الأحد.. الهالة تطلق "ثمة رجل يهمني.. هو ناصر" للمؤرخ عباس أبو غزالة بمكتبة الإسكندرية

تقيم مكتبة الإسكندرية، الأحد المقبل، بالتزامن مع الذكرى 71 لثورة 23 يوليو، حفل إطلاق ومناقشة النسخة العربية لكتاب “ثمة رجل يهمني.. هو ناصر”، للكاتب والمؤرخ الدكتور عباس أبو غزالة، والصادرة حديثا عن دار الهالة للنشر والتوزيع.

الندوة تقام ضمن فعاليات الدورة 18 معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، بمركز المؤتمرات بقاعة الوفود، في تمام الخامسة مساء، بحضور د. عباس أبو غزالة، ويديرها الدكتور فتحي أبو عيانة.

نرشح لك: بعد فوزه بجائزة غسان كنفاني.. عمرو حسين: أتمنى أن تترجم أعمالي للغات مختلفة

يهتم الكتاب – الذي صدرت طبعته الأولى باللغة الفرنسية في الذكرى الخامسة بعد المئة لميلاد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن دار لارماتان – في مجمَلِه بالحديث عن السياسة الخارجية للزعيم جمال عبد الناصر ومواقفه الرسمية، ومكانته الدولية، ونظرة الغرب إليه، والتي اختلف بها فيه عاطفيًّا وموضوعيًّا، لكن الكثير يشهد له بمساهماته في الدفاع عن حقوق الشعوب المضطَهَدة والمغلوبة في إفريقيا، والمشرق العربي، والسعي الحثيث نحو الحرية والعدل والمساواة، مع عدم إغفاله الشأن المصري الداخلي، وتجلى ذلك في المشروعات السياسية والاقتصادية الكبرى؛ التي كان من أهمها مشروع السَّدِّ العالي، وتأميم قناة السويس. والتفت حوله الكثير من مصر وخارج مصر؛ ساندوه في رؤاه وأطروحاته، واتفق الجميع على وطنيته ونزاهته، وصدقه في العمل والنضال.

وبين نظرة أنه زعيم وقائد فذّ بما يمثله تيار الناصريين والمحبّين له، وبين نظرة أنه أخطأ كثيرا في حقّ نفسه وبلده بما يمثله تيار مضاد لكل ما هو ناصري المنهج والفكر، ومضاد للرئيس جمال عبد الناصر في شخصه وذاته؛ يقدم الكتاب لهؤلاء وأولئك قراءة موضوعية بعيدة عن العاطفة والميول، مراعاة للأحداث التاريخية المهمة المرتبطة بفترة نضال عبد الناصر في سبيل مشروعه القومي، وفترة حكمه المكملة لمشروعه الكلي، ويذكر أن تداعيات تلك الفترة الحرجة من تاريخ العالم، التي امتدّت تأثيراتها إلى الأجيال التالية، لم تكن هينة، ولا ينبغي أن ننسى أن الأحمال التي كانت على عاتق الرجل يعجز عن إدارتها والتعامل معها كثير ممن انتقده ورأى في نفسه أنه قادر على صنع التغيير.

ولقد اشتد البغض لناصر حتى وصل برئيس الوزراء الفرنسي (جي موليه) صاحب الحرب ضد مصر عام 1956 أن وصفه بهتلر آخر، واعتمد على مقاربة بين مؤلفي (فلسفة الثورة) لناصر وكتاب (كفاحي) لهتلر، وشغفهما بالقيادة والريادة، ويأتي من نفس البيت -قصر الإيليزيه- تصريح معاكس على لسان الجنرال (شارل ديجول) الذي قال إن هناك من يقدره وهو جمال عبد الناصر، وهذا إقرار بأهمية الرجل وأثره السياسي والشخصي، ولهذا كان الكتاب رسالة موضوعية لفهم الرجل ودعوة إلى التعرف على حقيقة هذا الزعيم. وعلى من يريد بناء الغد على أسس متينة أن يفهم ماضيه وكل المؤثرات والمتغيرات السياسية الحاكمة لوضعه الحالي ومرد ذلك على مستقبله.

الجدير بالذكر أن المؤرخ الدكتور عباس أبو غزالة من مواليد الإسكندرية، ومقيم منذ سنوات في فرنسا، حصل على الدكتوراه من السوربون، وأصدر عدة كتب من بينها الكتاب التوثيقي (مذكرات نابليون بونابرت- الحملة على مصر)، وكتاب آخر ممتع عن (تاريخ أوبرا عايدة).