مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (57) ..وداد

مؤمن المحمدي
مؤمن المحمدي

الستات اللي ما قدرش عليهم إبراهيم أفندي، كانوا العاملات في الفابريكا، بـ التحديد اتنين منهم، والباقيين مشجعات، واحدة جت متأخرة فـ اتخصم لها نص يوم، والتانية جت بعدها، ونفدت.

الأولى اتهمت التانية بـ إن مشيها البطال كان السبب في عدم الخصم، فـ اتعاركوا، واحتكموا لـ إبراهيم أفندي، اللي ما قدرش يفهم منهم حاجة، لـ إن الست نوعين: واحدة “مستقيمة”، فـ دي لتاتة وعجانة، ومش بـ تقول كلمة مفيدة. والتانية عايشة بـ جسمها، وبـ عرضه على اللي رايح واللي جي، فـ بلاها.

الأولى كانت وداد حمدي، والتانية كانت سامية جمال، وهااااااااح كبيرة، لـ الاتنين الصراحة.

وداد وارد كفر الشيخ، وخرجية معهد السينما، وفضلت تشتغل خمسين سنة متواصلة، من 1944 لـ حد 1994، بـ استثناء فترات قليلة، لما كانت تتجوز حد، يقعدها في البيت، ويدوب شوية صغيرين، وتتطلق وترجع تشتغل.

وجوازات وداد حمدي غريبة قوي، يعني اتجوزت محمد الموجي، بعد خناقة مع سعاد مكاوي، واتجوزت محمد الطوخي، واتجوزت صلاح قابيل. وخلفت منه عمرو، وأغرب واحد فيهم كان الطوخي المنشد، اللي غنى “ماشي في نور الله”.

ونلاحظ إن اتنين من التلاتة ليهم علاقة بـ المزيكا، (أول اتنين) لـ إن بدايات وداد حمدي كانت مطربة في كورس غنائي، بس ما كملتش، وما سمعناش منها حاجة، لـ إنها لمعت كـ ممثلة في وقت السينما كانت ناهضة، والإنتاج كان كثيف، والشغل كتير، وهي، الله يرحمها، مكنتش تقول لـ الشغل لأ، على أساس إن الإيد البطالة نجسة.

ومن النوادر إنها رضيت تلعب دور في فيلم مش هـ تظهر فيه خالص، تمثل بس بـ صوتها، فـ عملت دور “ورقة بـ خمسة جنيه”، في فيلم اسمه الخمسة جنيه، المفروض إننا بـ نشوفها وهي بـ تلف من إيد لـ إيد، ومن جيب لـ جيب، علشان نتأمل أحوال البلاد والعباد، فكرة لطيفة، بس اتنفذت بـ سذاجة.

علشان كده ما ارتبطتش وداد بـ حد فنيا، ولا بـ فرقة، يعني وقتها اشتغلت مع علي الكسار ماشي، مع نجيب الريحاني ما يضرش، طلع فوزي، مش بطال، والطريقة دي في الشغل تمام، إنما الحقيقة بـ تخسرنا فنيا كتير، فـ ما شفناش وداد حمدي تقريبا إلا في دور واحد مستنسخ بـ تنويعات طفيفة (الشعبية خفيفة الظل، غالبا خدامة، ولما البيوت المصرية اختفت منها الخدامات في الستينات، بقت حاجات شبيهة بـ كده)

معروف إن وداد حمدي اتقتلت وهي عندها سبعين سنة، مارس 1994، واللي قتلها ريجيسير اسمه غالي باسيلوس، وغالي لـ المفارقة كان محبوب في الوسط الفني أول ما طلع، وفنانين كتير كانوا بـ يحبوه، بس البودرة بقى والقمار وزي ما إنت راسي.

كان عارف إن وداد عايشة وحدها في عمارة فينوس، رمسيس، فـ راح عرض عليها دور في فيلم وهمي، استقبلته، وحصل اللي حصل، واتقبض عليه، واتنفذ فيه حكم الإعدام 1996، وتفاصيل الحادثة أشهر من إننا نعيدها، الغريب بس إن وداد كانت الاختيار التاني لـ غالي بعد يسرا، بس ما عرفش ينفذ الخطة معاها، فـ راح لـ وداد، على أساس إنها بـ تقبل بـ أي شغل من أي حتة.

وداد في “أحمر شفايف” كانت هي اللتاتة، اللي عندها الحق، بس مش بـ تعرف تعرضه، وكل ما يطلب منها تحكي، تقعد تقول مقدمات مسجوعة بـ طريقة لطيفة، لـ حد ما تزهقه، فـ يروح لـ التانية، اللي هي سامية جمال.

سامية حدوتة كبيرة في مسيرة السينما والرقص المصري، ومش هـ ينفع نلمها في كام فقرة، فـ خليها بقى لـ المشهد الجي
تابعونا.

الصفحة الرسمية للكاتب مؤمن المحمدي

اقـرأ أيضـاً:

مؤمن المحمدي يكتب : ألف مشهد ومشهد (56) ..نسوان ألف ليلة وليلة

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (55) خلطة الريحاني   

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (54)  

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (53) ..أحمر شفايف 

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (52) المشاهد المحذوفة

مؤمن المحمدي يكتب: ألف مشهد ومشهد (51) أدهم السعيد

.