طارق عباس يكتب: عندما تألق مصطفى خاطر

طارق عباس
طارق عباس

ليس أصعب على الفنان الصاعد من المحافظة على نجاحه وعدم قتل موهبته وإعجاب الجمهور به، فالفنان الذي لديه مخزون وافر من الفن يستطيع إحضار أدواته في أي وقت، ويخلق بها “كاراكتر” خاص به، يدهش المشاهد ويجعله ينسى هذا الممثل في كل أدواره ويراه فقط في شخصيته الجديدة، هكذا أرى الفنان “مصطفى خاطر”، الصاعد بقوة الصاروخ في سماء الكوميديا، محافظا على التنوع والموهبة والقبول، لا سيما بين أفراد فرقته المسرحية.

سحب “خاطر” البساط من تحت قدمي زميله في فرقة مسرح مصر “تياترو مصر سابقا”، على ربيع، وأصر على تحقيق ذاته بعيدا عن التكرار الممل، مهما كانت مساحة الدور، فعينا المشاهد بدأتا في البحث عنه وفي توقع الحركات والجمل التي يركز عليها في الدور، لتنطلق الضحكات في المسرح وخلف الشاشات، في كل مرة يظهر فيها خاطر ويلتقط أطراف الحديث على المسرح.

تجربة “على ربيع”، أخافت الجميع، أصبح كظاهرة انتهت، لا أدوات إضافية ولا تجديد حتى في الشكل أو المضمون، نال في البداية إعجاب الجمهور بسبب تلقائيته في الحديث وطريقة كلامه وحركات جسده، لكنه حرق نفسه في المسلسلات أو الأفلام التي شارك فيها بأدوار غير مؤثرة في الفترة الأخيرة، وتبع ذلك الحلقات التي عرضت من مسرح مصر في الفترة الأخيرة، لتتأكد أنه ليس لديه جديد ليقدمه للجمهور، وأنه وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه بعد أن توقع له الجميع الصعود المتواصل.

“مصطفى خاطر” يتميز من وجهة نظري عن باقي زملائه بأنه يسعى للتجديد دوما، وظني أن “أشرف عبدالباقي” يساعده في ذلك لإيمانه بجميع أفراد الفرقة وخاصة الوجوه المحبوبة منها، وكل ذلك مع عدم وجود عروض قوية هذا الموسم رغم الإمكانيات وطوابير الجمهور والتذاكر المباعة لفترة طويلة مقدما، إلا أن الواقع يؤكد وجود فقر في الكتابة المسرحية وعدم تجديد روح العروض، وهو ما يجعل المشاهد يتوقع تماما أن المسرحية لن تتجاوز السخرية من جسد فنانة أو وجه فنان وأسنانه والاعتماد على الخروج عن النص في معظم الأحيان وضحك الممثلين أنفسهم، إضافة لبعض الرقصات على الأغاني الشعبية، دون مضمون يساعد على جملة النهاية التي يحاول عبدالباقي أن يجعلها بمثابة حكمة أو نصيحة، أكل الدهر عليها وشرب.

على “خاطر” أن يبتعد عن الغرور والتكرار، ويعمل جاهدا على تطوير نفسه لأن الوصول للقمة يحتاج مجهودا أكبر في الحفاظ عليها، فالتمثيل الكوميدي لا يختلف كثيرا عن احتراف كرة القدم، ولا شك أن هناك أسماء وصلت لسماء الاحتراف والنجومية، لكنها سقطت بفعل الغرور أو الاكتفاء بالشهرة والأضواء، وعدم تكريس المجهود لتطوير أنفسهم.

لمتابعة الكاتب عبر فيس بوك من هنا

اقرأ أيضًا:

طارق عباس يكتب: حظر نشر أم حظر حق دستوري؟

طارق عباس: “قناة السويس” وحدها لا تكفي!

طارق عباس يكتب: إلى “محلب”.. متى تستقيل؟

طارق عباس.. “بسمة – عراقي”: إنتوا بتشتغلوا إيه؟!

طارق عباس: ضع كلمة “جنس” في برنامج أو خبر!  

طارق عباس: تقنين الحشيش.. “القلشة” حكمت!

 .

تابعونا عبر تويتر من هنا

تابعونا عبر الفيس بوك من هنا