محمد سليمان عبد المالك: ردود أفعال "مذكرات زوج" فاقت توقعاتي.. وأنتظر العودة للسينما

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج
سالي فراج

تسيطر الأزمات الزوجية على الموسم الرمضاني الحالي، من خلال العديد من الأعمال الدرامية، والتي من بينها مسلسل “مذكرات زوج” الذي يُناقش معاناة زوج وأب في حياته الروتينية ومحاولاته الخروج منها وتغييرها مع وجود الكثير من العقبات التي يواجهها.

يُعرض مسلسل “مذكرات زوج” على شاشة “cbc”، وهو مكون من 15 حلقة، ومن بطولة طارق لطفي وعائشة بن أحمد ومن إخراج تامر نادي، ومن معالجة درامية محمد سليمان عبد المالك.

حاور إعلام دوت كوم السيناريست محمد سليمان عبد المالك، للحديث عن كواليس معالجته الدرامية للمسلسل، وهل المعالجة الدرامية للكتاب تكون أسهل أم للرواية، وما هي تخوفات فريق العمل خاصة وأن الكتاب تم تحويله لمسلسل في بداية التسعينيات، وفيما يلي أبرز التصريحات:

1- اتجهت للبحث عن كتب وراويات لمعالجتها دراميا منذ العام الماضي بدءا من مسلسل “راجعين يا هوى” الذي كان مسلسلا إذاعيا، وقمنا بتطويره لسيناريو وحوار تلفزيوني بمعالجة جديدة وحصرية مأخوذ عن الكاتب أسامة أنور عكاشة.

2- هذا العام قررت البحث في عالم كبار الكُتّاب الذين تربيت على كتبهم في سنوات مبكرة وتأثرت بهم في محاولة لتقديم أحد أعمالهم للشاشة مرة أخرى، وهذا السبب الذي جعلني أبحث عن “مذكرات زوج”.

3- الكاتب أحمد بهجت شارك في تنمية عقلي وتفكيري، ومن المهم وجود تواصل بين الأجيال وبعضها، وتقديم أعمال كبار الكُتّاب للأجيال الجديدة من ناحية ومن الناحية الأخرى أرى أن الكتب والروايات بها كنوز يجب أن يلتفت إليها الكُتّاب ونعيد تقديمها للشاشة مرة أخرى بما يسمى ثقافة الريميك “Remake”، أو إعادة الإنتاج.

4- “مذكرات زوج” ليست رواية، هو كتاب عبارة عن سلسلة مقالات ساخرة كتبها الكاتب أحمد بهجت في أواخر الستينيات وجُمعت في كتاب في الثمانينيات وتقدمت في مسلسل في بداية التسعينيات.

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج

5- عملت على النص الأصلي والسيناريو الذي كتبه الكاتب أحمد بهجت للشاشة واستوحيت منهما رؤية جديدة ومعالجة جديدة معاصرة.

6- المعالجة الدرامية لرواية تكون أسهل من المعالجة لكتاب، لأن الرواية تكون واضحة الخطوط الدرامية وبناء الشخصيات وتطور الأحداث، والحبكة درامية بالطبع تحتاج إلى جهد كبير من السيناريست أثناء المعالجة السينمائية أو التلفزيونية، ولكن عندما تعمل على كتاب لا يوجد به شخصيات واضحة أو تصاعد درامي أو أحداث درامية بشكل معين يكون دور كاتب السيناريو أكبر في خلق عالم الشخصيات والتطور الدرامي وهذا ما سيشعر به من قرأ الكتاب وشاهد العمل الدرامي.

نرشح لك: آدم وهدان: أحمد أمين رشحني لـ”الصفارة”.. وركوب الخيل ساعدني في “الكتيبة 101”

7- أما عن كواليس التحضير للمعالجة فقد بدأت البحث مع شركتي الإنتاج بعد رمضان الماضي، وكان لدينا اختيارات كثيرة، ولكن جميعنا اتفقنا على “مذكرات زوج”، لأنه العمل الأقرب إلى قلوبنا، ولأننا رأينا فيه رؤية جديدة، من رحلة البطل “رؤوف” وخروجه من حياته الرتيبة المملة إلى الانطلاق والتحرر وهل سيعود منها ام لا.

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج

8- بالطبع دور الكاتب أن يرشح مع الجهة المنتجة والمخرج أبطال للعمل لأنه أثناء الكتابة يتخيل الشخصيات.

9- كنت متخوفا من ردود الأفعال على المسلسل مقارنة بالظروف الصعبة التي ظهر فيها، لأن الوقت كان ضيقا وبدأنا تصوير في موعد متأخر، فبالتالي ردود الأفعال كانت مريحة ومثلجة للصدر على كل المستويات، وراضي عنها تماما، ولم أكن أتوقع ردود الأفعال الإيجابية في رمضان خاصة وأن العمل مكون من 15 حلقة فقط، ويُعرض على قناة واحدة، مع وجود منافسة شرسة مع أعمال ضخمة جدا بها نجوم كبار.

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج

10- لم استعن بطبيب نفسي أثناء الكتابة، لأنني في الأساس كنت طبيبا، ولدي خلفية جيدة في علم النفس كقارئ وليس كدارس فقط، وما ظهر على الشاشة نتيجة للاجتهاد شخصي.

11- مقصود في العمل إظهار وجهة نظر الزوج “الرجل” في الحياة الزوجية والعلاقات بشكل عام وفي رحلته هو، لكن هذا لا يعني أن يظهر ضحية ومظلوما فقط، لذلك حاولت ألا أجعل الشخصيات النسائية مُدانة أو ظالمة أو طوال الوقت عليها الخطأ أو عبء كل المشاكل التي تحدث، لأن دائما هناك وجهات نظر مختلفة يجب أن نعرضها بقدر من التوازن، والعمل لو كان اسمه “مذكرات زوجة” لحرصت على عرض كل وجهات النظر قدر المستطاع.

12- لم نكن خائفين من المقارنة مع العمل السابق، ولكن التخوف كان على أكثر من مستوى وأولهم اسم الكاتب أحمد بهجت كقيمة أدبية كبيرة، وهو نفس التخوف الذي حدث لي مع مسلسل “راجعين يا هوى” للكاتب أسامة أنور عكاشة، لأن الكاتب يتحمل مسئولية كبيرة في تقديم أعمالهم بما يليق باسمهم وإنتاجهم أكثر من فكرة المقارنة المباشرة مع مسلسل “مذكرات زوج” السابق، لأنني كنت محافظا على أخذ الإطار العام لمذكرات زوج كنص أدبي ساخر وحافظت على أسماء الشخصيات وأضفت شكلا جديدا من العلاقات لأن الزمن تغير وطبيعة العلاقات بين الأزواج تغيرت.

13- انتشار المنصات أمر إيجابي لأنها كسرت قواعد كثيرة منها أن الأعمال تنجح في رمضان فقط، أو المشاهد العالية تكون في رمضان فقط، أو الالتزام بـ 30 حلقة كاملة تقدم في رمضان فقط، وفتحت المجال لوجود تنوع أكبر وجرأة أكثر في طرح المواضيع ولم نصبح مقيدين في عدد الحلقات ولا زمن الحلقة وأعطت فرصة لظهور وجوه بطولة جديدة عكس الأبطال المعتادة، وأعتقد أننا اليوم نقوم بعمل مسلسل مكون من 15 حلقة هو نتيجة لتأثير المنصات وأنها كسرت حاجز سيطرة الـ30 حلقة حتى في رمضان.

14- لا أرى وجود نقص في نوع درامي حتى المسلسلات التاريخية التي كنا نرى أنها غير متواجدة منذ فترة في المواسم الرمضانية أصبحت موجودة هذا العام من خلال مسلسل “رسالة الإمام”، بالعكس أصبح هناك جرأة أكثر في اقتحام مناطق جديدة وطرح رؤى جديدة دراميا، ولكن يجب أن نجتهد كصناع دراما في هذه الأنواع لتقديم رؤية جديدة لها ولا تكون نسخا مكررة لأعمال قدمت من قبل.

15- أرى أن الدراما مجال أوسع للكاتب في تقديم رؤيته بشكل أكبر نتيجة للمساحة الزمنية وتعقد العالم الدرامي حتى يستطيع أن يخرج أفضل ما لديه، حيث يُقال إن “التلفزيون وسيط يسيطر عليه الكاتب”، غير السينما فالمخرج والمنتج يكونان الأكثر سيطرة.

16- أنتظر اللحظة التي سأعود فيها للسينما مرة أخرى بعمل يليق بالغياب الطويل ولكنني أحب التلفزيون وكانت من أحلامي تقديم أعمال تلفزيونية مختلفة.

نرشح لك: حازم إيهاب: “مذكرات زوج” تجربة مهمة.. والسوشيال ميديا ليست مقياسا للنجاح

17- لا أرى أننا لدينا أزمة ورق كما يُقال، ولكن أرى وجود أزمة مفتعلة من المنتج السمسار الذي يُريد أن يجعل الفنان يوقع فقط على العقد، والمهم أن يكسب، ولا يهتم في البحث عن سيناريوهات يطورها، فهناك منتجين لا يقرأون النصوص التي يقدموها، وهذا ما أدى إلى خلق أزمة السيناريوهات ولكننا بالطبع لدينا مواهب وأشخاص تريد أن تقدم قيمة وليس مجرد شيء استهلاكي فقط.

18- سبب اتجاهي للمعالجة الدرامية هو أنني أريد أن أقول أن لدينا أصولا وأعمالا لكُتّاب كبار من الممكن أن نستغل أعمالهم ونقدمها مرة أخرى حتى نتذكر دائما أنهم كانوا يقدمون قيمة حقيقية.

19- عملية التطوير مع المحافظة على النص الأصلي مع وضع جزء من إبداعك الشخصي ليست سهلة وتكاد توازي في صعوبتها الكتابة من الصفر، إن لم تكن أصعب وأنا ضد التعميم فكل عمل تكون صعوبته قائمة من صعوبة العمل ذاته.

20- يُعرض عليَّ أعمال تاريخية أخرى بعد مسلسل “ممالك النار” ولكنني أنتظر فرصة لعمل تاريخي على نفس المستوى أو أفضل، وحلمي الشخصي أن أقدم عملا تاريخيا فرعونيا وما زلت منتظر الفرصة.

محمد سليمان عبد المالك عن مذكرات زوج

 

نرشح لك: 

طه دسوقي: لم أتردد في قبول “الصفارة”.. وتكرار مشاهد الحفلة هي الأصعب