مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (66) العصمة في إيد وحيد حامد

بعد ما نجح “طائر الليل الحزين”، كان طبيعي تيجي عروض لـ وحيد حامد، وكان من العروض دي فكرة تعاون مع علي عبد الخالق، وفعلا بدأوا يخططوا لـ فيلم، واتفقوا مع المنتج جمال التابعي عليه.

تعاقد حامد مع التابعي على الإنتاج، وخد مقدم تعاقد ألف جنيه، وبعد شوية، لـ سبب ما المنتج حب يغير المخرج، ويجيب نادر جلال، فـ المؤلف اعترض، وقال له: قانونا ما ينفعش، المادة مش عارف كام لـ سنة كذا بـ تقول إن المخرج شريك في العمل إذا بسط عليه فكره.

قبل ما أكمل لك الحكاية، أحب أقول لك إن وحيد حامد حافظ غيبا كل القوانين الخاصة بـ المؤلف والعمل الفني، لـ إن الموضوع بـ النسبة له زي ما فهمت مش نصوص ومواد مكتوبة بـ حبر على ورق، وده بـ يدلني على ملمح مهم في حياته الفنية.
دلوقتي، المؤلف هو لـ الأسف أضعف حلقة من حلقات صناعة الإبداع في مصر، سواء كان فيلم ولا مسلسل ولا غنوة ولا حتى كتاب، تلاقي كل أطراف العمل صاحبة قرار، والمؤلف آخر واحد، ويمكن مالوش إنه ياخد قرار من أساسه، وحيد مش كده خالص، وهو من المؤلفين النادرين، اللي ينفع الفيلم يتقال بـ اسمه، فـ نقول فيلم وحيد حامد، زي ما بـ نقول مثلا: مسلسل أسامة أنور عكاشة.

لما سألته عن سبب ده، قال لي جملة بديعة: “علشان أنا طول عمري العصمة فـ إيدي”، شرح الجملة دي يطول، بس أول حاجة في امتلاك العصمة هو إنك تعرف حقوقك كويس، وما تساومش عليها. وتعرف واجباتك، وما تقصرش فيها، من هنا هو حافظ كل حرف اتكتب في أي قانون، بـ رقمه، بـ منطوقه، بـ سوابقه التاريخية، سواء مع المنتج، مع الرقابة، مع الممثلين، مع الجن الأزرق، وله في ده حكايات كتيرة، هـ نحكيها في وقتها.

خلينا هنا نفتح ملف حساس شوية بـ خصوص وحيد حامد، يقول لك إن سر قوة وحيد حامد هي علاقته بـ الدولة، وفيه اللي يقول بـ النظام، وفيه اللي بـ يقول من غير مواربة علاقته بـ الأجهزة الأمنية.

وأنا مش في معرض دفاع عن الراجل، ولا فيه حد عنده دليل على حاجة، لكن فيه حاجة مصدقها لـ درجة اليقين، وعارف إني هـ أتشتم كتير بـ سبب اللي هـ أقوله ده بس هـ أقوله:

لو فيه علاقة بينه وبين أي حد في أي حتة، فـ هي علاقة ندية مش علاقة تبعية، بـ البلدي يعني محدش مشغله، ولو فيه أي نوع من أنواع الاتصال، فـ هم اللي بـ يتصلوا بيه نتيجة وزنه مش العكس، والوزن ده جه نتيجة حاجات كتير أهمها ما يمتلكه من بصيرة، وقدرته على صياغة أعمال مؤثرة، بـ رؤية متزنة، وما اعتقدش إن فيه حد في البلد دي ما استشهدش بـ جملة من عنده أو مشهد أو عمل.

أكمل لك حكايته مع التابعي:

لما أصر على عدم تغيير المخرج، والمنتج أصر على التغيير، وصلوا لـ طريق مسدود، فـ راح خد الألف جنيه مقدم العقد، وطلع على مكتب التابعي اداله الفلوس، وطلب منه العقد والسيناريو، فـ المنتج خد الفلوس، وقال له ملكش عندي حاجة.
طلع من عنده وهو مش عارف يعمل إيه، دلوقتي الراجل يقدر يعمل الفيلم مع أي حد، وكمان رسميا هو واخد جزء كبير من فلوسه، فـ فضل كده محتار، لـ حد ما قابل مدير إنتاج اسمه سيد، قال له: إنت تروح دلوقتي تتخانق معاه، وتاخده القسم تثبت حالة.

رجع فعلا، ما لقهوش في المكتب، راح له مكتبه في سينما رمسيس (اللي كان تحت إشرافه) مالقهوش، بس لقى العقد والسيناريو محطوطين على المكتب، فـ خدهم ومشي، وبـ المناسبة، الفيلم ده ما اتعملش، القصة عملها مسرحية اسمها “جحا يحكم المدينة”، ومن ساعتها قرر إنه لا يتعاقد على فيلم إلا بعد ما يخلص كتابته خالص، فـ يمضي هو والمخرج وياخد فلوسه كاملة.

بعد القصة دي، جه فيلم “الطيور تعيش أزواجا”.

بس هو مالوش فيلم بـ الاسم ده، أصلا مفيش فيلم كده.

أيوه، ما هو ده “غريب في بيتي”، اللي مكنش اسمه كده، ولا كان بطولة نور الشريف، ولا كان عن نادي الزمالك

بس ده المشهد الجي بقى

تابعونا

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (3) دوري الشركات

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (64) .. اقتباس

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (2) محلة .. محلة

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (63) المُر .. “سك”

مؤمن المحمدي يكتب: بالمناسبة (1) الأهلي والجيش وطلايعه

مؤمن المحمدي يكتب: عزيزي الزملكاوي.. أقول لك ولا تزعلش؟

.