محمد ممدوح: اهتمام الناس بمعرفة آراء الصحافة العالمية عن مصر دفعني لتقديم summary Egypt

محمد ممدوح

رباب طلعت

في جولة سريعة وأسبوعية، يقدم برنامج “summary Egypt” على اليوتيوب وفيس بوك، والذي يقدمه محمد ممدوح، ملخص بأبرز مستجدات الصحف الأجنبية عن مصر، وما تتناوله من أخبار وتحليلات للوضع الداخلي والسياسي والاقتصادي للدولة، نظرًا لأهميتها السياسية والجغرافية في المنطقة، ما ساهم في جعل البرنامج ضمن قائمة الأكثر مشاهدة على اليوتيوب في مصر.

إعلام دوت كوم” حاور محمد ممدوح مقدم summary Egypt للحديث عنه وعن صناعة المحتوى الرقمي في مصر.

نرشح لك: أحمد مبارك: “قوة مصر” دعوة للاعتزاز بالوطن وطلقة في معركة الوعي

1- درست في الإعدادية في مدرسة (Manor House) ثم التحقت بمدرسة (Nefertari) في التعليم الثانوي، ومنها إلى الأكاديمية البحرية، حيث درست إدارة الأعمال، قسم التسويق، وبعد التخرج عملت في شركة (أوراسكوم) للإنشاءات كمحاسب، ومنها في الشركة المصرية للأسمنت (لافارج)، ثم في شركة تداول، وبعدها سافرت إلى رومانيا، في أحد المستشفيات، وعدت إلى مصر للعمل كمدير تسويق لأكثر من شركة، وقبل بداية تجربتي في تقديم المحتوى الرقمي كنت أعمل كمستشار تسويق.

2- بداية قراري في عمل فيديوهات للسوشيال ميديا، جاءت كصدفة، حيث كنت أجري مقابلة عمل مع إحدى الشركات بدبي عن طريق برنامج “zoom”، وفكرت في تصوير فيديو أدلي فيه برأيي، خاصة أن عملي هو التسويق الرقمي، وصورته بالفعل، ونشرته على الفيس بوك، فوجدت أحد الأشخاص يهاجمني في التعليقات بشدة، لأنني ضيعت له وقته، وكتب لي: “أنت مين عشان تضيعلي وقتي”، والحقيقة أنه لم يخطئ، “أنا مين عشان أقول رأيي؟”، فالمشاهدين أو المتابعين بشكل عام منهم أناس ذوي ثقافة عالية، وتفوق ثقافتهم ثقافتي بكثير، خاصة أن تخصصي التسويق وليس السياسة.

3- بعد تلك الواقعة، كنت أشاهد أحد البرامج الأجنبية، وأنا أحب متابعة “التوك شو” الأجنبي كثيرًا، فلاحظت أنهم يستشهدون ببعض المقالات في الصحف وينقلوها للجمهور، فأعجبتني الفكرة، وفكرت في تطبيقها، وأن أنشئ فيديوهات تنقل آراء كتاب متخصصين في مجالاتهم، وتلك الآراء مفيدة وتستحق النقل، دون أن أدلي برأيي، وأترك للجمهور حرية تكوين رأيه بنفسه.

4- جربت في البداية في عدد من الفيديوهات، وبدأت أرصد ردود الأفعال والملاحظات عليها، فقررت تخفيف لغة الفيديوهات، والابتعاد عن المصطلحات الصعبة، لضمان وصولها إلى أكبر شريحة من الجمهور يستفيدون منها، وبدأت رصد اهتمامات الناس وما يريدون معرفته.

كان هناك فترات في مصر حدث بها خلاف كبير، ولغط، ولم يكن الشعب يدري ما الصواب وما الخطأ، فحرصت في تلك الفترة أن أنقل من كتاب أجانب تحليلاتهم الدقيقة عن الوضع في مصر، وكانت تلك المقالات تستعرض معلومات قوية وهامة جدا، ولاقت تفاعلًا من الجمهور.

5- بالطبع في كل عمل الصواب والخطأ، وبالتأكيد قدمت مقالات كان بها نسبة خطأ، ولكنها نسبة بسيطة مقارنة بالصواب، والدليل على ذلك اهتمام الجمهور بالمشاهدة، ومتابعتي، ففي أقل من عامين كسرت حاجز المليون متابع، فمعدل مشاهدة فيديوهاتي 10 دقائق، وأنا أقدم فيديو مدته 15 دقيقة، ما يعني أن الجمهور يشاهد الفيديوهات، ليس مجرد أنه يفتحها ويغلق الصفحة بعدها، وقد أصبحت قناتي على اليوتيوب من أكثر القنوات مشاهدة في مصر.

6- والدتي كان لها دورًا كبيرًا في تشجيعي للاستمرار في تلك الخطوة، ولكن تعليقات الجمهور وآرائهم كانت هي الدافع الأساسي لاستمراري، وأتلقى تعليقات سلبية في بعض الأحيان، وانتقادات الناس أقرأها، وأتعلم منها، لتحسين مستوى المحتوى، فذلك ضروري للمضي قدمًا.

7- لم أكن أحلم يومًا بأن أقدم برامج، فالصدفة وحدها، هي من جعلتني أكتشف تلك الموهبة في نفسي، والسوشيال ميديا منحت فرصة لكل الناس بأن يقدموا برامج عليها، وبعض مقدمي المحتوى البصري على السوشيال ميديا لديهم موهبة ويقدمون محتوى مميز جدًا، ولولا السوشيال ميديا ما كانوا أظهروا تلك الموهبة.

8- دراستي للتسويق الإلكتروني فادتني كثيرًا في تسويق محتوايا، وجعلتني أصل لما أنا عليه بسرعة أكبر من الذي لا يمتلك ذلك العلم.

9- لابد من فرض قواعد على السوشيال ميديا، لأن هناك نظام عام في الدولة، وليس كل الناس مؤهلين لفهمه، وعندما يضع صناع المحتوى القواعد لأنفسهم، يظنون أن ما يقدمونه “عادي وهو مش عادي”، ويمنحون أنفسهم مساحة كبيرة من الحرية من الممكن أن تضر أشخاص آخرين ممن يشاهدونهم، ولا أرمي بحديثي هنا على السياسة، ولكن حتى المحتوى الترفيهي والآخر “التافه”، أنت لا تعلم من يشاهده، وكم عمره، فمن الممكن أن تفعل شيء بسيط يضر طفل غير واعي بما تقدمه، وبالتالي تضر بقيم المجتمع.

10- وضعت قواعد أساسية لنفسي، منها عدم الحجر على آراء المشاهد، وعدم تخطي الخطوط الحمراء في الألفاظ والمحتوى، وأن يكون ما أقدمه مناسب لكافة الأعمار والثقافات والتوجهات، وأتجنب استخدام مصطلحات سياسية معقدة يصعب فهمها لمن هم ليسوا على دراية كافية بالجانب السياسي، ولا أحرض على شيء كذلك.

11- أكتب اسكربتات الفيديوهات بنفسي، ومعي أشخاص يساعدوني في المونتاج فقط، لكن الإعداد أقوم به بنفسي، وأستخدم أسلوب سهل وبسيط في الشرح، لضمان أكبر قدر من استفادة الجمهور من المحتوى.

12- أرى أنه من الضروري أن يتابع الشعب ما تكتبه الصحافة الأجنبية عن بلدهم، خاصة أن الكثيرون يظنون أن الإعلام المصري لا يقول الحقيقة، وقنوات المعارضة هي من تقدم لهم الحقيقة، لذلك فإن ما أقدمه من محتوي مهم لدحض مثل ذلك الفكر، وتنوريهم بآراء الخارج، وكشف أكاذيب المعارضة، كما أحاول تعريفهم كيف يرى العالم مصر.

محمد ممدوح: اهتمام الناس بمعرفة آراء الصحافة العالمية عن مصر دفعني لتقديم summary Egypt

13- أعتمد على صحف كبيرة ومعروفة، وبها كتاب مشهورين وذوي ثقة، من أمريكا وألمانيا وإنجلترا، وهناك اهتمام كبير جدا من الميديا الأجنبية في تناول الوضع المصري بشكل يومي أو أسبوعي، مثل “بلومبرج” أو “رويترز”، وذلك دلالة على أهمية مصر في المنطقة، “احنا دولة تقيلة”.

14- السوشيال ميديا أصبحت إعلام بديل، و”سحبت السجادة” عن الإعلاميين الضعاف، الذين لم يستطيعوا الوصول للجمهور، ولكن الإعلاميين الكبار الذين أثبتوا تواجدهم لا يزالوا محتفظين بجمهورهم، ومصداقيتهم.

15- الجمهور اتجه لمحتوى السوشيال ميديا بسبب التنوع، وهي مجال مفتوح، ومن يثبت نفسه فقط هو من سوف ينجح، وأتمنى أن يهتم البلوجرز بالسياحة، ويتحدثون عنها، فالدول في العالم بدأت تستعين بهم لأنهم “مؤثرين”، وأنصحهم بأن يخدموا بلدهم من خلال المحتوى الذي يقدموه.

16- المصداقية هي أهم ما يجب أن يتميز به مقدمي المحتوى المعلوماتي سواء سياسة أو اقتصاد أو غيرهما، وكذلك البساطة ضرورية مع الناس، لكي تصل لهم بسهولة.

17- أمنيتي في 2023 هو أن يصبح “summary” أكبر برنامج في مصر.