عرض "ثري دي" وتقنيات سينمائية.. بتول عرفة تكشف كواليس صناعة مسرحية "تقدر"

هالة أبو شامة   مسرحية تقدر مسرحية تقدر مسرحية تقدر

على مدار يومين، شهدت خشبة مسرح دار الأوبرا المصرية عرض مسرحية “تقدر” الذي أقيم ضمن مبادرة مدرستنا التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرعاية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، لإحياء المسرح المدرسي.

مسرحية تقدر

استمر العرض الذي كتبه مدحت العدل، وأخرجته بتول عرفة، قرابة ساعة وعشر دقائق، وشارك فيه نخبة كبيرة من النجوم هم يسرا، كارول سماحة، أكرم حسني، محمد فراج، حنان مطاوع، أسماء أبو اليزيد، محمد الشرنوبي، أحمد الرافعي، فريق بلاك تيما، وكورال الشرق، بالإضافة ثلاث وجوه شابه ظهرت لأول مرة من خلال العمل وهم إسلام خالد، بهاء سليمان، أشرف فرحات.

كما شارك أيضًا 7 أطفال هم محمد عزازي، يوسف صلاح، منذر مهران، تيم إسماعيل، ريتال ظاظا، جنا صلاح، هنا زهران.


مسرحية تقدر
مسرحية تقدر
مسرحية تقدر

حاور “إعلام دوت كوم” المخرجة بتول عرفة، لمعرفة كواليس العمل وتفاصيل إعداده وتحضيراته.

الرمز والمثل الأعلى

قالت “عرفة” إن الكواليس كان أقرب لورشة العمل، إذ اجتمعت في البداية مع كل من الدكتور مدحت العدل، والجهة المنتجة، للاتفاق على ما سيتم تقديمه خلال المسرحية، موضحة أنها اقترحت أن يتم تنفيذ العمل بالاستعانة بالتقنيات الحديثة والمؤثرات البصرية، وعلى هذا الأساس شَرع “العدل” في كتابة النص.

أشارت إلى أن فقدان الجيل الجديد للرمز والمثل الأعلى وانفصالهم عن تاريخ بلدهم، كان دافعهم لصياغة نص مسرحي يتضمن العديد من الشخصيات الهامة والمؤثرة في العديد من المجالات على مر العصور في تاريخ مصر، لذا كان هناك شخصيات من الخمسينات والألفينات والثمانينيات والعصر الفرعوني، لافتة إلى أنهم كانوا حريصين على إبراز دور المرأة في المجتمع من خلال عرض لوحة حملت 32 اسم سيدة رائدة في مختلف المجالات من بينها الطب والهندسة والحقوق والفيزياء والرياضة والغناء والفن وغيرها.

مسرحية تقدر

مراحل العمل

أوضحت “بتول” أن تحضيرات العمل تمت على فترات ومراحل مختلفة، إذ أن المرحلة الأولى كانت تلك عملت فيها مع الدكتور مدحت العدل على كتابة النص، ومن ثم بدأت مرحلة جديدة بعد انضمام الملحن إيهاب عبد الواحد، والموزع ميشيال فاضل، للعمل على أغاني المسرحية، مؤكدة: “كنا بنشتغل مع بعض.. الأغاني دي قعدنا سوا اتكتبت واتلحنت واحنا مع بعض مش كل واحد كان بياخد الشغل ويروح يشتغله لوحده ويرجع.. كنا بنشتغل زي الورشة”.

أضافت أنه بعد فترة انضم إليهم الفريق الذي عمل على المؤثرات البصرية، مؤكدة أن تحضيرات تلك المرحلة استغرقت 7 شهور، أعقبها بعد ذلك مرحلة تدريب الأطفال قبل اجتماعهم مع نجوم العمل المحترفين، معلقة: “كله اشتغل مع بعض تقريبا”.

تقتنيات “3D”

خلال العروض المسرحية، اعتاد الجمهور على أن يجلس في الصالة موجها أنظاره لخشبة المسرح حيث يؤدي الممثلين أدوارهم، لكن المختلف في مسرحية “تقدر” هو أن التقنيات التكنولوجية الحديثة حولت العمل لمسرحية “3D” مما جعل الجمهور مشاركا فيه بشكل أو بآخر.. إذ أن بعض اللوحات واللقطات التي عرضت كانت تتحرك على جانبي الصالة وصوب الجمهور، بل وأحيانا كانت اللقطة تعرض على الشاشة ومن ثم تجد الشخصيات تخرج بسلاسة ونعومة من خشبة المسرح، فتتحول من شخصيات افتراضية على شاشة إلى شخصيات واقعية من لحم ودم، هذا ما شِكل عامل إبهار كبير للمتفرج من بداية العرض وحتى نهايته.

وعن ذلك، علقت بتول عرفة مؤكدة أنها أرادت أن تُشعر الجمهور وكأنهم يشاهدون فيلم “3D”، ليندمجوا ويتعايشوا مع العمل كأنهم مشاركون فيه، لذا فإنه بخلاف المثرات البصرية التي تم الاستعانة فيها بتقنية الهولوجرام، فإنه أيضًا تم استخدام ساوند سيستم مشابه للمستخدم في قاعات العرض السينمائي، معلقة: “الإيموجي كنتي بتحسي كأنها داخلة عليكي.. ده كان مقصود عشان الناس تعيش الأجواء”.



نرشح لك: من الماركيز المفقود لـ مصنع الكبريت.. “إينولا هولمز 2” تنتصر للمرأة

سبب الفكرة

رغم أن التقنيات المستخدمة مكلفة للغاية، إلا أن صناع العمل أصروا على الاستعانة بها، لذا أوضحت “عرفة” أن الدافع وراء ذلك هو أنهم أرادوا أن يلفتوا ويجذبوا انتباه طفل “2023” الذي اعتاد في حياته اليومية على متابعة اليوتيوب ولعب البلايستيشن  ومشاهدة الكارتون، موضحة أن التغذية البصرية كانت مهمة خلال العرض حتى يعيش نفس الأجواء التي اعتاد عليها مع تغذيته ذهنيا بالمحتوى المفيد الذي تم عرضه.

تابعت: “ليه دايما بنفصل الماضي عن الحاضر!، لأ أنا ممكن أحي تاريخي والماضي بتاعي وأشبع الأطفال دي بمعلومات حلوة بس بلغة العصر والتقنيات الحديثة.. فكدة أنا أفدته وأبهرته وده كان هدفنا الرئيسي”.

أحمس طارد الهكسوس

بخلاف الجانب المعلوماتي الذي تم سرده بواسطة نجوم وشخصيات هولوجرام كان أبرزها محمد صلاح، ونجيب محفوظ ومجدي يعقوب، وغيرهم، فقد كان من اللافت للانتباه تخصيص مساحة زمنية كبيرة لشخصية أحمس طارد الهكسوس، حيث تم عرضها على هيئة سكتش تمثيلي تم الاستعانة فيه بثلاث وجوه شابة بجانب الفنانة حنان مطاوع التي أدت دور والدته، لذا أوضحت بتول عرفة، أن السبب وراء ذلك أنها أرادت أن تخلق توازن بين الجانب المعلوماتي والقصة الدرامية، معلقة: “لو مشهد بتدي فيه معلومات صعب تقعدي على المسرح وقت كبير بتسردي فيه معلومات بس، كان ممكن الإيقاع يقع، عشان كده كان مهم نقدم قصة أحمس كجزء تمثيلي”.

وأشارت إلى أنه تم اختيار شخصية أحمس لذلك الجزء التمثيلي بالتحديد، نظرا لتأثيره وأهميته التاريخية، إذا أنه طرد الهكسوس وانتصر عليهم بعد سنوات طويلة من احتلالهم لمصر.




الأزياء

خلال الجزء التمثيلي لشخصية أحمس، ارتدى الممثلين ملابس بجودة عالية وبهيئة واقعية، مما جعلها أيضًا محل إعجاب كبير من قِبل الجمهور.

كشفت مخرجت العمل، أنا مصممة الأزياء أميرة صابر، هي من كانت وراء هذه الملابس، معلقة: “بنت عظيمة وأنا بحبها ومؤمنة بيها”، لافتة إلى أن كل أزياء العرض كانت من تصميماتها.



قصر مدة العرض

وعن اقتصار عرض المسرحية على يومين فقط، أوضحت “عرفة” أنها لا تعلم السبب الحقيقي، موضحة أنه كان عرض احتفالي لانطلاق المبادرة، لافتة إلى أنه تم تصويره تمهيدا لعرضه تلفزيونيا قريبا عبر قنوات “المتحدة”، معلقة: “إحساس المسرح طبعا مختلف، لكن هيتعرض قريب”.

رسالة للجهة الإنتاج

اختتمت بتول عرفة، حديثها مؤكدة على أن وزارة التربية والتعليم، لم تقصر في شيء مع صناع العمل، وأن وزارة الثقافة كانت داعما كبيرا للمشروع، فيما توجهت بالشكر للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على رعايتها للمبادرة.

نرشح لك: “أحلام سعيدة”.. دع الماء يسكن لترى النجوم!

مسرحية تقدر
مسرحية تقدر