محمد قرنه يكتب: (صوت في الخلفية).. السبكي أسلوب حياة

دائما تطالعنا عائلة السبكي الشهيرة بباقة من أفخر وأحط البذاءات الموجودة في المجتمع، والتي تخرج منهم انفلاتا بشكل تلقائي على الهواء مباشرة، كأنهم لا يستطيعون الحديث من دون أن يتخلل السباب كلامهم، ومن غير أن يلوثوا آذان المشاهدين بما يتساقط من فوهات أسلحتهم في البذاءة، المسماة ظلما وافتراءً أفواها.

عائلة الجزارين التي غزت سوق صناعة السينما المصرية وأصبحت من أهم منتجي الأفلام تتعامل مع الإعلام ومع الجمهور ومع كل شيء بعقلية الجزار أولا وأخيرا، بمنطق القوة والقدرة، بفلسفة الرد على أي تلميح من بعيد بالإساءة إليهم بمنتهى السوقية والعربجة، كأنهم يجلسون أمام محل جزارتهم بالظبط، لا أمام شاشة يشاهدها الملايين.

“الـ…..” التي انفلتت من محمد السبكي على الهواء في برنامج تامر أمين وأعقبها “إنت عبيط يا محمد يا رمزي” ربما لم تكن الحادثة الأولى لهذه العائلة في صدمة المشاهدين، فهم لهم تاريخ عريق في ذلك عن طريق كل ما يصنعونه من “أكليشيهات” بذيئة وسوقية يطلقون عليها أفلاما، ولكنها كانت المرة الأولى التي تخرج فيها الصدمات من الأفلام إلى أصوات الحنجرة والأنف خلال برنامج تلفزيوني يشاهده الناس مجانا في بيوتهم على الهواء مباشرة، ولا يتوقعون أن تدخل إليهم مثل تلك الصدمات من خلاله.

أيضا التبرير الأبله والكوميدي للغاية الذي صدر من المنتج الشهير بعدها لن يكون الأخير من نوعه، فمحمد السبكي لم يستطع أمام تصوير الكاميرات له على الهواء مباشرة وهو “…..” أن يتنصل من التهمة، ولم يجد أمامه سوى التهوين منها، وأن يقول (صدرت مني إيماءة)، هكذا تحولت (الشخرة) إلى (إيماءة) بمنتهى البساطة لإنهاء الموضوع، تماما مثلما تحولت (تستاهل اللي عملوه فيك في أمريكا يا إبراشي، وبطلجي مين يا …) إلى (صوت في الخلفية) كما برر كريم السبكي أمس ببجاحة أحسده عليها كثيرا.

وعلى الرغم من سذاجة وطرافة التبرير الذي قدمه كريم السبكي، إلا أنه يعكس طريقة تفكير عامة للأسرة تعلموها من منطق القوة والنقود، فهذه الأسرة تملك دائما القدرة على التبرير مهما كان الخطأ أو الجريمة التي يرتكبونها في الواقع، لا تعترف أبدا أنها أخطأت، ولا تسمح لنفسها بإدراك فداحة ما تقوم بهم وما تصنعه في هذا المجتمع، أفرادها يبررون فقط ويعرفون جيدا أن القوة والنقود يغفران كل شيء ويجعلان كل شيء هينا.

(صوت في الخلفية) التي قالها كريم السبكي ليست مجرد جملة عابرة، فالسبكي أسلوب حياة كامل متكامل، طريقة للعيش والتعامل مع الموجودات من منطلق (أنا الأعلى، وأنا الأقوى، وزلتي مغفورة أيا كانت، ولن أعترف أنها زلة من الأساس، سأقدم لكم أي تبرير أبله وعليكم أن تبلعوه غصبا عن أنوفكم)، هذا هو ما يفعله السبكي في أفلامه، وما يفعله في حياته وواقعه، وما أصبح يفعله حتى في البرامج الفضائية وفي تعامله مع الإعلام، فالطبع يغلب التطبع كما يقولون.

وأحب أن أختم هذا المقال على طريقة ومنهج حياة كريم السبكي، فأقول إن ما تعرض له الإعلاميون المصريون في أمريكا هو مجرد (صوت في الخلفية)، وإن ما يشهده إعلامنا الآن من حالة انفلات غير مسبوقة هو أيضا (صوت في الخلفية)، وإن وجودنا في هذا البلد في هذا التوقيت هو كذلك (صوت في الخلفية) التي نسب ونعلن فيها جميعا، ولذلك يحتفظ أفراد تلك العائلة بعدة أصوات وإيماءات مختلفة في خلفياتهم على الدوام تحسبا للظروف، وهو الأمر الذي أثبت فاعليته حتى الآن كما رأينا، ويبدو أن أصوات الخلفيات ستستمر وتتكاثر في الفترة المقبلة طالما ظلت هذه العائلة في نقطة الضوء، فالسبكي أسلوب حياة لا ولن يتغير.

اقرأ أيضًا:

محمد قرنه يكتب: دوت مصر ..ما جمعه عبد الله كمال يفرقه خالد البري

محمد قرنة: عن بلاعة “السوشيال ميديا”

جماهيرية غادة عبد الرازق لن تنقذ Arab casting

ماذا يفعل الرئيس السابق للبيت الفني للمسرح في Arab Casting؟

ما الذي يجمع بين عمرو دياب وليلى علوي؟

أحمد فهمي رافضًا احتراف زوجته الغناء: أنا شرقي جدًا

إنتصار: باتفرج على أفلام إباحية

 

تابعونا علي تويتر من هنا

تابعونا علي الفيس بوك من هنا