فتقول أن الهدف هو “بص العصفورة” تفاجئ برنامج آخر يتم وقفه لمدة أسبوعين وبقرار من نفس الجهة بسبب حملة انطلقت بعد حلقة مضى على عرضها شهرين وأكثر .

لا شئ بات مفهوما، كل القواعد غير واضحة وهو أخطر ما يواجه صناعة الميديا والمجتمع نفسه في كل الأحوال، دعك من أزمة البرنامج الذي توقف بسبب تصريح لشخص مغمور نطق به مطلع ديسمبر الماضي، وانظر لما جرى بعد الحلقة الأولى من برنامج لممثل كوميدي ينقسم الناس دائما حول اداءه، يعني لو فرضنا أن الحلقة تضمنت تجاوزات فعلا، منذ متى تقوم هذه الثورة بعد حلقة واحدة، لدرجة صدور بيان من مجلس قومي، وبلاغ من نائب بالبرلمان، بجانب السادة المحامين محترفي إثارة الزوابع، الأطرف أن مالك احدى القنوات التي اعتادت فتح الهوا لشتائم رئيس النادي إياه خرج لينتقد الفنان الكوميدي، لنصل إلى درجة غير مسبوقة من العبث .

برامج أخرى شهدت عرض صور فاضحة، واهانات لا تغتفر لشخصيات بارزة في المجتمع ولقيم وأخلاق المصريين بشكل عام، ولم يحدث لها أي شئ ولا تم وقفها ليوم واحد، والناس حائرون مرتابون قلقون مما يحدث لكنهم يتعاطونه دون مقاومة، وأحكامهم دائما بعيدة عن الحق والقاعدة والقانون، تختلف وتتباين حسب موقفهم من هذا الإعلامي سواء كان مُستخدما كسلاح أو صار ضحية، لو خرج الإعلامي وقال كلام يرضي أفكارهم السياسية ولا تصدقه عقولهم يسكتون لأن السلاح في جانبهم هذه المرة، لو تعرضت إعلامي للوقف أو الحصار وكلامه خارج نطاق مصالحهم يسكتون حتى لو لقى مصرعه أمامهم بالمعنى الحرفي للكلمة لا المجازي للأسف .

وبين هؤلاء وهؤلاء من يأس من كل شئ وفقد الاهتمام بالشأن العام، وهو أخطر النتائج التي يمكن أن تخلفها هذه الفوضى التي لا تجد حتى الآن من يردعها ويمنعها من اغراق ما تبق من أراضي الثقة المتبقية بين الناس وإعلامهم، الثقة التي على أساسها يمكن أن نعيد بناء مصر لو أراد من يبنيها الآن أن تصل رسائله صحيحة لأهلها .

اللهم نسألك الخلاص من فوضى لم يكن يتخلي وزير الإعلام النازي جوبلز نفسه أن يأتي يوما يفعل فيه الإعلام الذي بلا ضمير كل هذا في وعى الشعب .

لمتابعة الكاتب علي تويتر من هنا

لمتابعه الكاتب علي فيس بوك من هنا

اقرأ ايضًا: 

5 أسباب تفسر النجاح السريع لنهار جديد

النهار وريهام سعيد ..شهور الفرص الضائعة

محمد عبد الرحمن يكتب : أنا مصر و .. مداخلات الرئيس

محمد عبد الرحمن يكتب : ما خفي من أزمة خيري رمضان!

محمد عبد الرحمن يكتب : إذاعة الأغاني

محمد عبد الرحمن يكتب : مصر في 24 ساعة

محمد عبد الرحمن يكتب: عودة القوائم السوداء في الوسط الفني

محمد عبد الرحمن يكتب : الطريق لميدان التحرير‎

محمد عبد الرحمن يكتب : وهم اسمه شباب الإعلاميين

مباريات الدوري بصوت جابر القرموطي ويوسف الحسيني !

محمد عبد الرحمن : أكتب صح .. وكمان اقرأ صح

محمد عبد الرحمن يكتب: أحلى صوت وأقبح الأصوات

محمد عبد الرحمن يكتب: الإنهيار الثقافي العظيم ‫

 .

تابعونا علي الفيس بوك من هنا

تابعونا علي تويتر من هنا