عمر طاهر يكتب: مطب الصوت الواحد
لن يقول أحد من أصحاب الشاشات للنظام إنه بحاجة لمعارضة، وهي غير متوافرة أبدا في الأحزاب بالمناسبة.
النظام بحاجة لأن يستمع لأصوات تعارضه، وشخص (ماعندوش فكرة) هو الذي يعتقد أن هذا يضر بالبلد، ما يضر بالبلد أن تسير أسيرة صوت واحد أو بالكتير صوت وصداه، النظام بحاجة لمن يراجعه ويشتبك معه فكريا وبالمناسبة هذا لن يتحقق في البرلمان القادم.
كما أن الكبار الذين يفترض أن يقوموا بهذا الدور رضخوا لفكرة أن المعارضة ضارة في هذا الوقت وأخدوا (جنب) ومعظمهم صادق في إيمانه في أن هذا في مصلحة البلد، إيمانه صادق لكن الفكرة بلح بدون أدني شك.
لا الأحزاب ولا كبار المثقفين والسياسيين يلعبون معارضة، ومن نجا منهم يلعب هذا الدور علي استحياء وفي إطار المقال أو ساعة علي الهواء، وهي محاولات لها احترامها لكنها لا تلفت نظر النظام، بقيت المعارضة علي طريقة منصات الخارج وهي معارضة تخدم النظام إذ تمتليء بالمبالغات والتلفيق والضعف المهني والسذاجة ووجودها يجعل كثيرين يحسبون للنظام الحالي أنه انقذهم من هذة الذهنيات.
لن يلعب البرلمان القادم هذا الدور لأن الجميع لعب في (جينات) هذا البرلمان قبل أن يخرج إلي النور، والناس لن تنتخب ما يخدم الوطن كفكرة، لكنها ستنتخب بكل تأكيد من يخدم فكرة العائلة والقبيلة والدين والمصلحة، وهذا متوقع ولا يصلح معه توصيات، والأكثرية هي التي تفرض علي هذا الوطن نجومه الأغلي سعرا من مطربي الافراح لنبطشية الشاشات، فانظر من الذي جعلت له الأكثرية سعرا في بلدنا.
لا أتحدث عن معارضة الزيطة وتصفية الحسابات وقطع الطريق من أجل قطعة من التورتة، المعارضة التي نحتاج إليها هي المعارضة التي يكبر معها حالة ثراء الأفكار وتحدث معها نقلة في نوع المواضيع وطريقة الحكم علي الأشياء ورفع احتمالات النجاح في كل خطوة لأقصي احتمال ممكن.
الإفراج عن بعض الشباب في العيد أمر جيد لكن فكرة الإفراج يجب أن تكبر فيفرج عن كل حملة الأفكار المحبوسين في السجن والجامعة والمؤسسات والإعلام وقيود البيروقراطية والحرب العشوائية ضد كل من يفكر بطريقة مختلفة وسجن النغمة الواحدة وحتمية عدم التجويد أو الخروج عنها لأن هذا خطر.
كيف يمكن أن يحدث هذا؟، نحن بحاجة إلي نقاش جاد، ولكن المهم الآن هو الإيمان بالفكرة الأساسية، قوة النظام من قوة معارضته، هذا قول بديهي، وهذا أمر غير مريح، غير مريح لأننا لسه بنتكلم في البديهيات.