استشاري نفسي: المتربي المحترم يعاني من جلد الذات

تحدث الدكتور أحمد هارون، استشاري الصحة النفسية، عن ضرورة التوقف عن جلد النفس ولوم الذات، حتى يستطيع الفرد تقبل ذاته والوصول إلى هدنة الأفكار والمشاعر.

قال "هارون" خلال لقائه في برنامج "لعلهم يفقهون" المُذاع عبر شاشة "dmc" مع الشيخ خالد الجندي، إن ما يحتاجه الفرد خلال رحلته للوصول إلى هدنة الأفكار هو التوقف عن جلد نفسه ولوم ذاته، وأن من يُعاني منهما إلا الإنسان الذي لديه دين وضمير، موضحًا: "ما يُعاني من جلد النفس ولوم الذات إلا المتربي الأصيل المحترم، اللي عارف يعني إيه صح وغلط، مافيش حد بيعاني منهم إلا اللي في قلبه دين وجواه رحمة".

نرشح لك: بابتزاز أقرانهم.. مساوئ الذكاء الاصطناعي تصل للأطفال

أردف أن الإنسان صاحب المشاعر والذي يعلم دينه جيدًا، دائم اللوم لنفسه على تقصيره في حقوق الغير وحق نفسه أيضًا، لافتًا إلى أنه لا يطلب من أحد أن يتنازل عن مبادئه وإنما يطلب منه اختيار من يُطبق معه تلك المبادئ، موضحًا: "ما تلومش نفسك أنك قصرت في حق حد مقصر لأنه يستحق، وما تلومش نفسك أنك فرطت في حد باعك لأنه يستاهل، ولا على أنك مش عارف تسامح".

أضاف أن الأزمة الكبيرة هى أنه تم ترويج أن الشخص العاجز عن التسامح هو غير سوي نفسيًا، وأن ذلك مؤشرًا لاضطراب نفسي يجب علاجه، مُشيرًا إلى أن كل هذا الحديث ليس علمًا، فمئات الآلاف من الأشخاص لا يستطيعون مسامحة آباء وأمهات لم ينالوا من نصيب الأمومة والأبوة سوى الاسم، وأيضًا يوجد الكثير من غير القادرين على مسامحة أشقائهم الذين عانوا بسببهم أكثر مما عانى منه سيدنا يوسف عليه السلام.

تابع أن كثيرًا من الناس يُعانون من أشخاص في حياتهم وبسبب عدم قدرتهم على التسامح يتم إلقاء اللوم عليهم، موضحًا: "مئات الآلاف من الناس قربت من حد وكلت وشربت عيش وملح، وولا صان عيش وولا قدر ملح، ومش قادرين يسامحوهم، ونتهم اللي مش قادر يسامح ونقوله أنت قلبك أسود ومش قادر تتجاوز، وواللَّه العظيم ولا قلبه أسود ولا عنده ذرة من المرض النفسي محتاج يتخلص منه، ولكن من حقه عشان يوصل للسواء أنه يعترف ويُقر أنه مش هيسامح".